تتم عملية الولادة الطبيعية على ثلاث مراحل أساسية، هي:مرحلة اتساععنق الرحمتعتبر هذه المرحلة من أطول المراحل على الإطلاق، حيث تبلغ مدتها حوالي 12 ساعة.
تعاني كل امرأة حامل من هاجس الولادة الطبيعيةوآلامها، خاصة في المرحلة الأخيرة من حملها، فقد مضت شهور الحمل بسلام وبكل ما تحمله من مشاعر الفرحة والألم والخوف،وتستعد كل حامل في هذه المرحلة لاستقبال جنينها الذي اقترنت حياته بحياتها طوال هذه المدة.
وبالطبع تزداد مخاوفها وقلقها بشأن عملية الولادة والمسئولية التي ستتحملها بعد ذلك، ولكننا سنحاول جاهدين إزالة هذه المخاوف الآن من خلال حديثنا المفصل عن عملية الولادة بكل آليتها، فمعرفة سير الأمور وحقيقتها يساعد كثيرًا في إزالة التوتر والقلق لدى المرأة الحامل ويجعلها أكثر هدوء.
علامات وأعراض الولادة الطبيعية
من الصعب أن تتنبأ الحامل بموعد ولادتها، حتى الموعد الذي يحدده لها الطبيب المتابع لحالتها قد تحدث الولادة قبله أو بعده، ولكن على أية حال فإن الطبيب يعتمد في تشخصيه وتنبؤه لموعد الولادة على التغييرات التي تحدث للحامل أو لجنينها، وهي على النحو التالي:
تغييرات تحدث للأم
1- يُلاحظ أن عنق الرحم يبدأ في الاتساع شيئًا فشيئًا، وهذا ما تلاحظه الحامل عند خروج إفرازات وردية اللون أو مختلطة بدم من المهبل، نتيجة لانزلاق الطبقة المخاطية السميكة المتراكمة حول عنق الرحم إلى الخارج، ويمكن أن يحدث ذلك قبل الولادة مباشرةً أو أثناء ولادة الجنين أو حتى قبل عملية الولادة بعدة أيام.
2- يحدث تهتك بالغشاء الأمنيوسي المحاط بالجنين، ويخرج منه السائل مندفعًا خارج المهبل بكميات كبيرة أو تسرب بسيط، هذا أيضًا يمكن حدوثه قبل أو بعد أو أثناء الولادة.
3- يحدث للرحم عدة انقباضات متتابعة ومتكررة، تستمر هذه الانقباضات في التتابع بانتظام لمدة تتراوح من 30-60 ثانية، ويمكن أن تشعر بها المرأة الحامل على هيئة آلام أسفل الظهر تشبه بكثير الآلام المصاحبة لألم الحيض، مع تحجّر شديد بالبطن.
تغييرات تحدث للجنين
التغير الوحيد الذي يحدث للجنين هو تغيير وضعيته، أي تصبح رأسه متجهة لأسفل الحوض استعدادًا للولادة والخروج للحياة، ويمكن أن تلاحظ الأم ذلك بزوال أعراض ضيق التنفس التي كانت تعاني منها من قبل، وهذا التغير في وضعية الجنين يمكن أن حدوثه قبل عملية الولادة بعدة أيام أو قبلها مباشرةً.
الطلق الكاذب والفرق بينه وبين آلام الولادة الحقيقة
يمكن أن تشعر المرأة الحامل ببعض الآلام خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل نتيجة لتحجّر وارتخاء البطن، وتظن وقتها أنه حان موعد ولادتها وتذهب للطبيب ليخبرها أن هذه الآلام ليست آلام الولادة الحقيقية.
فكيف تفرق حينئذ بين الآلام الزائفة وآلام الولادة الطبيعية؟ تكمن الإجابة في بعض الأمور التالية:
1- تتميز آلام الطلق الكاذب بأنها غير منتظمة، أما آلام الولادة فهي تحدث بانتظام.
2- في الطلق الكاذب يكون الألم ضعيف وغير متزايد، أما الولادة الحقيقية فيزيد الألم بقوة واستمرار.
3- ينحصر ألم الطلق الكاذب عادةً في منطقة البطن، أما آلام الولادة فهي غالبًا تبدأ من أسفل الظهر وتمتد بعد ذلك لتشمل جانبي الحوض ومنطقة البطن.
