بمناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور، وانعكاسات ذلك على المنطقة، وبخاصة على الفلسطينيين، تحدثت اذاعة الشمس مع البروفيسور عبد الستار قاسم، الذي قال:
"بسبب بريطانيا ووعد بلفور ما يزال الشعب الفلسطيني يعاني الآلام والاحزان منذ 100 عام، ولم يهدأ له بال، ولم تستقر حياته ولم يتمكن من ان يعيش كما تعيش الأمم الاخرى، وها هو الشعب الفلسطيني مشرد وممزق ويعاني الفقر والمرض وضنك الحياة وضيقها، والسبب بريطانيا وايضا فرنسا التي وافقت على ذلك، ولولاه لما حصل ما حصل ولما صدر وعد بلفور".
واضاف: "احد اسباب اصدار وعد بلفور، هو اطمئنان بريطانيا الى بعض العرب والفسطينيين حينها، لكن كنا حينها في اواخر الخلافة العثمانية التي كانت مريضة، ولم تكن هناك قوة لمواجهة الاستعمار، ولم يكن الفلسطينيون على مستوى التحدي".
وتابع: "شعبنا ما يزال في مخيمات اللجوء، وما زالت القيادات الفلسطينية تستقبل شخصيات بريطانية، وكان يتحتم عليها ان يكون لها موقفن لكن لم تكن على مستوى المسؤولية، ولم تحافظ على كرامة شعبنا، فمثلا كيف تستقبل طوني بلير بالاحضان، وهو الذي اجرم بحق شعبنا في العراق وارتكب الكثير من الجرائم، لذا لكن لدينا موقف في مواجهة الاستعمار الغربي ".
واستطرد: "لم يحصل اي تغيير حتى الآن، وما قهر الشعب الفلسطيني هو قياداته المستعدة للتآمر، والمساومة على الحقوق الوطنية الثابتة الفلسطينية. قبل عام 48 نصبت قيادات عربية وفلسطينية من قبل بريطانيا، وعملت وفق الخطوط الحمراء التي رسمتها بريطانيا، وبعد 67 حصل ذات الأمر، ومنظمة التحرير حين كانت في بيروت تعاملت مع وكالة المخابرات الامريكية، متجاهلة ان امريكا سهلت انتقال عشرات الاف الأراضي الى اليهود".
وحول الضجة التي اثيرت بالنسبة لاحياء الذكرى هذا العام، اشار الى ان السبب يعود الى ان هناك مجموعة فلسطينية وانجليزية وعربية عملت على جمع تواقيع، لاعادة مناقشة وعد بلفور في مجلس العموم البريطاني، ومطالبة اعتذار بريطانيا للشعب الفلسطيني، وهذا حرك المستوى الرسمي ليصنع شيء تثثقيفي لا يرتقي الى مستوى القرار السياسي، لكن للأسف ومقابل هذه المطالبة، تصرفت رئيسة وزراء بريطانية بوقاحة، وصرحت ان بريطانيا تفتخر باصدار هذا الوعد، الذي انتهى باقامة دولة اسرائيل.
واردف البروفيسور قاسم: "لا ارى ان اسرائيل ستدوم طويلًا، لان هناك تحولات استراتيجية في المنطقة ستحصل وهي حاصلة، وهناك من يردع اسرائيل وسيتطور الردع في المستقبل بحيث ستكون اسرائيل عاجزة عن مواجهتها".
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.