نقص في تمثيل النساء والعرب في السلك الأكاديمي، وتمثيل كبير للأقليات في الفروع متدنية الأجور، ولكن تمثيلهم منخفض في الفروع عالية الأجور، تعاني النساء الأكاديميات من تفرقة في الأجور بسبب التمييز الجندري أعلى من تلك لدى النساء غير الأكاديميات.
نشرت مفوّضيّة تكافؤ الفرص في العمل التقرير الثاني لمؤشّر التنويع في التشغيل للعام 2017 ، والذي اظهر معطيات مؤشر المساواة هذا العام صورة مثيرة للقلق. فبحسب المعطيات، لا يضمن التحصيل الأكاديمي بالنسبة لشرائح المجتمع التي تعتبر من الاقليّات مساواة في الفرص. الاكاديميون العرب، والقادمون من إثيوبيا، والمتدينون تمثيلهم منخفض جدًا في معظم فروع سوق العمل. كما يعاني الأكاديميون من الأقليات من فجوات في الأجور أعلى منها لدى العمال غير الأكاديميين من شرائح الأقليات. تبين معطيات مؤشر التنويع أن الأكاديميين من شرائح الأقليات ممثلين بشكل اكبر في الفروع متدنية الأجور، بينما هناك نقص في تمثيلهم في الفروع مرتفعة الأجور. رغم الارتفاع في معدلات التحصيل والتشغيل لدى شرائح الأقليات، من الأكاديميين العرب، والمتدينين والمهاجرين من إثيوبيا، فإنهم ممثلون بشكل متدنّي في الفروع التي تدفع رواتب مرتفعة في السوق، وهم يعانون من تمييز في الأجور مقارنةً بمجموعة الأغلبية. في فرع برمجة الحاسوب على سبيل المثال، يجني العرب 66% مما يجنيه اليهود، اليهود المتدينون يجنون 69% من رواتب اليهود غير المتدينين، ومهاجرو إثيوبيا يربحون 54% من أجور اليهود من غير المهاجرين.
كما يتبين من المعطيات أن الأكاديميين من مهاجري اثيوبيا يعانون من تفرقة في التشغيل هي الأشد من بين الشرائح التي تمت دراستها في سوق العمل. في خمسة من الفروع التي تمت دراستها، لم يكن للأكاديميين من مهاجري اثيوبيا أي نصيب، وفي نصف الفروع التي تمت دراستها، يعمل أقل من أربعين موظفا أكاديميا من مهاجري إثيوبيا في كل فرع.
يبين المؤشر انه بالنسبة للنساء، لم يقلص مستوى التحصيل العلمي من الفروقات الجندرية. ففي فرع برمجة الحاسوب مثلا، تربح النساء الأكاديميات 67% من رواتب الرجال، وفي فرع البحث العلمي والتطوير 56% من رواتب الرجال. كذلك، حصلت النساء من شرائح الأقليات على الأجور الأقل في السوق في معظم الفروع. في فرع البحث العلمي والتطوير تجني الأكاديميات العربيات 65% من رواتب الأكاديميات اللواتي ينتمين لشريحة الأغلبية.
قيّم التقرير هذا العام وضع التنويع في القطاع الأكاديمي ووجد أن شرائح الأقليات ممثلة بشكل منخفض في السلك الأكاديمي، خصوصا في الجامعات. فهناك مثلا نقص في تمثيل العرب في سلك التعليم العالي، وتمثيل أكثر انخفاضا في درجات الأستاذية المتقدّمة، بينما تنخفض نسبة تمثيل النساء في الطواقم الأكاديمية العليا كلما ارتفعت الدرجة الأكاديمية. إضافة لذلك، فلا يوجد بحسب نتائج المؤشر مهاجرون من اثيوبيا بين طواقم التعليم العالي حتى العام 2013.
تنشر وزارة العمل والرفاه تقرير التنويع للعام 2017 والذي يقيم أنماط عدم المساواة في سوق العمل. هذه هي المرة الثانية التي يقدم فيها وزير العمل والرفاه حاييم كاتس تقرير التنويع في التشغيل ضمن مراسم احتفالية في بيت الرئيس بالتعاون مع دائرة الإحصاء المركزية وجامعة تل أبيب.
