قديما كان أبقراط -أبو الطب في اليونان القديمة- ينصح تلامذته بشم مرضاهم لمعرفة إن كانوا مرضى، واليوم ابتكر الباحثون في أميركا جهازا يقوم بهذه المهمة ولكن بطريقة أكثر علمية.
ويستخدم الجهاز أشعة نانوية (متناهية الصغر) لتحديد التركيب الكيميائي لنفَس الشخص، وبهذه الطريقة يمكن معرفة بصمة أي مرض من 17 مرضا خطيرا، من سرطان الكلى إلى مرض شلل الرعاش (باركنسون).
والمعروف أن هواء الزفير يحتوي على النيتروجين وثاني أكسيد الكربون والأكسجين، بالإضافة إلى كميات صغيرة لأكثر من مئة مادة كيميائية أخرى، لكن الكمية النسبية لكل مادة تختلف باختلاف الحالة الصحية للشخص.
وبتحليل النتائج بتقنيات الذكاء الصناعي لتصنيف وتشخيص الحالات وجد العلماء أن كل مرض ينتج بصمة نفَس كيميائية فريدة، بناء على الكميات المتفاوتة لـ13 مكونا، وكشفوا أيضا أن وجود مرض واحد لا يمنع اكتشاف الأمراض الأخرى.
وهذه التقنية الجديدة رخيصة لا تتعدى ثلاثين دولارا، وهي قادرة على فحص أمراض عدة.
ويعلق كبير مبتكري هذه التقنية البروفيسور حسام حايك بقوله “وجدنا أنه كما أن لكل شخص بصمة أصبع فريدة، كذلك الأمر لكل مرض درسناه له بصمة نفَس فريدة أيضا بالمكونات الكيميائية”.
يشار إلى أنه في السنوات الأخيرة طور العلماء محللات نفَس تجريبية لكن معظمها كان يركز على نوع واحد فقط من الأمراض مثل السرطان.