د. عنات روبينسون
احمرار العين هو ليس مشكلة جمالية فحسب، وهو ليس نابعًا عن التعب، دائمًا. في أحيان متقاربة، تدلّ البقع الحمراء في ملتحمة العين على مشكلة تستدعي الفحص لدى طبيب العيون. مرشد صحّي لعيون جميلة
العيون الحمر
العيون الحمراء تقلقنا أكثر من مرّة. أحيانًا، يكون الحديث عن مشكلة قصيرة الأمد وعابرة، وأحيانًا تستمرّ هذه المشكلة وتزعجنا. العيون الحمراء تزعجنا بسبب الإحساس غير المريح المرافق للاحمرار، وكذلك بسبب مظهرها غير الجميل.
ما سبب العيون الحمراء؟
احمرار العين يمكن أن يظهر لمجرّد التعب وقلّة النوم أو بعد قراءة لفترة طويلة. مع ذلك، في أحيان متقاربة، قد تكون هناك أسباب أخرى تتطلّب العلاج. لمعالجة هذه المشكلة، يجب استيضاح سبب احمرار العين – ومعالجتها وفقًا لذلك.
هناك قطرات تحوّل الأحمر إلى أبيض فورًا. هل يُنصح بها؟
العلاج المتكرّر بمستحضرات تخفي الاحمرار بشكل مؤقت، مثل القطرات التي تقلّص الأوعية الدموية في العين، لا يحلّ المشكلة ومن الممكن أن يؤدّي إلى تفاقمها في المستقبل، أيضًا.
لفحص سبب احمرار العين، من المهمّ أن نحاول الإجابة عن الأسئلة التالية:
هل الظاهرة جديدة أم متكرّرة؟
هل يظهر الاحمرار في عين واحدة أم في كلتيهما؟
هل يرافقه ألم أو حكّة؟ هل يوجد اضطراب في النظر؟
هل ترافقه ظواهر في أعضاء أخرى من الجسم؟ (بشرة الوجه، مثلاً)
الاحمرار في العينين يمكن أن يظهر نتيجة للتعرّض لعوامل خارجية مهيّجة لنسيج العين، مثل: الغبار، الرذاذ، مواد كيماوية مختلفة، جسم غريب دخل إلى العين، تلوّث يؤدّي إلى التهاب وتهيّج موضعيّ ناتج عن العدسات اللاصقة – لكن، يمكنه أن يظهر أيضًا كنتيجة لإصابة العين أو لمرض داخل العين.
عين حمراء مع إحساس بجسم غريب
في كل حالة يرافق احمرار العين فيها الإحساس بجسم غريب، يجب فحص ما إذا خُدشت العين من جرّاء جسم خارجيّ ما (غصن شجرة، أظفر، طرف ورقة) أو ما إذا دخل إلى العين جسم غريب. يمكن أن يكون ذلك الجسم ذرّة رمل، شظية معدنية صغيرة أو خشبة صغيرة، وحتى حشرة اصطدمت بالعين في أثناء ركوب الدراجة الهوائية أو الدراجة النارية أو نتيجة للتعرّض لهبوب رياح قوية. كل هذه الأمور يمكن أن تؤدّي إلى ظهور احمرار في العين يرافقه تهيّج شديد. الحشرة التي اصطدمت بالعين تدخل إلى المنطقة الواقعة بين الجفون وبياض العين وتضع بيضها هناك. اليرقات الخارجة بعد أن يفقّس البيض تؤدّي إلى تهيّج واحمرار بارزين في العين.
العلاج: غسل العين بالماء والتوجّه إلى طبيب العيون في أسرع وقت ممكن. إخراج الجسم الغريب الداخل إلى العين في أسرع وقت ممكن هو أمر حيويّ جدًّا للشفاء التامّ ولتفادي المضاعفات.
قد تدخل موادّ كيماوية إلى العين أيضًا، مثل سائل أو رذاذ، وتسبب احمرارًا وتهيّجًا موضعيًّا بارزين. إذا كان الحديث هو عن ظاهرة جديدة ولمرّة واحدة، يجب غسل العينين جيدًا والتوجّه إلى طبيب العينين.
