ويظهر الشريط المصور الذي نشرته منظمة "بتسيليم" يوم امس الأربعاء، قيام قوات الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على الشهيد من مسافة صفر، وبعد ذلك بدأوا بركله بقوة بأرجلهم وبأعقاب البنادق، بينما كان ممددا على الأرض، دون تقديم أي علاج طبي له حتى استشهاده.
وزعمت قوات الجيش الإسرائيلي أن السراديح قد استشهد نتيجة استنشاق الغاز المدمع، ونتيجة للضرب على صدره. وكانت الواقعة قد حصلت قرابة الساعة الواحدة ليلا، حيث دخل نحو 20 جنديا من جنود الجيش الإسرائيلي إلى مركز أريحا، وذلك لتنفيذ حملة اعتقالات.
وبعد نحو ربع ساعة، دخل عدد من الجنود إلى أحد المنازل، وأجروا عملية تفتيش. وأدى تواجد قوات الجيش الإسرائيلي إلى مواجهات تخللها رشق القوات بالحجارة.
وبحسب الشريط، فإن السراديح (35 عاما) كان يركض ويحمل عامودا بيده، وعندها هاجمه أحد الجنود بغتة وأطلق عليه النار.
وبعد إصابته، سقط السراديح أرضا، وعندها خرج ثلاثة جنود آخرون من زقاق جانبي، وبدأوا بركله بأرجلهم، وبأعقاب بنادقهم، ثم جروه إلى داخل الزقاق. وواصلوا جره بينما كان ممددا على بطنه على الأرض، دون تقديم أي علاج طبي له.
وبحسب القناة الإسرائيلية الثانية، فإن الجنود ألقوا قنبلة غاز في مرحلة معينة على مدخل الزقاق، وعندها قاموا بجره إلى داخل الزقاق لتجنب الغاز. ولم تتمكن الكاميرات من التقاط ما حصل داخل الزقاق، إلا أنه بعد نحو ربع ساعة ظهر الجنود مجددا خارج الزقاق، وهم يحملون الشهيد السراديح بيديه ورجليه. وغادروا المكان بواسطة جيب عسكري وصل إلى المكان.
تجدر الإشارة إلى أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي قد غيّر رواياته عدة مرات بشأن حقيقة ما حصل. وفي الرواية الأولى زعم أن السراديح كان يحمل سكينا وهاجم الجنود، وحاول اختطاف سلاحهم، وأنه أصيب خلال عملية اعتقاله، وقدم له العلاج الطبي.
وفي بيان لاحقا، في اليوم نفسه، زعم المتحدث باسم الجيش أن السراديح حاول مهاجمة الجنود الذين ردوا بإطلاق النار، ودخلوا في مواجهة معه، وتمكنوا من صده.
وفي الغداة، زعم الجيش الإسرائيلي أن السراديح توفي نتيجة استنشاق الغاز المدمع. ولكن نتيجة تشريح الجثة أثبتت أنه أصيب بالرصاص في بطنه، وأنه من الممكن أن يكون قد نزف قبل استشهاده. وواصل جيش "بتسيلم" تنشر فيديو جديدًا لجريمة قتل الشهيد السراديح في أريحا الزعم أن الطواقم الطبية التي قدمت له الإسعاف الأولى لم تر أي علامة إطلاق نار على جسده.
وقد تحدثت الشمس حول هذا الموضوع مع السيد كريم جبران من منظمة "بتسيلم".