الرقية الشرعية شيء جدير أن يعممه المسلمون على ذويهم الذين يخشون عليهم مكروهًا ما، وجدير كذلك أن نعممه نحن على أنفسنا وذلك اتقاء لأي ضرر قد يصيبنا أو نخشى منه، ضرر ربما وردناه عبر أعين الحاسدين أو عبر طاقاتهم السلبية التي عادة ما يتوجهون بها صوبنا مع كل شيء جيد نحظى به، و الرقية الشرعية أمر ثابت في شرعنا الإسلامي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن صحابته الكرام رضوان الله عليهم، لذا فهي ليست أبدًا ضربا من ضروب الخرافة أو ما إلى ذلك مما يمكن لنا أن ننبذه أو لا نعتقد في أمرًا جيدًا.
أولئك المقبلين على الزواج لابد لهم أن يتعرضوا لـ الرقية الشرعية كنوع من تحصين أنفسهم تجاه أعين الناس الراصدة لكل حركة لهم، فإذا كنت حقًا تخشين على هذا العلاقة ويهمك إتمامها على خير فلا ضرر أبدًا أن تتعرضى لهذا الذكر المأثور والأدعية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذا الكسل في هذا الإطار هو نوع من الإهمال ونوع من ثقة عمياء ربما أودت بصاحبها إلى ما يحمد عقباه من انفصال أو ما إلى ذلك، لذا كونوا على قدر المسئولية وابذلوا كل الأسباب التي سنها شرعنا الإسلامي كي تضمنوا مرورًا ما آمن تجاه ما تودونه من زواج وعلاقة أسرية تدوم العمر.
كذلك أطفالك الصغار الذين تستشعر منهم كسلًا ما تجاه أداء ما أوكلوا به من مسئوليات وواجبات وترى أن هذا لم يكن يوماً من طبيعتهم، لا تتردد أبدًا في قراءة الرقية الشرعية عليهم وذلك لما فيها من خير عميم ونفع جميل ربما أصابهم منه جانب، وأحالهم إلى نشاطهم السابق وساعدهم في دفع شر العيون المستطيرة التي تراقب ممشاهم وطريقهم، وصغارك وأولادك الذين تخشى عليهم منأعين الآخرين واجب عليك كأب واجب عليكِ كأم أن تحصنوهم وتقرأوا علىهم وبهم الرقية الشرعية، فلعلها انطلقت من أفئدة موقنة ادقنة فمنحها الله الاستجابة وجعلها لهم زخرًا في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
مشروعيتها
الرقية الشرعية هي هدي نبوي شريف فعلها النبي صلى الله عليه وسلم وفعلها من بعده صحابته، وهي في الشرع تعريفاً: التوجه إلى الله عز وجل واللّجوء إلي جواره عبر أسماءه وصفاته الحسنى مع تنزيهه تعالى من كل شريكٍ أو وسيطٍ؛ وقد خلط كثير من الناس بين الرقية الشرعية بمفهومها الخيّر المستعين بالله وفقط وبين خرافات وأشياء أخرى من قبيل السِّحر والشعوذة فلجأوا إلى الدجالين من أجل معالجة ما بهم من سوء ومن عين الناس وسمومهم وحسدهم. وكما أوردنا فالحسد والعين حقٌ في ديننا الإسلامي ثَبُت وقوعه في القرآن والسُّنة المطهرة؛ حيث قال تعالى: (وإن يكاد الذين كفروا ليُزلقونك بأبصارهم) [القلم: 511]، كما ورد ذكر الحسد في كثير منأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم من قبيل هذا الحديث: "العَين حقّ ولو كان شيء سابق القدر سبقت العين وإذا استُغسلتم فاغتسلوا" رواه مسلم.
نصيحة
الأخذ بالأسباب التي سنها شرعنا الحنيف أمر مستحب ومستأنس فعله، لذا فإنه من باب الأخذ بالحيطة والحذر وإتيان الأسباب التي تقي من الحسد والعين فإنه يستحبّ قراءة سورة الصمد، والمعوذتين بعد صلاتي الفجر والمغرب ثلاثة مرّات، والتعوّذ بكلمات الله التامّات من شر ما خلق ثلاث مرات كذلك وذلك صباحا ومساء.
بسم الله ما شاء الله
كما أنه في هذا الصدد على كل منا أن يعين الآخرين على تجنب طاقة ما سلبية ربما غير مقصودة تصدر عنه، فالنظر ثابت والعين ثابتة، وما يزيل أثرها هو أمر بسيط جداً نصحنا به شرعنا وهو التبريك مع كل إعجاب نبديه بشيء حتى وإن كان ملكنا ويرجع لنا، "بسم الله ماشاء الله" تقينا وتقي غيرنا من أِياء سيئة كثيرة ربما ما قصدناها، وذلك بأن نقول حين يعجبنا شيء من نفسنا أو غيرنا "بسم الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله اللهم بارك له فيما أعطيته وارزقني خيراً منه"، فإن لك الدعاء من الأشياء المهمة التي يجب أن نلتفت إليها كثيراً.
بعض الآيات والسور التي يستحب قراءتها في الرقية الشرعية
• سورة الفاتحة كاملةً.
• آية الكرسي
• (الم*ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ*والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ*أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [البقرة: 1-55]
• (وإلهكم إلهٌ واحدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ*إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ*وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) [البقرة: 165-1633]
• سورة الكافرون وسورة الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.
بعض الآثار النبوية الواردة في الرقية الشرعية
• بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
بسم الله أرقيك، من كل شيءٍ يؤذيك، من شرّ كلّ نفسٍ أو عين حاسدٍ الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
• بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم؛ ثلاث مراتٍ. بسم الله يبْريك، ومن كل داءٍ يشفيك، ومن شرّ حاسدٍ إذا حسد، وشرّ كلّ ذي عينٍ. بسم الله (ثلاثاً)
• أعوذ بالله وقدرته من شرّ ما أجد وأحاذر؛ سبع مراتٍ. أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً. أعوذ بكلمات الله التامّة من كلّ شيطانٍ وهامّةٍ وكلّ عينٍ لامةٍ.
• أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق. أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ سبع مرّاتٍ.
• اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ.
نتمنى السلامة للجميع وننصح دائماً بالحفاظ على الأذكار وقراءة الرقية الشرعية.