التعرّض الدائم لمواد كيماوية مهيّجة، مثل موادّ الرشّ في المختبر أو في المحلقة، يُعالَج عبر إبعاد الجسم المُهيج وتلقّي العلاج عبر قطرات مضادة للحساسيّة ومضادة للالتهابات.
الاحمرار الموضعي في عين واحدة أو في اثنتين العابر والذي يظهر في أحيان متقاربة يمكن أن ينشأ في أعقاب ظاهرة تُسمّى الظفرة – ألياف غنيّة بالأوعية الدموية تنمو على بياض العين وبعد ذلك على قرنية العين، أيضًا. سبب النموّ غير معروف، لكنّه متأثر من أشعّة الشمس، التي تسرّع وتيرة النموّ. في دول مثل إسرائيل، توجد فيها شمس بوفرة، تكون الظفرة شائعة جدًّا.
الظفرة تسبّب احمرارًا موضعيًّا في العينين
يشتدّ ويخفّ بشكل متواصل، ولا يرافقه وجع أو حكة. في بعض الأحيان، يكون هناك إحساس بعدم الراحة أو إحساس بوجود جسم غريب في العين. من الممكن أن تظهر الظفرة في عين واحدة أو في كلتيهما. الحديث هنا هو عن مشكلة تجميلية، ما دام لا يوجد نموّ باتجاه مركز القرنية. مثل هذا النموّ يمكن أن يؤدّي إلى اضطراب في الرؤية.
العلاج: ما دامت الظفرة صغيرة ولا تزعج النظر، يمكن استخدام قطرات مضادة للالتهاب ونظّارات شمسية، لكن في الحالات التي تكبر فيها الظفرة وتصبح مزعجة للنظر يجب عندها إزالتها عن طريق عملية جراحية. هذه العملية سهلة نسبيًّا، لكنها تتطلّب مهارةً لكي تتمّ إزالة الظفرة من دون إلحاق أيّ ضرر بألياف القرنية ولتقليل فرص ظهورها مرةً أخرى.
الجفاف في العين
ظاهرة شائعة أخرى يمكن أن تسبب احمرار العين بشكل متواصل ومزعج هي الجفاف في العين. أسباب الجفاف في العين مختلفة وكثيرة لكنّ علاجها متشابه على الأرجح: بدائل الدموع السائلة.
كلّما كان الجفاف أكثر بروزًا، ازداد خطر حدوث مضاعفات في العين بسبب الجفاف، وكذلك المعاناة. الجفاف في العين يؤدّي على الأغلب إلى احمرار وإحساس بعدم الراحة متواصلين في العينين. يُنصح مَن يعانون من جفاف في العينين بالحرص على علاج ثابت ببدائل الدموع وعلى متابعة الأمر بين حين وآخر لدى طبيب العيون.
احمرار العين يمكن أن ينشأ أيضًا في أعقاب نزيف موضعيّ داخل الملتحمة. الاحمرار يمكن أن يظهر بشكل تلقائيّ أو كنتيجة لإصابة في العين. إنّ عوارض عامة مثل التقيّؤات، الجهد الجسدي الكبير (رفع أثقال) أو غير ذلك، يمكن أن تؤدّي إلى ظهور نزيف في داخل الملتحمة في العين، وبعد ذلك ظهور عين حمراء من دون أوجاع أو إفرازات. استخدام غير مضبوط للدواء المضاد للجلطة يمكن أن يؤدّي هو أيضًا إلى نزيف مشابه.
النزيف داخل الملتحمة ينتهي بشكل تلقائي دون حاجة إلى علاج، خلال أسبوع حتى أسبوعين. في كل حالة يظهر فيها نزيف في العين يجب فحص إمكانية وقوع إصابة قد تؤدّي إلى الإضرار بأعضاء العين الداخلية، أيضًا. في مثل هذه الحالات، يُنصح بالتوجّه لإجراء فحص لدى طبيب العيون.
عيون حمراء مع جفون منتفخة
التهابات عيون مختلفة سببها الحساسية أو التلوّثات يمكن أن تؤدّي إلى إقحام الجفون والتسبّب بظهور احمرار العينين مع انتفاخ الجفون.
