لم يثبت من ناحية علمية صحة الإعتقاد الإجتماعي القديم بالـ”وحمة”، فالحقيقة العملية تقول أن البقع الجلدية على جسم الطفل لا تتعلق بالوحم أو ما تشتهيه الأم أو غيره مما هو متعارف عليه لدى البعض بل يجب استشارة أطباء الجلد لان هذه الأمور ربما تعلقت بنوع الأدوية التي كانت تتعاطاها الحامل أو غير ذلك.
المثبت علمياً هو أن الوحمة تعتبر :” تشوه خلقي ينتج عن تكاثر الشعيرات الدموية أو عدم إكتمال وظيفة الخلايا التي تكون لون البشرة في موقع ما”.
وتبين ان اشتهاء الحامل لطعام معين يحدث بسبب استنفاد عنصر معين في جسمها، فالجنين يستهلك العناصر في الجسم بغض النظر عن توفرها في جسم الحامل أو نقصها، ويبني من هذه العناصر قلبه ورئتيه وكليتيه وطحاله وكبده ودماغه وعظامه ولحمه وغير ذلك، ولذلك فالنقص يحدث في جسم الحامل وليس في جسم الجنين الذي أخذ بالفعل عناصره, ونظراً لوجود مستقبلات في الجسم تحدد العناصر الناقصة تماماً كما يحدث عندما يعطش الإنسان إذ تقوم المستقبلات الأسمولية بتنبيه مركز العطش في الدماغ فيشعر الإنسان بالعطش.
و تقوم مستقبلات العناصر بتنبيه مركز الشهية لاشتهاء الأطعمة الغنية بهذه العناصر، ولعل هذا ما يفسر لماذا نتوق إلى طعام لم نأكله منذ فترة طويلة, ونمل من هذه الطعام عندما نأكله لمدة عشرة أيام بشكل متتالي يومياً وذلك لإشباع الجسم من عناصر هذا الطعام فلا تعود الرغبة له, ونفس الشيء يحدث مع الحامل، ولذلك نحن نعتقد أنها إذا اشتهت طعاماً بسبب نقص عنصر أو أكثر في جسمها ولم تأكله فإن من يتأثر هو الأم وليس الجنين.