ناشد منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا الحكومة الالتزام بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية اليوم الخميس للسماح بدخول قافلة مساعدات تحوي أيضا إمدادات طبية كانت السلطات قد منعت نقلها يوم الاثنين.
شاحنة ضمن قافلة للهلال الاحمر السوري في دوما في صورة بتاريخ الخامس من مارس اذار 2018. تصوير: بسام خبيه - رويترز.
كانت قافلة مساعدات وصلت إلى الجيب المحاصر الخاضع للمعارضة الذي يقطنه 400 ألف شخص قرب دمشق يوم الاثنين للمرة الأولى منذ بدأت الحكومة في فبراير شباط هجوما وحملة قصف مكثفة لاستعادة المنطقة.
وهذه هي ثاني قافلة فقط تصل هذا العام إلى المنطقة، التي تقول الأمم المتحدة إن سكانها يعانون بالفعل من نفاد الغذاء والدواء حتى قبل بداية حملة القصف.
جاءت مناشدة علي الزعتري، الممثل المقيم لأنشطة الأمم المتحدة في سوريا ومنسق الشؤون الإنسانية، للسماح بالوصول إلى الغوطة الشرقية في رسالة إلى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يوم الثلاثاء وفقا لنسخة اطلعت عليها رويترز.
وقال مسؤول بمنظمة الصحة العالمية إن بعض حقائب الإسعافات الأولية ومستلزمات العمليات الجراحية التي وافقت السلطات السورية على إدخالها للغوطة أزيلت بعد ذلك بأيدي قوات أمنية من قافلة يوم الاثنين أثناء تحميلها على الشاحنات.
ويقول عمال إغاثة إن السلطات السورية كثيرا ما تقوم بإزالة المواد الطبية من القوافل بسبب المخاوف من أنها قد تستخدم لعلاج معارضين مصابين.
وقال الزعتري إنه بمجرد وصول القافلة إلى الغوطة، لم تتمكن الشاحنات من تفريغ كامل حمولتها بسبب عدم توقف العمليات العسكرية بالمنطقة.
وقال دبلوماسي غربي في جنيف في معرض تعليقه على انسحاب القافلة السريع ”لقد نجت بصعوبة. كان على متنها 83 عامل مساعدات“.وأضاف ”الأمم المتحدة تسعى لضمانات أمنية كي تعود“.
وقصفت القوات الحكومية السورية الغوطة الشرقية من جديد يوم الاربعاء في مسعى لشطر الجيب إلى قسمين في الوقت الذي تكثف فيه حملة لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ عام 2016.
ووصف عمال إغاثة الأوضاع في دوما، أكبر مدن الغوطة الشرقية، بأنها ”بائسة“، مع إقامة مدنيين في أقبية مكتظة بمنطقة تواجه صعوبات لاستيعاب 1500 شخص إضافي نزحوا من قرى مجاورة.
بالإضافة إلى هذا، تظهر أرقام الأمم المتحدة أن نحو 12 بالمئة من الأطفال دون الخامسة من العمر في الغوطة الشرقية يعانون من سوء التغذية الحاد، وهو أعلى معدل على الإطلاق في سوريا بعد سبع سنوات من الحرب الأهلية.
وقال عامل إغاثة لرويترز من دمشق ”الكثير من الأطفال أبلغونا أنهم لم يروا ضوء النهار منذ 20 يوما، لم يغادروا الأقبية لأن المجازفة بالخروج أمر خطير للغاية“.
وأضاف ”أسرة واحدة أبلغتنا أنها تعتمد فقط على الغذاء من مؤسسة خيرية في الداخل تقدم وجبة واحدة يوميا. هم يتقاسمون تلك الوجبة-وهي صحن من الأرز العادي“.
وقال باول كرزيسيك المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في فيديو نشره على تويتر ”نسمع القصف من حولنا. اضطررنا للمغادرة في الواقع دون أن نفرغ كامل الحمولة التي أحضرتها (القافلة) بسبب أن الوضع كان متوترا للغاية“.
وأضاف ”رأينا عمال إغاثة يحاولون سحب الجثث من تحت الأنقاض. وبالقرب كان يقف أطفال.. لا ينبغي أن يشهد أي طفل تلك المشاهد“.
وقال الزعتري إنه يأمل أن يتمكن منسقو المساعدات وشاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة من دخول دوما يوم الخميس ومعهم الإمدادات الطبية التي تمت إزالتها يوم الاثنين ودون تفتيش مركباتهم.
ودعا حكومة دمشق إلى ”الالتزام بوقف إطلاق النار في كل منطقة الغوطة الشرقية خلال دخول القافلة الإنسانية وخلال وجودها في المنطقة“.
وفي نيويورك قال كاريل فان أوستيروم سفير هولندا بالأمم المتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن إن المجلس دعا يوم الأربعاء إلى تنفيذ وقف إطلاق النار في أنحاء سوريا وعبر عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في البلاد.
وقال أوستيروم ”بحث المجلس وقف القتال وجدد دعوته لتنفيذ القرار 2401“.
جاءت تصريحات السفير بعد اجتماع مغلق للمجلس استعرض خلاله أحدث تطورات الوضع في سوريا بناء على طلب بريطانيا وفرنسا.
وكان المجلس قد أصدر قرارا بالإجماع يوم 24 فبراير شباط دعا إلى هدنة في سوريا مدتها 30 يوما.
ودعت روسيا إلى وقف يومي لإطلاق النار لمدة خمس ساعات في الغوطة الشرقية لكن الهجوم الذي تشنه الحكومة السورية لاستعادة المنطقة لا يزال مستمرا.
المصدر: رويترز