الشيخ حسن نعمان اعمر - دير الاسد
الحمد لله ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد: فإن الناظر في الشريعة الإسلامية يجدها ـلشمولها ـ تعالج جميع القضايا، وتلبي جميع الحاجات. وليس هناك مسألة إلا ولها حكم ، ولا تجد حكمين لمسألة واحدة. وإذ لم يرد حكم في شيء او لم يكن في زمن الصحابه قاس العلماء لحكمه لمثله. والذي يستقرئ نصوص الشريعة يجد أن الأدلة عامّة، وخاصة.
فكثير من الواجبات والفرائض والسنن، وكثير من المحرمات وردت الأدلة بخصوصها .مثل الصلاه والزكاة وغيرها، والاعتداء على أموال الآخرين حرام، وقد جاءت أدلة بخصوصه كثيرة قال تعالى { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ...} الآية . وكقوله سبحانه { ويل للمطففين، الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون }.
وقد لا نجد نص بخصوص الدخان لا في الكتاب العزيز، ولا في السنة المطهرة، ولا في أقوال الأئمة المجتهدين أصحاب المذاهب المتبوعة؛ لأن التدخين لم يكن موجودا ولا معروفا زمن نزول القرآن ولا في العصور الفاضلة التي تبعته .. فأقرّ منها الطيب. وشرع من الأحكام ـما ألفوه واعتادوه وكان نافعا وينسجم ويأتلف ويتفق مع الضرورات الخمس؛ وهي حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل والعرض، وحفظ المال. وهي كليات وأصول اتفقت الشرائع كلها على حفظها"
وإذا نظرنا إلى التدخين من هذه الوجهة ؛ وجدناه يتعارض مع الصحة ـ بشهادة الأطباء وهم أهل اختصاص ـ وهي ضرورية لحفظ النفس .وحفظ المال .ولا يجني المدخن شيء له قيمه. ومنذ عرف المسلمون التدخين في أواخر القرن العاشر الهجري وأوائل القرن الحادي عشر ؛ اجتهد الفقهاء في الحكم الشرعي له، ولكنهم اختلفوا، فذهب معظمهم إلى أنه حرام، وذهب آخرون إلي أنه مكروه، وقال غيرهم إنه مباح ، وتوقف في الحكم آخرون.
والذين قالوا بحرمته او بتحريمه اعتمدوا على الآية ١٥٧ من سورة الأعراف "الذين يتبعون الرسول النبي الأميّ الذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث…"
فالدخان أقرّه العلماء والأطباء في خانة الخبيث وكذلك الحكماء فهو عندهم حرام وأنا أميل لهذا وقال النابلسي: شرب التتن حرام
وممن قال بحرمة تناوله:
وثبت يقينا تسبب التدخين في أمراض: سرطان الرئة والشفة واللسان والبلعوم والمريء والمثانة، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض الأوعية الدموية والقلب، والشرايين، ومن 80% ترجع وفاتهم إلى هذه العلل وبخاصة في الدول النامية، وأثر شرب المرأة له
ومرض قصور الدورة الدموية التاجية للقلب. فلأول أكسيد الكربون قدرة على الاتحاد بالهيموجلوبين أكثر من الأكسجين، وهو لذلك يعيق نقل الأكسجين للأنسجة ويسبب تصلب الشرايين.وتنتج امراض الذبحة الصدرية، واراض ارتفاع ضغط الدم.وأمراض الأوعية الدموية المخية . وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على نطاق واسع في الولايات المتحدة الأمريكية، زيادة ذات مغزى في معدل الوفاة من أمراض الأوعية الدموية المخية بين المدخنين.
وهناك عده امراض يسببها التدخين،يؤثر في الصحه منها قرحة المعدة .والتدخين والحمل.
وللدخان تاثير على الجهاز العصبي الطرفي (المحيطي)، فإن النيكوتين يؤثر فيه أول الأمر، ويسبب الرعشة في الأطراف، ولاشك أن تدخين النيكوتين يقوم بنفس الأثر المدمر على الصحة وعلى الحياة على مدى عشرين أو ثلاثين سنة.
ولنأتي إلى سرد بعض القواعد الكلية التي تندرج مسالة التدخين تحتها:
"لا ضرر ولا ضرارفالتبغوالحشيشةونحوها من المخدرات، مع عدم وجود نص معين بتحريمها على الخصوص. ولا شك في خبث الدخان بعد أن ثبت ضرره.
"ما اسكر كثيره فقليله حرام "والنصوص مستفيضه في الموضوع في القران والسنه.
* قوله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكه" )
* قوله صلّى الله عليه وسلم: "إن الله كره لكم ثلاث قيل وقال وكثره السؤال واضاعه المال"
لذلك ارى ان الدخان محرم لضرره البالغ وقله فائدته او حتى انعدامها .وممن كان يفتي بتحريمه أستاذي الشيخ محمد الأزهري البروقيني ،وغيره من السابقين والمعاصرين امثال الائمه الاربعه ومن سلك طريقهم.وامثال القرضاوي وغيره.والله ولي الصالحين…. .!!!.