اصدرت ادارة مسجد دهمش بيانًا جاء فيه:
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والعاقبة للمتقين ونشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له هو يتولى الصالحين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد : فيقول الله تعالى : ( وان يريدوا أن يخدعوك فان حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :(( إن مما أدركه الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت )).
أهلنا الكرام في مدينة اللد وما حولها: في ظل هذه الممارسات القذرة والدعايات المضللة التي تمارسها بلدية اللد ممثلة برئيسها وبعض من حوله من الحاقدين الفاشيين بحق السكان والمواطنين وخاصة مسجد دهمش -حرسه الله- والقائمين على شؤونه ورعايته وكان آخر هذه الاعتداءات ما قام به رئيس البلدية وبعض أذنابه من محاولة اقتحام المسجد بعد خروج الناس من صلاة الفجر في يوم العيد ليمنع صوت الحق المجلجل بالتكبير والتهليل ابتهاجا وفرحا بقدوم يوم العيد وإعلاما للناس بقرب موعد الصلاة ، فما كان من هذا الفاشل إلا أن انتهك لحرمة الزمان وحرمة المكان وشرف المناسبة محاولا باقتحامه أن يمنع شعيرة من أعظم شعائر العيد واكبر معالمه الطاهرة وهي شعيرة رفع اسم الله بالتكبير والتهليل فحاول بكل جراءة وفظاظة أن يشوش على المكبرين وأن يفسد فرحة عيدهم بكل وقاحة وعنجهية وعربدة.
ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ، فتصدى له من كان بحضرة المسجد من المصلين الرجال الذين حالوا بينه وبين ما يشتهي بكل حكمة وعقل وروية فرجع خاسئا وهو حسير من محاولاته البائسة، رجع يجر ذيول الخيبة والهوان بفضل الله ورحمته ، وحده لا شريك له ، واستمر التكبير شامخا يجلجل في جنبات المسجد وأرجاءه ، ثم لم يكتف هذا البليد بما صنع! بل أخذ يؤلب على المسجد وأهله في وسائل الإعلام بعبارات تنم عن الحقد والكراهية واصفا لهم بأنهم عنصريون ، خطيرون ، وان هذا المسجد هو اخطر مسجد في البلاد إلى غير ذلك من العبارات الفاجرة ، ثم حاول أن يفصم عرى أهل البلد بكذبه وزيفه إذ يزعم انهم قد عقدوا معه صفقة يمنعون بموجبها التكبير في المساجد على أن يصلوا جميعا صلاة العيد معاً ! وادعى كذبا وقال زورا بأنه قد تعرض للضرب والشتم داخل المسجد يريد بذلك أن يشعلها فتنة هوجاء بين أطياف المجتمع في المدينة عربا ويهوداً! ونحن بدورنا في إدارة دهمش نفصح لأهلنا اليوم عن بيان واضح من كل هذه الدعاوى مرشدين لموقفنا الشرعي إزاء كل ما حدث ويحدث ولنختصر الحديث في نقاط وبنود فنقول بتوفيق الله:
1 - إن ما جرى من انتهاك لحرمة الصلاة والمسجد والعيد سابقة خطيرة واعتداء جنائي ومخالفة قانونية تستدعي منا اليقظة ومزيداً من الانتباه لما قد يكون في المستقبل.
2 - إن الدين هو أعز وأغلى ما يملكه الإنسان في حياته وإذا ذهب الدين ذهب معه وجودنا وتبخرت هويتنا وفسدت معيشتنا ، لذلك لن نسمح لأحد مهما كان قدره أن يمسه بسوء في قليل أو كثير.
3- ليس هناك أية اتفاق بيننا وبين الرئيس على خفض التكبير وإسكات صوت المؤذن لا في الأعياد ولا غيرها غاية ما في الأمر أنهم يلتمسون منا ذلك لكن بدون جدوى لأننا نؤمن ونعتقد أن صوت الحق ليس من صلاحية الإمام ولا المؤذن ولا احد أن يسكته فلا تتعبوا أنفسكم باختلاق الكذب والبهتان.
4- إن الاعتداء على المسجد كان مبيتاً بليل لرفضنا المشاركة في الصلاة الموحدة في يوم العيد لأسباب ليس هذا محل بحثها.
5- إذا كان بين البلدية وبين احد اتفاق على شيء فنحن لسنا جزءاً منه ولا علم لنا بذلك.
6- إن ما أقدم عليه رئيس البلدية هو عمل همجي بربري مرفوض بكل المقاييس ، وهو يستدعي من الجهات المسؤولة إعادة النظر في تمكينه من أداء مهامه لان هذا التصرف يدل على الاختلال العقلي وانعدام المسؤولية ، إذ لو لم يحسن المصلون في صده لكانت العواقب وخيمة ولكن كانت الحكمة كفيلة في التغلب على الموقف.
7- المسلمون واليهود يعيشون في هذه المدينة منذ سبعين سنة يقيم كل منهم شعائره الدينية بحرية مطلقة في جو من التعايش السلمي والأمن لذلك فإننا نحمل رئيس البلدية وزمرته التي تدفعه لتلك التصرفات الغاشمة المسؤولية القانونية الكاملة عن أي فساد يطرأ على هذه العلاقات القائمة.
8- على الشرطة والمسؤولين عن مراقبة أعمال رؤساء المجالس أن يضربوا بيد من حديد على أيدي السفهاء من رؤساء البلديات وان لا يتهاونوا في كفهم عن سفاهتهم حتى لا تنزلق الأمور إلى الهاوية فيشق بعد إصلاحها.
9- إننا في إدارة دهمش ندرك تماماً حجم المؤامرة التي تحاك ضده من جهات مختلفة بعضها من بني جلدتنا وبعضها ممن هو خارج عنا ولكن لهم ولغيرهم نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ألا أن للبيت رب يحميه.
10- على الشباب المسلم الواعي في بلدنا الحبيبة أن يدركوا حجم الواقع الذي نعيشه وأن لا يكون من السهولة بمكان استفزازهم نحو الفتن والخطوب الجسام وأن يتسلحوا بالصبر والإيمان وان لا يقدموا على شيء بدون مشورة أهل العلم والفضل وان يعوا حجم المسؤولية الملقاة على عواتقهم في حفظ أمنهم وتأمين وجودهم.
11- العجب لا ينقضي من هذا الرئيس الذي يزعجه صوت التكبير والأذان بينما لا تزعجه أصوات المعازف والآلات الصاخبة حتى ساعات الليل المتأخرة فأين التكبير صباحا من المجون الصاخب ليلا ؟ ما لكم كيف تحكمون؟!
وختاماً: إذا كان البعض قد فرح باعتذار رئيس البلدية المشؤوم وسارع إلى نشره واحتفى به مع وجوده في موقع المسؤولية فإننا لا نرى في هذا الاعتذار اعتذارا كافيا على قدر ما كان من اعتداء! فان الاعتذار له آدابه وطريقته المعروفة التي تناسب ما يعتذر منه. أما أن يكون الاعتذار بارداً فهذا مزيد من الاستهتار واستخفاف بحجم الواقعة التي سلم الله من عواقبها.
الى هنا نص البيان كما رودنا.