بادر " حملة - المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي " إلى إجراء بحث ومسح ميداني في أوساط الشباب الفلسطينيين ذكوراً وإناثاً، وذلك بهدف الوقوف على مدى وعي المستخدمين حول موضوع الأمان الرقمي في الإنترنت، ورصد أهداف وطرق الاستخدام التي يتبعونها، ورصد ظواهر التعقّب واختراقات الخصوصية في صفوفهم.
في الوقت الذي سهّلت فيه شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بالذات، اختراق خصوصيات الناس وحولّت معلوماتهم الشخصية إلى معلومات أمنية أو سلعة تجارية تُحقَقُ من خلالها الأرباح للشركات المالكة لهذه المواقع. خُلِقت تحديات أمنية جديدة أمام المستخدمين، وأصبحت تُشكّلُ منظومةَ مراقبةٍ وتعقّبٍ مزعجةً لدى الكثيرين.
وتبدو منظومة المراقبة والتعقّب هذه واضحة للعيان في فلسطين في ظلّ واقع الاحتلال وواقع سياسات الردع والتضييق على حرية التعبير عن الرأي. وقد رصدت عدة مؤسسات حقوقية في العامين الأخيرين حالات مرتفعة للاعتقال على خلفية ما تُسمّيه سلطات الاحتلال "التحريض على الفيسبوك". وفي حال لم يكن الحديث عن اعتقال وحكم بالسجن، فإن عدداً متزايداً أيضاً من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي يتعرضون للمراقبة والملاحقة والتحقيق، أو في حالات أخرى يُجبَرون - في ظلّ هذا الوضع - على ممارسة الرقابة الذاتية المفرطة على أنفسهم.
يحاول هذا التقرير تقديم معلومات حول وضع التعامل مع موضوع الأمان الرقمي بين الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم داخل فلسطين التاريخية، وذلك في ظل تصاعد أهمية هذا الموضوع، وارتفاع في حالات التهديد والمخاطر المرتبطة باستخدام الإنترنت. في هذا التقرير تحدثنا عن نتائج البحث والمسح الذي أجريناه فيما يخص الأمان الرقمي.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.