شيّع الآلاف من مواطني قطاع غزة يوم امس السبت، جثمان الاسير المحرر مازن فقهاء والذي اغتيل برصاص مجهولين الجمعة الماضي أمام منزله وسط بمدينة غزة.
وفي موكب عسكري جنائزي مهيب انطلق موكب التشييع من مستشفى الشفاء، باتجاه المسجد العمري وبعدها دفن الجثمان في مقبرة الشيخ الرضوان.
وشاركت وفود عسكرية من كافة فصائل المقاومة وشخصيات رسمية وفصائلية في تشييع الجثمان.
وقد اغتال مجهولون مساء الجمعة الماضي، الأسير المحرر من حماس والمبعد الى غزة مازن فقهاء بمنطقة تل الهوى وسط مدينة غزة.
وقال الناطق باسم الشرطة أيمن البطنيجي، انه تم العثور على جثة الأسير المحرر "مازن فقهاء" بوجود 4 رصاصات في رأسه بمنطقة تل الهوى بغزة.
وأوضح ان مجهولين اطلقوا الرصاصات صوب فقهاء من سلاح كاتم صوت على مدخل عمارة سكنية في تل الهوا جنوب غزة.
واشار الى أن طواقم الشرطة والأدلة الجنائية باشرت بعمل تحقيقات على الفور لمعرفة الجناة.
يذكر أن فقهاء هو من سكان مدينة طوباس شمال الضفة الغربية وكان أفرج عنه من سجون الاحتلال ضمن صفقة "شاليط" عام 2011 بعد أن كان محكوما بالسجن 9 مؤبدات لمسؤوليته عن عمليات استشهادية نفذت في مدن إسرائيلية لصالح (حماس).
واتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) مؤخرا الأسير المحرر فقهاء بالوقوف خلف محاولات تجنيد خلايا في الضفة لتنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية.
وكان الصحفي اليئور ليفي محرر الشؤون الفلسطينية في موقع صحيفة يديعوت أحرونوت نشر مساء امس السبت، تفاصيل عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس مازن الفقهاء. وبات من الواضح أن ليفي، وهو من محرري الشؤون الفلسطينية أعتمد على معلومات خاصة.
وكان التقرير حمل عنوان تصريحا سابقا للفقهاء قال فيه أن جهاز المخابرات الداخلي شاباك بلور الان خطة للتتبع واغتيال الاسرى المحررين في صفقة شاليط ممن يمثلون خطورة على إسرائيل، وهو تتبع بالتأكيد يؤكد وجود ملف أمني للشهيد الفقهاء وتتبعا لتصريحاته التي أدلى بها، خاصة منذ الافراج عنه بعملية التبادل مع الجندى الإسرائيلي غلعاد شاليط.
تفاصيل الاغتيال
وعلى سبيل المثال قال ليفي أن الفقهاء اغتيل بعد إطلاق أربع طلقات في الرأس من مسافة قريبة عليه في منزله بالقرب من حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة. وقال ليفي أن الفقهاء اغتيل على الفور، وهو ما يؤكد أن عملية إطلاق النار كانت محكمة ومركزة ولم تأخذ وقتا طويلا، أي أن القتلة كانوا يعرفوا بوجود الفقهاء في مكان وموضع محدد ولم يتم البحث عنه بل دخلوا إليه مباشرة ، وهو ما يفسر عدم مبادلته النيران معهم أو مقاومته أو اشتباكه وهو ما يؤكد وجود عنصر المفاجاة.
اللافت هنا أن عرض تفاصيل عملية الاغتيال تلاه فورا عرض الصحيفة لما قاله بأنه التاريخ العسكري للعمليات التي قام بها الفقهاء في الماضي ، وابرزها عملية تفجير الاتوبيس في عام 2003 والتي وصفتها الصحيفة بالعملية الأخطر ، حيث نجح في إرسال احد الفلسطينيين للقيام بها.
وقالت الصحيفة أن اخطر القيادات الفلسطينية هي القيادات القادرة على "إرسال" الفلسطينيين للقيام بعمليات تفجيرية في قلب إسرائيل ، وهو ما زاد من خطورة الفقهاء بصورة عامة.
ولم يفت ليفي التنويه إلى أن الفقهاء هو من المقربين بل ويعمل تحت امرة القيادي صالح العاروري ، المسؤول الأبرز الان عن الأنشطة العسكرية لحماس في الضفة الغربية، الأمر الذي يجعل هذه العملية بمثابة تحدي واضح ومباشر للعاروري ذاته وليس فقط للقيادات الحمساوية.
اللافت أن الصحيفة عرضت تعبيرات وجه القيادات الحمساوية التي شاركت في الجنازة وعلى رأسها يحيى السنوار واسماعيل هنية، مشيرة إلى أن اغتيال الفقهاء يمثل ربما التحدي الأول والأخطر الان للسنوار تحديدا.