هناك ظاهرة شائعة تسبب احمرار العين ووجعًا موضعيًّا فيها وهي الشعيرة - ورم مستطيل يظهر على حرف الجفن مع احمرار ووجع. هذه الظاهرة هي على الأغلب قصيرة المدى وتكون في عين واحدة. يمكن معالجتها بنجاح بكمادات ساخنة وبمرهم مضادّ حيويّ.
وضعيّة جفن غير سليمة شائعة لدى الأشخاص البالغين (جفن يرفّ يتدلّى نحو الخارج) تسبّب هي أيضًا احمرارًا في العينين. هذه الظاهرة يمكن أن تكون متواصلة في عين واحدة أو في كلتيهما.
العلاج: دمج ما بين أدوية مضادات حيوية وعلاج جراحيّ لتصحيح وضعية ارتخاء الجفن.
يؤدّي الالتهاب المزمن للجفون إلى احمرار العين وإلى إحساس بعدم الراحة بشكل مزعج، أيضًا. علاج هذه الحالة يشتمل على تنظيف موضعيّ ثابت للجفون، بدائل دموع ومرهم مضادات حيوية.
عيون حمراء مع تهيّج وإفراز
التهابات عيون مختلفة على خلفية فيروسية، جرثومية أو حساسية تؤدي إلى ظهور احمرار في العينين، يرافقه إحساس بالتهيّج، أو بالحكّة، بالوجع، وبوجود جسم غريب في العين. كما ترافق الاحمرار أحيانًا إفرازات سائلة في زوايا العينين. تظهر الالتهابات على الأغلب في كلتا العينين وتكون لفترة قصيرة الأمد. في مثل هذه الحالات، يمكن للعلاج أن يشمل دمجًا لقطرات مضادات حيوية، مضادات فيروسات ومضادات التهابات بحسب مسبّب الالتهاب.
ظهور احمرار متواصل أكثر أو متكرّر في كلتا العينين، يمكن أن يكون على خلفية حساسية، وعادةً ما ترافقه حكّة وانتفاخ حول العينين. التهاب العينين الناتج عن حساسية يمكن أن يكون نتيجة لحساسية للأدوية، للغذاء، لمستحضرات تجميل، لمواد مكياج، أو لتهيّج ما في الهواء (نباتات، غبار وما شابه). كما أن استعمال العدسات اللاصقة بشكل متواصل يمكن أن يؤدّي إلى رد فعل تحسّسي زائد للعدسات اللاصقة وبعد ذلك إلى احمرار وإحساس بعدم الراحة بين فترة وأخرى.
العلاج: وقف الاتصال بالجسم المسبّب للتهيّج، إزالة العدسات اللاصقة، قطرات مضادّة للحساسية ومضادة للالتهابات.
احمرار عيون يرافقه وجع واضطراب في الرؤية
ترافق العيون الحمراء أوجاع واضطراب في الرؤية، وهو ما يستدعي إجراء فحص سريع لدى طبيب العيون، لأنّ هذه الأعراض من الممكن أن تدلّ على وجود أمراض من شأنها أن تترك أضرارًا غير قابلة للإصلاح في العيون، في حال لم يتم علاجها في الوقت المناسب.
قرح في القرنية
أحد الأسباب الشائعة لاحمرار عين واحدة أو كلتيهما لدى الشباب هي نشوء قرح في القرنية. القرح يمكن أن يظهر على أساس تلوّثي أو مناعيّ وهو شائع جدًّا لدى واضعي العدسات اللاصقة.
العلاج: إزالة العدسات اللاصقة وتلقي علاج مضادات حيوية ومضاد للالتهابات بحسب العامل المسبّب للقرح.
إن فيروس الهربس أيضًا من شأنه أن يسبّب ظهور احمرار وأوجاع. هذا الفيروس يمكن أن يسبب أضرارًا صعبةً للعين، في حال لم تتمّ معالجتها في أسرع وقت.
أمراض عيون إضافية، مثل التهاب العنبية أو الزرق الحادّ، يمكن أن تظهر في عيون حمراء مع أوجاع واضطراب في الرؤية. هذه الأمراض تتطلب تشخيصًا مبكرًا لدى طبيب عيون وعلاجًا ملائمًا لمنع حدوث مضاعفات ولتحقيق الشفاء التام.