بقلم: طارق محمود بصول
من المواضيع الذي يبحثها المجال العلمي الجغرافية - التاريخية، هو اثر الاحداث التاريخية والقرارات
السياسية على المدى الجغرافي، فمثلاً عندما يقرر حاكم او والي تطوير منطقة جغرافية ما من خلال إقامة المؤسسات، والحث على تطوير المشاريع، يساهم بشكل مباشر الى ازدياد عدد السكان واتساع رقعة البناء في المنطقة نفسها, لهذا نجد ان العديد من المواقع او الأماكن الجغرافية قد اكتسبت اسم لقائد او حاكم نتيجة عمله الوفي او نشاطه العمراني, وفي بعض الأحيان نتيجة لأحداث تاريخية في منطقة جغرافية معينة تكتسب هذه المنطقة اسماً يربطها بالحدث.
في هذه المقالة سوف نتطرق الى منطقة المثلث التاريخية التي تقع جغرافياً ضمن نفوذ جبال نابلس ، وتمتد من جنين شمالاً حتى مدينة نابلس جنوباً وطولكرم غرباً، هذه المنطقة اكتسبت هذا المصطلح خلال الثورة الفلسطينية بين الاعوام ١٩٣٦-١٩٣٩ فمن اجل توزيع الفرق القتالية الى مناطق مختلفة، وتحديد موقعها الجغرافي كان على قادة الثورة اختيار أسماء تناسب الموقع، فرقة القائد السوري فوزي القاوقجي، تمركزت بين هذه الثلاثة مدن (نابلس، جنين وطولكرم) ونتيجة شكلها المثلث اكتسبت اسم مثلث.
المثلث التاريخي بين ثلاث المدن.
ولكن خلال معارك عام 48 استطاع الجيش الأردني من احتلال الضفة الغربية ومن ضمنها منطقة
المثلث، ومع اطلالة عام ١٩٤٩ بدأت الدول العربية الواحدة تلو الأخرى توقيع اتفاقيات هدنة مع إسرائيل من اجل إيقاف الحرب، بهذه الخطوة بدأت مصر التي وقعت على اتفاقاً مع إسرائيل بتاريخ 24 شباط 1949، بعدها لبنان التي وقعت على اتفاقاً بتاريخ 23 اذار ومن ثم الأردن بتاريخ 3 نيسان وفي النهاية كانت سوريا بتاريخ 20 تموز من نفس السنة (1949).
ما يُهمنا في هذه المقالة هو الاتفاق الذي وُقع بين المملكة الهاشمية الأردنية وإسرائيل في الثالث من نيسان من نفس السنة كما ذُكر اعلاه، بحيث تم التوقيع على اتفاقيه سُميت رودوس نسبة للمكان التي وُقعت فيه، احدى بنود هذه الاتفاقية ينص على ان تقوم المملكة الهاشمية الأردنية بإعادة القسم الغربي من منطقة المثلث لإسرائيل والتي تمتد من كفر قاسم جنوباً حتى مفترق مجدو شمالاً على طول ٥٠ كلم وعرض ٥ كلم أي على شكل مستطيل، لهذا بقي مصطلح المثلث مناسب للمناطق في الضفة فقط.
المنطقة الموجودة في الاراض الاسرائيلية على شكل مستطيل:
للختام: مقال اخر يصف مدى العلاقة بين الجغرافية والتاريخ من حيث أثر الاحداث التاريخية على المدى الجغرافي، فحسب ما ورد أعلاه نجد انه نتيجة التغيرات السياسية والتاريخية خلال عام 48 بقي الاسم بالأذهان ولكنه ليس موجود في الواقع.