قدمت لمحكمة الصلح في حيفا صفقة ادعاء توصلت اليها النيابة العامة الجنائية في لواء حيفا، والمحامية عبير اسدي، التي ترافعت في المحكمة عن ثلاثة متهمين عملوا في مصافي البترول في خليج حيفا، وقدمت بحقهم لوائح اتهام بالتسبب بوفاة ثلاثة عمال عرب من يافة الناصرة في العام 2010.
ووفقًا لصفقة الادعاء الغيت لائحة الاتهام بحق احد المتهمين وعدلت بنود الاتهام بحق المتهمين الآخرين، حيث الغي بند التسبب بالموت عن طريق الاهمال وتبديله ببند آخر ذو خطورة أقل.
وقد وافقت النيابة العامة على طلب محامية الدفاع بأن تكون العقوبة على المتهم الأول بالعمل لصالح الجمهور لمدة 400 ساعة، والمتهم الثاني سجن لمدة أربعة أشهر يقضيها في خدمة الجمهور، إضافة لتغريمهما بمبلغ مالي، فيما افرج عن متهم آخر دون اي حكم.
ووفقا للائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة بحق المتهمين، الذين اشغلوا مناصب مسؤولين ومراقبين على أعمال الترميمات والصيانة في المناطق التي تتواجد بها خزانات المواد الخطرة والسامة في منطقة مصافي البترول في خليج حيفا، وكان المتهمين وهم من سكان الجليل الغربي، قد أوعزوا لمقاول الصيانة الدخول إلى الخزانات العالية، والتي تخزن بها المواد الخطيرة، بغيه تصليح خلل فيها وبهدف صيانتها.
وبالرغم من ان مقاول أعمال الصيانة، والذي لقي مصرعه مع اثنين من عماله في الحادثة، عارض بداية ان يقوم بتنفيذ اعمال الصيانة في المكان، بالرغم من انه مقاول الصيانة المعتمد، الا انه وبعد نقاش وجدال بينه وبين المتهمين الثلاثة المسؤولين وافق المقاول بوضع الخوذات والبدلات الخاصة، وقام باعتلاء الأبراج الحديدية والدخول إلى الخزانات.
ووفقا للائحة الإتهام فان العامل الأول أغمي عليه بسبب استنشاقه غاز سام، حيث قاموا بإنزاله عن أبراج الحديد وتحويله للعلاج، وبالرغم من ذلك ضغط الثلاثة على المقاول بالاستمرار في أعمال الصيانة بالرغم من خطورة تنفيذ الأعمال، وبعد ان دخل المقاول ومعه اثنين من عماله فقدوا الوعي وسقطوا أرضا، ولم تتمكن قوات الإسعاف من إنقاذ حياتهم.
والمرحومون هم: تامر مرجية (33 عاماً)، جورج زعاترة (31 عاماً)، سامح الحاج (20 عامًا).
وقالت محامية الدفاع عن المتهمين الثلاثة، عبير اسدي للشمس:
"بالرغم من ان النتيجة كانت صعبة ومؤسفة جدًا، إلا أنه لم يكن بنية المتهمين التخطيط لهذا الامر، والحادثة تركت بهم اثرا كبيرا، لكون المتوفين هم زملاؤهم في العمل وتربطهم بهم معرفة وصداقة، ومن الجدير ذكره انهم قدموا المساعدة وحاولوا إنقاذ المرحومين".
وأضافت المحامية أسدي "بعد مرور ثلاث سنوات من المداولات وسماع عشرات الشهود من قبل النيابة اقتنعت الأخيرة بالثغرات، وصعوبة إثبات التهم المنسوبة للمتهمين، وبناءً على ذلك قبلت مطالبنا وتوصلنا الى صفقة الادعاء".
للاستماع للقاء الكامل: