شهدت مدينة حيفا هذا الأسبوع مظاهرة حاشدة شارك فيها نحو ألف إنسان عربي ويهودي في الذكرى الخمسين لجرب حزيران العدوانية عام 1967، واحتلال القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة والجولان العربي السوري، تحت عنوان "فليسقط الاحتلال".
وشارك في المظاهرة كلٌ من الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية والعديد من حركات السلام واليسار ومن بينها كتلة السلام، نساء بالسواد، حركات النساء الديمقراطيات، حراك "نقف معًا"، نكسر الصمت، مقاتلون من أجل السلام، منتدى العائلات الثكلى، ومعهد إميل توما للدراسات الفلسطينية والإسرائيلية.
ورُفعت في المسيرة الرايات الحمراء والأعلام الفلسطينية، ورُدّدت هتافات باللغتين تندّد بسياسة حكّام إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، والأنظمة العربية المتواطئة معهما، وتدعو إلى كنس الاحتلال والاستيطان وإلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعودة اللاجئين. وشارك في المظاهرة العديد من الشخصيات الاعتبارية من بينها رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، وأعضاء الكنيست أيمن عودة ودوف حنين ويوسف جبارين وعبد الله أبو معروف، إضافة إلى العديد من القيادات الحزبية والمحلية والشخصيات العربية واليهودية.
انطلقت المسيرة من ساحة الحناطير (ساحة باريس) في البلد التحتي لتشقّ شارع يافا، ثم انعطفت يسارًا باتجاه شارع عين دور وميدان إميل حبيبي، لتتابع السير في شارع ألنبي ومنه إلى جادة بن غوريون (الألمانية)، واختُتمت بمهرجان قصير في "ساحة الأسير"، تخللته فقرة فنية قدمتها الفنانية الشابة لينا منصور والعازف أمير شلوميان.
وتحدثت الناشطة أورلي نتان من حركة "نساء بالسواد" – والتي تنظم مظاهرات أسبوعية ضد الاحتلال منذ 30 عامًا في القدس وحيفا – والتي أكدت أنّ عشرات ألاف الأيام والليالي مرّت منذ عام 1967 حُرم فيها ملايين الفلسطينيين من حقوقهم الأساسية ومن الحياة العادية، بسبب الاحتلال. وأضاف أنه يمكن للشعبين في هذه البلاد العيش معًا بسلام، من خلال إنهاء الاحتلال وصناعة مستقبل مغاير عن واضع الحروب والقتل والقمع الذي يسمّم المجتمع الإسرائيلي.
وتحدث رئيس معهد إميل توما وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي، النائب السابق عصام مخول، فقال إن هذه المظاهرة جاءت لتحرك مياه الاحتلال الراكدة ولتهز أولئك الذين يعنيهم هذا الامر ليتحركوا الآن الآن .. باعتبار أننا إذا لم نستطع أن نجفف المستنقع ، فإن من شأن مستنقع الاحتلال أن يغرق مستقبل شعبي هذه البلاد. وأضاف: إن الواقع يستدعي من قوى السلام محلياً وعالمياً أن تلقي بكامل ثقلها في المعركة لتحويل العام 2017 ، الى عام من التجنّد والتجنيد والحشد والتحشيد في النضال من أجل إنهاء الاحتلال والتقدم نحو السلام والحل السياسي العادل".