تابع راديو الشمس

عمر بن الخطاب والعدل في عهده

عمر بن الخطاب والعدل في عهده

عمر بن الخطاب عدل يمشي على الأرض، فهو خير مثال يقتدى به في تطبيق العدل والحق، فقد عُرف بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل، وطبق العدل على نفسه قبل أن يطبقه على غيره، وطبقه على أقرب الناس إليه قبل أبعدهم، وقد أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم به، إذ قال "إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِ عُمَرَ وَقَلْبِهِ"


حياة الفاروق عمر بن الخطاب في سطور 

• ولد عمر بن الخطاب بمكة المكرمة، وهو أكبر من النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة عشر عام.

• وافته المنية بالمدينة المنورة عن عمر يناهز62 عام، وكان ذلك عام 23 هجرية يوم أربعاء.

• ثاني الخلفاء الراشدين، ومن العشرة المبشرين بالجنة.

• عُرف بالعدل، ولقب بالفاروق لأنه فرق بين الحق والباطل، ولقب أيضًا بأمير المؤمنين، وكني بأبي حفص.

• عمل راعٍ للإبل لفترة من الزمن ثم عمل بالتجارة، وأصبح من أغنياء مكة.

• له من الأبناء ثلاثة عشر منهم عبد الله الأكبر، وعبد الله الأصغر، وعبد الرحمن الأكبر وكذلك الأوسط والأصغر، وحفصة ورقية وفاطمة وعائشة وزينب، وعاصم، وزيد الأكبر والأصغر، وعبيد الله.


نماذج رائعة من عدل الفاروق عمر

يروي لنا التاريخ الإسلامي العديد والعديد من القصص التي تجسد العدل في عهد عمر بن الخطاب، فكان حكمه عدلًا وإنصافًا ينصر المظلوم سواء كان من المسلمين أو غير المسلمين ومن أشهر قصص العدل في عصره:-


قصة عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب

حيث شرب عبد الرحمن الخمر حتى سكر، وكان ذلك بمصر، فجلده عمرو بن العاص أمير مصر في ذلك الوقت جزاءًا له بإقامة الحد عليه على ما فعل، وعندما علم عمر بن الخطاب بما فعله ابنه أرسل إلى أمير مصر يطلب منه أن يرسل إليه عبد الرحمن، وعندما تقابل عمر بن الخطاب بولده عبد الرحمن جلده تأديباً له.


ويستفاد من تلك القصة

أن العدل والحق يطبق على الجميع دون تفرقة بين غني أو فقير، صاحب منصب وجاه أو عامل ضعيف، قريب أو غريب، فبرغم أن عبد الرحمن ابن الخليفة، وبرغم أنه ابن واحد من أغنى الأغنياء، وبرغم أنه ابن عمر بن الخطاب، إلا أنه تم تطبيق حد الله عليه، ولم يكتف عمر بذلك بل قام بتأديبه، فنحن إذا التزمنا بالعدل بين الجميع في عصرنا الحالي سوف ننهض ونتقدم، ياليتنا نتخذك قدوة حق يا عمر.


قصة تخاصم عمر بن الخطاب مع رجل يهودي

إذ تخاصم عمر ذات يوم مع رجل يهودي على فرس، وحرصًا من عمر على تحقيق العدل طلب من اليهودي أن يختار شخصًا يحكم بينهم، فاختار اليهودي (شريح العراقي) وقبل عمر بن الخطاب أن يحكم شريح بينهم، وبالفعل حكم.


ويستفاد من تلك القصة

وهذه القصة تبين لنا أهمية وجود قضاء شامخ عادل في الدولة يكون هو الفيصل والحكم في حالة حدوث أي تخاصم أو اختلاف، حيث أنه يمثل العدل في الدولة، فيجب اللجوء إليه للحصول على الحقوق، واجتناب التصرف العشوائي واللجوء للعنف، فنحن لسنا في غابة البقاء فيها للأقوى.


قصة جبلة بن الأيهم مع عمر بن الخطاب

في عهده جاء جبلة بن الأيهم إلى المدينة معلنًا إسلامه، وهو أحد ملوك الغساسنة، ورحب به عمر ترحيبًا كبيرًا واكرمه، أراد ذلك الملك الطواف حول الكعبة وأثناء الطواف حول الكعبة داس أحد البدو على طرف إزار الملك دون قصد، مما أثار غضب الملك الغساني جبلة بن الأيهم، فتعامل بمنتهى العنف مع الرجل البدوي فضربه حتى تهشمت أنفه.


لجأ الرجل البدوي إلى عمر بن الخطاب، وقدم شكوى ضد جبلة بن الأيهم، فما كان من عمر إلا أن يأتي بجبلة الملك الغساني، وسأله عن حقيقة الأمر، وأقر جبلة بما فعل، وبرر فعلته أنه فعلها من باب التأديب للبدوي، فرد عليه عمر قائلاً (عند غيري يقهر المستضعف ويظلم، عند غيري جبهة بالإثم والباطل تُلطَم) وقال له أيضًا (وتساوى الناس أحراراً لدينا وعبيداً) وحكم عمر بن الخطاب على الملك الغساني جبلة بن الأيهم إما أن يرضى الرجل البدوي أو يتم تهشيم أنفه كما فعل بالرجل، ولم يرضى جبلة بالحكم ففر هاربًا من المدينة وارتد عن الإسلام.


ويستفاد من تلك القصة

تلك القصة توضح مدى عدل الفاروق عمر، فهو حكم بالعدل بين ملك ورجل فقير، ونصر المظلوم، فالعدل يطبق على الجميع دون استثناء، وديننا الإسلامي دين الحق والعدالة و المساواةِ بين جميع البشر.


قصة بكاء الصبي الصغير وموقف عمر

كان الصبي الصغير يبكي فسمعه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) فذهب إلى أمه وطلب منها أن تتقي الله في الصبي وتهتم به ثم تركها وذهب لكنه سمع بكاء الصبي مرة أخرى فذهب إليها مرة أخرى وأعاد الكلام للمرة الثانية ثم تركها وذهب.


إلا أن الصبي استمر في البكاء حتى آخر الليل فذهب إليها عمر وسألها عن سبب بكاء الصبي المستمر، فأخبرته أنها تحاول إلهاء الصغير عن الطعام لإن أمير المؤمنين عمر يفرض النفقة للمفطوم فقط، فسأل عن عمر الصبي فأخبرته انه بضع شهور، فأخبرها ألا تعجل بالفطام وفي الصباح صلى الصبح وهو يبكي قائلًا لنفسه (بؤسًا لعمر كم قتل من أولاد المسلمين) وطلب من الناس ألا يعجلوا الفطام، وفرض نفقة غير مشروطة لكل مولود في الإسلام، وعمل مكتوب بهذا الأمر.


ويستفاد من تلك القصة

أن الحاكم مسؤول عن رعيته، ومسؤول عن تحقيق العدل بينهم، وتلك المسألة ليست بالسهلة وإنما تحتاج حكمة وفطنة، فها هو عمر بن الخطاب كان لا يهدأ له بال إلا بتحقيق العدل والمساواة بين الناس جميعًا.

يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول