ناقشت اذاعة الشمس صباح اليوم كتاب " شهادات على القرن الفلسطيني الأول " مع مؤلف الكتاب الصحافي الكاتب الياس نصر الله المقيم في بريطانيا، اضافة الى مشاركة كل من المهندس رامز جرايسي والأستاذ نواف عواد، الذين استضافتهم الشمس في استديوهاتها في الناصرة.
وقد صدر الكتاب عن دار الفارابي في بيروت ويتألف من 19 فصلاً تغطي فترة زمنية تناهز القرن منذ عام 1916، ويروي سلسلة من القصص والأحداث المهمة في تاريخ فلسطين الحديث، كان الكاتب شاهداً على القسم الأكبر منها أو كان طرفاً فيها، وأخرى سمعها مباشرة من أصحابها. والكتاب صورة عن الحياة في مدينة حيفا ومنطقة الجليل في فلسطين خلال فترة ما بين الحربين العالميتين، وعن سقوط فلسطين عام 1948.
ويرى نصر الله أن نكبة الشعب الفلسطيني لم تنته عام 1948، بل لا تزال مستمرة إلى اليوم، والدليل؛ الشهادات الحية في الكتاب، حيث قال للشمس إن العالم لم يسمع بعد قصة البقية الباقية من الشعب الفلسطيني في الوطن الذي احتلته إسرائيل عام 1948 والحياة التي عاشها أفراد هذه البقية في ظل الحكم العسكري الإسرائيلي، متأنيًا عند الأجواء التي سادت في إسرائيل عشية حرب يونيو/ حزيران 1967. ثم روى التحاقه بالجامعة العبرية في القدس الغربية وأيضًا الحياة التي عاشها الطلاب العرب فيها. ثم انخراطه في العمل السياسي.
كما تطرق الى دخوله معترك الصحافة، حين عمل في البداية مراسلاً لصحيفة "الإتحاد"، أقدم جريدة في فلسطين التي تصدر في حيفا، ثم محرراً في جريدتي "الشعب" و"الفجر" ولاحقاً محرراً مسؤولاً لجريدة "الطليعة" الأسبوعية. ومن خلال تجربته في تلك الصحف قدم عرضاً مهماً وتوثيقياً لجزء أساس من تاريخ الصحافة الفلسطينية في ظل الاحتلال الإسرائيلي. وانتقل للعيش في بريطانيا عام 1979، وعمل من لندن مع جريدة "الجزيرة" السعودية في الرياض، ثم مع جريدتي "الشرق الأوسط" و"الحياة"، ويعمل حالياً مع جريدة "الرأي" الكويتية.
يتضمن الكتاب أيضًا محطات مهمة عن شخصيات فلسطينية مثل رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي الذي اغتيل في لندن وهو في طريقه لزيارة نصر الله في منزله، وعن الكاتب والسياسي الفلسطيني إميل حبيبي. وقدّم شهادة حية عن الأسير المصري أحمد عثمان، الذي سجن في إسرائيل ونظّم أشهر وأهم عملية تمرد وهروب جماعي للسجناء العرب من سجن شطة عام 1959.
واشار نصر الله الى فصل في كتابه تحدث من خلاله عن الطائفة المسيحية الارثوذكسية في البلاد والعلاقات بين المسلمين والمسيحيين، وان مسيحيي الشرق وقفوا ضد الحملات الصليبية من دافع غيرتهم على عروبتهم وقوميتهم.
وذكر ان العهدة العمرية تعتبر خير دليل على حسن العلاقات وان الجزية التي دفعها المسيحيون كانت مصدرًا اساسيًا لخزينة الدولة خلال الفتوحات الاسلامية، وعليه كانت مصلحة للخلفاء الراشدين ولمن جاء من بعدهم ان يحافظوا على هذه العلاقة.
كما تحدث عن الاملاك والعقارات الخاصة بالكنيسة الارذوكسية والتي ما زالت حتى اليوم رغم التفريط بجزء منها.
من جانب اخر اشار نصر الله في كتابه الى ظاهرة برزت في الفترة العثمانية وخاصة في فترة فتوحات ابراهيم باشا حيث تحولت عائلات وقرى مسيحية الى الاسلام بسبب رفض البطريرك اليوناني في حينه دعم هذه العائلات من نير الضرائب واسلموا بدافع تجنب دفع الضرائب الباهظة.
المهندس رامز جرايسي"ما ينقصنا هو تدوين الرواية الفلسطينية من اصحابها الشرعيين ومن مصادرها الموثوقة"
وفي معرض حديثه قال المهندس رامز جرايسي:
" ما ينقصنا هو تدوين الرواية الفلسطينية من اصحابها الشرعيين ومن مصادرها الموثوقة ومن شهادات حية من اناس عايشوا هذه الحقبة، وليس بالاعتماد على الارشيف الصهيوني، الذي لا نعلم مدى مصداقيته في نقل الرواية الفلسطينية، وما فعله الكاتب الياس نصر الله هو توثيق هذه الرواية بمصداقية، ويحق لكتابه ان يُعتمد عليه، وهذا يدل على قفزة نوعية في الثقافة المحلية، ويشكل حافزًا لآخرين لتوثيق روايات تاريخية تخص مجتمعنا وتاريخنا الفلسطيني".
واضاف: "عام 69 بدأت الدراسة الجامعية بموضوع الهندسة، كنا على تواصل مع الطلاب الجامعيين وفي عام 72 اقيمت اللجنة السباعية التي عنيت بتنظيم الطلاب العرب واشراكهم بالنقابة العامة للطلاب، ونجحت النقابة بتحقيق انجاز هام في جامعة حيفا، لكن وازاء هذا الإنجاز منعوا من قبل السلطات الرسمية من اقامة لجنة الطلاب العرب في التخنيون".
الأستاذ نواف عواد: " الحكم العسكري قمع الحركة الطلابية "لخطورتها" وتأثيرها على الطلاب والمجتمع الفلسطيني"
اما الأستاذ نواف عواد فتطرق في البداية الى العصر الإسلامي الأول فقال في سياق حديثه مع الشمس:
" وقف السوريين والفلسطينيين الى جانب جيوش الفتح الاسلامي، وقد توجه القائد خالد بن الوليد الى قبائل المسيحيين قائلا لهم: اذا ذل الاسلام ذل العرب، ومن هنا كان الانتماء القومي اقوى من الاعتبار الديني حينها".
وعن فترة ابارهيم باشا بعد ذلك قال: "في فترة حملة ابراهيم باشا اثقل الناس بالضرائب الباهظة مما سبب نفورا منه".
كما تطرق الى فترة الحكم عسكري خاصة على الطلاب العرب، فاشار الى ان الطلاب العرب عانوا كثيرا في هذه الفترة، اذ شكل الحكم العسكري قمعا عليهم وعلى نشاطاتهم، وحاول الشاباك؛ جهاز الامن الإسرائيلي اختراقهم بشتى السبل، كما ساهم بابعادهم عن نشاطات الحركة الطلابية يومها، لان الطلاب في نظر الشاباك شكلوا خطرًا كبيرًا لتأثيرهم الكبير على الطلاب وعلى المجتمع الفلسطيني حينها، علما ان الحركة الطلابية كانت عنوان لجميع الطلاب الجامعيين العرب، وعملت على التسهيل عليهم ومساعدتهم.
للاستماع للقاء الكامل: