مرض التيفوئيد من الأمراض التي تُثير الرعب في نفوس المرضى فور معرفة خبر إصابتهم به، ونستعرض في هذا المقال تعريف مرض التيفوئيد وأعراضه وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى كيفية انتقاله وطرق العلاج منه.
مرض التيفوئيد
يعتبر هذا المرض من الأمراض الوبائية المنتشرة في العديد من دول العالم، وتسببه نوع من البكتيريا يطلق عليها سالمونيلا تايفي، ويكون ذلك بسبب تناول بعض الأطعمة أو أي شراب ملوث بهذه البكتيريا، وتغزو هذه البكتيريا كل من الطحال، الكبد، المرارة والجهاز الليمفاوي.
ويعتبر الفحص عن طريق زراعة نخاع العظم هو أهم طرق تشخيصه، إلا أن الفحص الذي يتم استخدامه في غالية المستشفيات هو فحص فيدال، ويعد العلاج الأمثل لهذا المرض هو المضادات الحيوية، فيما يعتبر غسل الأيدي والاهتمام بالنظافة هي الطريقة المثلى للوقاية منه.
أعراض مرض التيفوئيد
تتنوع أعراض مرض التيفوئد حيث يمر مرض التيفوئيد بالعديد من المراحل حسب الأسابيع، ففي الأسبوع الأول من المرض، تكون أعراضه آلام المفاصل، النحول، قشعريرة، الصداع وفقدان الشهية، وتبدأ بعد ذلك درجة الحرارة في الارتفاع بشكل تدريجي، حيث تصل لـ40 درجة مئوية، مع تباطؤ ضربات عضلات القلب، والمعاناة من آلام في البطن.
وفي الأسبوع الثاني من المرض، تكون درجة الحرارة مرتفعة بشكل مستمر، وتظل ضربات عضلات القلب في حالة تباطؤ أيضًا، مع تزايد علامات الإرهاق وآلام البطن، كما يمكن ظهور علامات طفح جلدي، إلا أنها تختفي بشكل سريع.
كما أن هناك بعض العلامات التي تظهر في أسبوع المرض الثاني خلال الفحص السريري، وأهمها وجود تضخم في الطحال والكبد بشكل بسيط، بالإضافة إلى زيادة آلام البطن عند تعرض المريض للمس من قبل الطبيب أو أي شخص آخر.
وفي الأسبوع الثالث من المرض، مع ترك الحالة دون بدء العلاج، تبدأ حالة المريض في التدهور، ويعاني من جفاف وازرقاق، بالإضافة إلى فقدان الوعي والغيبوبة في بعض الأحيان، ويصاب المريض بحالة إسهال شديدة، وقد يتعرض الشخص المريض لنزيف معوي حاد وحدوث ثقب في الأمعاء.
ومع الأسبوع الرابع من المرض، يبدأ الشخص المريض في التحسن بشكل تدريجي، وتشير عدد من الدراسات أن 30% من المصابين في الدول النامين يموتون، بسبب هذا المرض، فيما يعاني 10% من الأحياء من إعادة نشاط البكتيريا مجددًا وتكرار المرض ذاته مرة أخرى، فيما تتراوح نسبة الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية بين 1 لـ2%.
وعقب الشفاء الكامل من هذا المرض، يظل 5 لـ10% يحملون هذه البكتيريا، فيما يعرف بفترة النقاهة، ويظل هؤلاء الأشخاص حاملين للبكتيريا لشهور عديدة، فيما يبقى حوالي 1 لـ4% من المرضى حاملون للبكتيريا بشكل مزمن، وغالبًا ما يتم إفراز البكتيريا من الحويصلة المرارية الموجودة في العصارة الصفراء، ثم الجهاز الهضمي وأخيرًا البراز.
وبشأن أبرز الأعراض العامة الخاصة بمرض التيفوئيد، فيمكن سردها في النقاط التالية:
• درجة حرارة الجسم، غالبًا ما تبدأ أعراض المرض بارتفاع قليل في درجة الحرارة، ولكنها تزداد يومًا بعد الآخر، وفي بعض الحالات تصل إلى 40 درجة مئوية.
• الإسهال، خاصًة لدى الأطفال الصغار، فيما يعاني الشخص البالغ من الإمساك بشكل أكبر.
• الشعور بالرغبة في الغثيان، وقد يصل الأمر إلى الاستفراغ أحيانًا.
• ظهور علامات طفح جلدي وردي اللون في جميع أنحاء الجسم.
• فقدان الوزن بشكل غير مبرر، ويصاحبه انعدام الشهية للطعام.
• كثرة الغازات وانتفاخ البطن، مع شعور بآلام قوية في البطن.
• التعرق المفرط.
• الشعور بالتعب والإعياء بشكل عام.
• آلام شديدة في الرأس وجميع عضلات الجسم.
• السعال الجاف.
وتظهر هذه الأعراض في المرحلة المبكرة من المرض، وتختفي فور الخضوع للعلاج بشكل سليم، وفي حالة عدم ظهور هذه الأعراض، قد تظهر بعض الأعراض الأخرى، ومنها الهذيان، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، بالإضافة إلى استلقاء الشخص المريض متعبًا دون أي حركة مع غلق عينيه جزئيًا.
الوقاية من مرض التيفوئيد
• مطعوم التيفوئيد يعتبر الطريقة المثلى للوقاية من المرض، ويتم أخذه عن طريق الفم للبكتريا الحية المضعفة، ويتمتع بنسبة فعالية جيدة، حيث تتراوح بين 50 لـ80%، ويفضل عدم استخدامه للأطفال الأقل من ست سنوات.
• وتبدأ مناعة هذا المطعوم عقب أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من أخذه، وتستمر لفترة تصل إلى ثلاث سنوات.
• كما يوجد نوع آخر من مطعوم التيفوئيد، وذلك عن طريق البكتيريا غير الحية، ويتم أخذ هذا النوع للأشخاص الذين سيسافرون إلى بلاد ينتشر فيها مرض التيفوئيد.
كيفية انتقال مرض التيفوئيد
يمكن انتقال مرض التيفوئيد عن طريق الفم، سواء بشكل مباشر من خلال يد الشخص الملوثة إما بالبراز أو البول الحاملين لهذا المرض، أو بشكل غير مباشر من خلال الماء، الحليب والبوظة وغيرها من منتجات الحليب بمختلف أنواعها.
علاج مرض التيفوئيد
يعتبر هذا المرض من الأمراض التي يتم الشفاء منها بشكل تام، وذلك عن طريق تناول المضادات الحيوية، وغالبًا ما يتم أخذ دوائي سيبروفلاكساسين وسيفترياكسون، اللذين يتم أخذهما بواسطة الحقن، وقد يصاحبهما مضاعفات جانبية عديدة.
ويجب أن يخضع المريض للعلاج لفترة تتراوح بين 7 لـ14 يومًا، وينصح الأطباء بالراحة التامة خلال فترة المرض، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الماء، من أجل تجنب الإصابة بجفاف، وتعويض السوائل التي يخسرها الشخص المريض سواء بسبب التعرق أو الإسهال.
وينصح مريض التيفوئيد بتقسيم وجبات الطعام إلى وجبات متعددة وصغيرة بدلًا من تناول ثلاث وجبات فقط، كما يجب أن يحافظ المريض على نظافته الشخصية، وغسل اليدين جيدًا باستمرار، وذلك من أجل تقليل فرصة نقل المرض للآخرين.
وفي بعض الحالات الصعبة، يحتاج مريض التيفوئيد إلى الحجز في المستشفى، من أجل الخضوع لعلاج مكثف، بواسطة المضادات الحيوية عبر الوريد، وفي حالات أخرى، يخضع المريض لعمليات جراحية، لتجنب مضاعفات المرض.