انعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا الخامس عشر يوم السبت 15 نيسان/ إبريل 2017 في مدينة روتردام الهولندية، تحت شعار "مائة عام، ننتصر لا ننكسر"، الذي نظمته مؤسسة مؤتمر فلسطينيي أوروبا ومركز العودة الفلسطيني والجالية الفلسطينية والبيت الفلسطيني في هولندا، بمشاركة آلاف الفلسطينيين والفلسطينيات الذين توزّعوا على وفود وجماهير غفيرة وممثلي مؤسسات ونقابات واتحادات وتجمعات وقيادات وشخصيات فلسطينية جاءته من أرجاء القارة الأوروبية.
ففي محطته السنوية الخامسة عشرة على التوالي؛ التأم مؤتمر فلسطينيي أوروبا في لحظة تاريخية تزامنت مع مرور قرن كامل على صدور وعد بلفور الذي كبّد شعبنا الفلسطيني مأساة فادحة ما زالت تتفاعل تداعياتها حتى الآن، علاوة على مرور نصف قرن على استكمال احتلال القدس.
وقد ناقش المؤتمر في أعماله وجلساته وملتقياته التخصصية وورش العمل وفعالياته المنوعة، واقع قضية فلسطين، وتطوير قدرات شعبنا الفلسطيني في المنافي الأوروبية بشرائحه المجتمعية المتعددة ومؤسساته وتجمعاته ونقاباته ومجتمعه المدني، تواصلاً مع خبرات شعبنا ونضالات أجياله عبر مسيرة قضيتنا.
وإذ نعيد تأكيد ما ورد في مقررات المؤتمر السابقة عبر محطات انعقاده طوال خمس عشرة سنة؛ فقد خلصنا في ختام أعماله في روتردام إلى المواقف والتأكيدات والمقرّرات التالية:
أولاً/ نحيِّي تمسك شعبنا الفلسطيني في المنافي الأوروبي كما في كل مكان، بحقه الراسخ في العودة إلى أرضه ودياره في فلسطين، فهو حق غير قابل للنقض أو الإجتزاء أو الالتفاف عليه أو التحوير، وهو حق جماعي وفردي لا رجعة عنه، وسيواصل شعبنا نضاله المشروع والعادل حتى انتزاعه مهما طال الزمن.
ثانياً/ نستذكر وعد بلفور ودوره المركزي في صناعة مأساة شعبنا الفلسطيني عبر قرن كامل من الزمن، ونطالب المملكة المتحدة بإصدار اعتذار رسمي عن هذا الوعد بكل ما يمثله هذا الوعد من سابقة جسيمة في النظام الدولي وانتهاك جذري لمعايير الإنصاف والعدالة والحقوق علاوة على تسبّبه في اقتلاع الشعب الفلسطيني وتدمير كيانيته على أرضه وفي دياره.
ثالثاً/ نشدِّد على أنّ الموقف من أي مشروع أو مبادرة لحل قضية شعبنا إنما ينبني على مدى ضمانه حق العودة وتقرير المصير والتحرر من الاحتلال وانسجامه مع معايير العدالة والإنصاف دون أي تنازل عن حقوق شعبنا الثابتة في أرضه التاريخية ودياره السليبة، ولن يتهاون شعبنا مع أي تجاوز لثوابته المؤكدة وحقوقِه غير القابلة للتصرّف ومطالبه المشروعة.
رابعاً/ نندد بالانتهاكات الجسيمة التي يقترفها الاحتلال بحق مدينة القدس، عاصمة فلسطين وقلبها النابض، وبحق أبناء شعبنا المقدسيين ومساكنهم ومؤسساتهم. ونواكب الاستهداف المتصاعد للمسجد الأقصى المبارك والتدنيس المتواصل لحرمته وقدسيته والتعدي السافر على المساجد والكنائس والأديرة والأوقاف الإسلامية والمسيحية فيها، وتزوير هوية المدينة العربية المتواصل بلا هوادة منذ احتلال شطرها الغربي قبل سبعة عقود وشطرها الشرقي قبل نصف قرن. كما نعتبر أي نقل للسفارات إلى القدس خطوة جسيمة تنطوي على تجاوزات ودلالات خطيرة.
خامساً/ نلحظ التصعيد الجسيم في سياسات الاحتلال التوسعية والعنصرية بحق الأرض الفلسطينية والتجمعات السكانية الفلسطينية، والتي بلغت ذروة جديدة مع قيام نظام الاحتلال بتوفير الغطاء القانوني المزعوم لمستوطناته، وفرض نظام المعازل السكانية عبر تطويق التجمّعات الفلسطينية بأحزمة الاستيطان والجدران العنصرية ومصادرة الأراضي وموارد المياه، مع مواصلة الإخلاء السكاني وتدمير المنازل في القدس والضفة والداخل المحتل سنة 1948.
سادساً/ نتابع بانشغال بالغ تشديد الحصار الجائر المفروض على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة منذ إحدى عشرة سنة، واستمرار هذه الجريمة المركّبة التي تنطوي على انتهاك جسيم للقانون الدولي وحقوق الإنسان والمعايير الإنسانية والأخلاقية، ونعرب عن ثقتنا بصمود شعبنا تحت الحصار واستعصائه على كسر إرادته أو الخضوع لهذه السياسة الجائرة، كما يدعو المؤتمر الكل الفلسطيني إلى التوافق على حل كافة إشكاليات قطاع غزة الداخلية وعلى رأسها أزمة الرواتب وما نتج عنها مؤخراً ضمن صيغة تحفظ حقه وتضع قضية الحصار كهم وطني فوق الاعتبارات الحزبية.
سابعاً/ نبعث بتحية الإكبار إلى أسرانا الأحرار الصامدين في سجون الاحتلال، ويؤكد أنّ قضيتهم ستظل في صدارة اهتمامات شعبنا الفلسطيني في المنافي الأوروبية حتى فك قيودهم وتمكينهم من الحرية، وملاحقة سجانيهم بأدوات القانون والعدالة، وتحويل سجون الاحتلال إلى مزارات مفتوحة للعالم في فلسطين الحرة.
ثامناً/ ندعو الدول والأطراف المعنية إلى الالتزام بالتعامل الإنساني الكريم مع اللاجئين والنازحين من أبناء شعبنا من مناطق وبؤر الأزمات، خاصة مع استمرار نكبة شعبنا الفلسطيني في سورية ومحنة النزوح واللجوء الجديد إلى منافٍ جديدة حول العالم. ونطالب بتحييد المخيمات الفلسطينية عن المواجهات المسلحة صور الاقتتال كافة، وضمان تدفق الإمدادات الإنسانية لقاطنيها.
تاسعاً/ نؤكد أهمية تطوير الأدوار الوطنية لشعبنا الفلسطيني في الخارج ومشاركته في القرار السياسي الفلسطيني وفي مؤسسات العمل الوطني، بما فيها منظمة التحرير الفلسطينية، مع أهمية استعادة دورها، وإعادة بناء مؤسساتها بالانتخاب على أسس ديمقراطية جديدة، وإشراك مختلف قطاعات شعبنا في الداخل والخارج فيها وإنهاء أشكال الانقسام كافة.
عاشراً/ نحيِّي انطلاق المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الذي يؤكد عزمَ شعبنا الفلسطيني خارج وطنه المحتل على تطوير حضوره وجهوده لانتزاع حقوقه الثابتة وتحقيق مطالبه المشروعة، وتفعيل دور شعبنا الفلسطيني في الخارج على المستويات المتعددة وإطلاق طاقات شعبنا بشرائحه المجتمعية المتعددة ومؤسساته وتجمعاته ونقاباته ومجتمعه المدني وتعزيز وحدة الموقف الفلسطيني الجامع.
حادي عشر/ نطالب الدول والمنظمات والهيئات الأوروبية والدولية بالوقوف في ما يتعلق بقضية فلسطين عند التزاماتها المبدئية نحو العدالة وحقوق الإنسان والقانون الدولي، وعزل نظام الاحتلال، وإلغاء أشكال الدعم والتعاون والشراكة معه دون إبطاء، وفرض عقوبات عليه ومحاسبته على الانتهاكات الجسيمة التي يقترفها بحق شعبنا الفلسطيني.
ثاني عشر/ التأمت الملتقيات النقابية وخرجت بعدد من التوصيات والمشاريع كالتالي:
- فقد انعقد ملتقى تجمع الأطباء الفلسطينيين والذي حضره عشرات الأطباء من أبناء الجالية الفلسطينية في أوروبا وأوصى التجمع بضرورة إيجاد منصة دولية للتعاون والتواصل بين جميع العاملين في الحقل الطبي الفلسطيني على أن يتم الإتفاق على آليات محددة لتفعيل هذا المقترح.
ويدعو التجمع إلى تكثيف الدعم القطاع الصحي في فلسطين ويطالب المؤسسات الطبية الدولية بتحمل مسؤولياتها تجاه الوضع الصحي النتردي عموماً وداخل قطاع غزة خصوصاً.
ويطالب التجمع المؤسسات الدولية التدخل لدى سلطات الاحتلال لوقف سياسة الاهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
يدعو التجمع كافة الكوادر الطبية الفلسطينية في عموم القارة الأوربية لتكيف الدعم الصحي لأبناء شعبنا في فلسطين والشتات سواء عبر المشاركة في الوفود الطبية أو إيجاد فرص تدريب في المستشفيات الأوروبية.
ويدعو التجمع أعضاءه لتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة للزملاء الأطباء الفلسطينيين السوريين الوافدين الجدد إلى أوروبا.
انعقد ملتقى المرأة الفلسطينية في حضور نسائي لافت وناقش عدد من القضايا التي تخص تفعيل دور المرأة في المجال الوطني وقد تبنى الملتقى حملة تعريفية لنشر مفاهيم القضية الفلسطينية عبر استخدام منصة ريمكس فلسطين.
التقى المعلمون الفلسطينيون في ملتقاهم تحت عنوان "صفات النقابي الناجح ودور النقابي في تفعيل وإشهار قضايا فلسطين" وبعد نقاش مطول فقد أفضى اللقاء إلى تشكيل تجمع للمعلمين الفلسطينيين في هولندا.
بحضور مميز انعقد لأول مرة ملتقى الطفل الفلسطيني والذي شهد تفاعلاً متميزاً ا بين الأسرة وعدد من المشرفين على الملتقى ودار نقاش بناء حول مفاهيم حماية الطفل وتعزيز الهوية الوطنية وقد تبنى الملتقى عدداً من المشاريع الخاصة بالطفل في عموم القارة الأوروبية بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي.
اجتمع ملتقى فلسطينيو سورية وناقش عنوان "نحو دور جديد لفلسطينيي سورية في القارة الأوروبية" وأكد على تفعيل وتنشيط الشبكة الأوروبية لفلسطينيي سورية وتوفير مقومات إحياءها على طريق تجميع وتأطير فلسطينيي سورية كي يأخذوا دورهم الريادي في العمل الفلسطيني.
دعوة الاتحادات وتلروابط المهنية التي انطلقت في أوروبا إلى استيعاب الشرائح الفلسطينية السورية داخل أوروبا.
وناقش الملتقى أهمية استثمار الكفاءات الفلسطينية الوافدة وتعزيز مقومات الإندماج مع المجتمع المحلي وتطوير آليات بالتعاون مع المؤسسات المحلية لحماية الهوية الوطينة والعمل على بناء رافعة جديدة للعمل الفلسطيني في القارة الأوروبية عبر الآلاف التي وفدت حديثاً ضمن آليات متفق عليها مع المؤسسات المحلية، وقد دار نقاش معمق حول بعض التجارب التي انطلقت في أوروبا وكيفية دعم اللاجئين الفلسطينيين في سورية وفي مناطق اللجوء المحيطة في سورية، كما تم الاتفاق على عقد عدد من ورشات العمل التي تناقش هذا الملف من مختلف جوانبه وإيجاد آليات التواصل عبر اللجان التي تنبثق عن اللجان المحلية
ثالث عشر/ نؤكد للعالم أجمع بعد مائة سنة على وعد بلفور أنّ هذا الشعب لن ينكسر وسيواصل مسيرته بعزيمة وثبات حتى تتحقّق مطالبه العادلة وينتزع حقوقه الثابتة، ونحثّ مؤيدي الحقوق والعدالة والقيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية في كلّ مكان على الوقوف إلى جانب قضية فلسطين العادلة، ومقاطعة الاحتلال ونزع الاستثمارات من مؤسساته ومرافقه وفرض العقوبات عليه.