يدرس التقرير بشكل منهجي ومتواصل التمثيل في سوق العمل لخمس مجموعات تنتمي إلى شرائح الأقليات في إسرائيل وهي: النساء، والعرب، والمتدينون، ومهاجرو اثيوبيا، وممن هم في جيل 45 فما فوق. التقرير مقسم لثلاثة فصول: يفحص الفصل الأول مستوى التمثيل وفروق الأجور للموظفين الأكاديميين وغير الأكاديميين في كل واحدة من الشرائح في 30 فرعا. ويقارن الفصل الثاني بين الفروق في أجور شرائح الأقليات المختلفة ويقيس فروق الأجور بين الأكاديميين وغير الأكاديميين في كل مجموعة من شرائح الأقليات، ويتناول الفصل الثالث مستوى التمثيل والمساواة في الأجور في الجامعات والكليات.
تعمل وزارة العمل والرفاه على زيادة تمثيل القوى العاملة من شرائح الأقليات في الفروع مرتفعة الأجور. فقد عقدت وزارة العمل دورة جديدة تدعمها الحكومة بالتعاون مع التخنيون وبرنامج "وسط الطريق" تهدف لمنح مهندسي البرمجة من أبناء 45 فما فوق تأهيلاً تكنولوجياً محدثاً يوفر مرافقة تشغيلية ومرافقة في التوظيف في مجال الهايتك. كذلك، تشغل الوزارة بالتعاون مع جمعية "Shecodes" وباستثمار مشترك بلغ 20 مليون شيكل، برنامجا يسمح لكل امرأة في إسرائيل بتعلم البرمجة مجانا.
وزير العمل والرفاه حاييم كاتس: "يعطينا التقرير صورة محدثة عن الفجوات بين شرائح المجتمع المختلفة ويساعدنا على تخطيط توزيع الموارد بشكل يخلق المساواة المطلوبة. تعمل وزارة العمل والرفاه طوال السنة على تطوير وتوسيع خطط لصالح من يواجهون تحديات تشغيلية، وتزود تأهيلاً عالي الجودة لا يساعد فقط على الاندماج في سوق التشغيل، بل أيضاً على الاستيعاب فيه بظروف عمل وأجور محسنة، والوصول لمناصب مرموقة، بل وحتى اختيار طريق العمل المستقل. يمكننا ملاحظة تغيير ايجابي وانفتاح على التنويع من جهة المشغلين، وما زال أمامنا الكثير من العمل. أؤمن بأننا خلال سنوات معدودة سنرى سوق عمل أكثر تنوعاً"
رئيس الدولة رؤفين (روبي) ريفلين: "حتى قليلو الصبر منا يدركون انه من أجل خلق تغيير عميق، خصوصاً كي نرى عدداً أكبر من المتدينين والعرب ومهاجري اثيوبيا في كل فرع من فروع السوق وفي وظائف قيادية وإدارية، يتوجب علينا العمل بشكل حثيث ومتواصل لعدة سنوات. اجتماعنا هنا كما التزمت أمام السيد الوزير للسنة الثانية يبعث في نفسي التفاؤل. عندما سنبلغ السنة الثالثة، يمكننا القول بكل ثقة بأننا قد أسسنا منهجاً. منهجاً من النظر لأنفسنا في المرآة بكل موضوعية؛ منهجاً من الالتزام بالعمل الجاد جداً من أجل تغيير الصورة التي تنعكس في المرآة".
المحامية مريم كبها، مفوضية تكافؤ الفرص في العمل قالت:
"إنني فخورة بتقديم تقرير التنوع لعام 2017 وهو تقرير شامل ينشر للسنة الثانية يفصل التنوع التشغيلي في سوق العمل في إسرائيل. نشر التقرير في العام الماضي دفع المشغلين للعمل مع المفوضية لدعم خطوات المساواة والتنويع. اخترنا هذا العام أن نقيّم بشكل أعمق مساهمة التعليم العالي في اندماج ومستوى أجور الشرائح التي تناولها التقرير. تبين المعطيات ان هناك فروقاً كبيرة في تمثيل وفي أجور الأكاديميين من الشرائح التي شملها التقرير. نرى أن التحصيل الأكاديمي وحده لم ينجح في تقليص الفجوات في سوق العمل. نؤمن في المفوضية بأن علينا جميعاً، والأكاديميين في هذا السياق أيضاً، أن نصطف من أجل تغيير الواقع. مساواة الفرص وتنويع التشغيل هو ما نسعى إليه جميعاً، إضافة إلى المزايا الاقتصادية الايجابية للتنويع في التشغيل، نحن نؤمن أن مجال التشغيل يسمح لمجتمعات عديدة ومتنوعة بالالتقاء ويخلق تواصلاً واندماجاً بين جميع أطياف المجتمع الإسرائيلي."