4- تزول آلام الطلق الكاذب مع الحركة والسير، أما الآلام الحقيقية للطلق فهي مستمرة ولا تزول.
فالطلق الكاذب ما هو إلا إيحاء نفسي يحدث نتيجة الخوف والقلق مع اقتراب موعد الولادة، وأغلب النساء لا يستطعن التفرقة بينه وبين آلام الولادة الحقيقية، لذا فالفيصل الوحيد في هذا الأمر هو الفحص المهبلي الذي يجريه الطبيب لمعرفة حجم التغيرات التي طرأت على عنق الرحم، وتحديد نوع الألم هل هو زائف أم حقيقي.
مراحل الولادة الطبيعية
تتم عملية الولادة الطبيعية على ثلاث مراحل أساسية، هي:
مرحلة اتساع عنق الرحم
تعتبر هذه المرحلة من أطول المراحل على الإطلاق، حيث تبلغ مدتها حوالي 12 ساعة في الولادة الأولى ومن 6-8 ساعات في الولادات المتتالية، وفيها يتسع عنق الرحم حتى يصل إلى أقصاه ويخرج سائل مخاطي مختلط بدم من المهبل، وتنتهي هذه المرحلة بقوة في انقباضات الرحم وطول مدتها.
مرحلة ولادة الجنين
تتراوح مدة هذه المرحلة ما بين ساعتين أو أكثر في الولادة الأولى، ويتطلب من الحامل أن تدفع جنينها لأسفل المهبل كلما ينقبض الرحم حتى تساعده على الخروج وتتم الولادة بسلام.
مرحلة خروج المشيمة
أثناء هذه المرحلة يبدأ الرحم بطرد المشيمة إلى الخارج عن طريق الانقباضات المستمرة، ويمكن أن تصل هذه المرحلة حتى 20 دقيقة حتى خروج المشيمة.
وبهذا يتراوح إجمالي زمن الولادة من 12-14 ساعة في الولادة الأولى، ومن 8-10 ساعات في الولادات التالية.
طرق التخفيف من آلام الولادة الطبيعية
توجد عدة طرق وأساليب للتخفيف من آلام الولادة الطبيعية، وبشكل عام تنقسم هذهالوسائل إلى طبية وأخرى طبيعية، وفيما يلي عرض مبسط لكلٍ منهما:
الوسائل الطبية
1- التخدير الموضعي لعصب الفرج: ويتم هذا التخدير عبر المهبل بواسطة إبرة تخدير، ويعمل على تخفيف آلام المخاض مع الحفاظ على شعور الأم بالانقباضات لمساعدة الجنين على الاندفاع للخارج.
2- التخدير بالإحصار أعلى الجافية: وهي وسيلة فعالة للتخفيف من آلام الولادة.
وعلى الرغم من كفاءة هاتين الوسيلتين إلا أنهما قد يسببان شعور الأم بالنعاس أو الغثيان، كما أنها تؤثر سلبًا على الجنين وقد يُصاب بالضعف أو النعاس.
3- تخدير عصب النخاع الشوكي أسفل الظهر: ويتم عن طريق الحقن بالوريد، وقد ثبتت فعالية هذه الوسيلة في التخفيف من الألم مع عدم تأثر الجنين أو الأم بها.
الوسائل الطبيعية
1- ممارسة الحركةوبعض أنواع الرياضة المناسبة خلال فترة الحمل، خاصة رياضة المشي.
2- تدريب الحامل على تمارين التنفس، وذلك من خلال الاشتراك بالدورات الخاصة بذلك أو مشاهدة بعض مقاطع الفيديو على اليوتيوب أثناء الحمل.
3- عند الشعور بآلام الولادة يمكن عمل بعض الكمادات الدافئة أسفل الظهر والبطن، أو الجلوس في حمام دافئ، فهذه الطريقة تعمل على إزالة التوتر وتسهيل عملية الولادة.
4- شرب كميات مناسبة من الماء والسوائل الطبيعية، لتقليل تقلصات الرحم وتعويض الحامل عما تفقده من سوائل أثناء عملية الولادة.
5- وأخيرًا فإن تغيير وضعية الحامل أثناء عملية الولادة، وكذلك التدليك يساعد على التخفيف من آلام الولادة الطبيعية.