"الجيد بخصوص جون بولتون مستشار ترامب الجديد للأمن القومي، هو أنه يقول ما يفكر فيه، والسيء فيه هو ما يفكر فيه"، هكذا وصفت صحيفة نيويورك تايمز جون بولتون، أحد المحافظين الجدد المتشددين الذي يعمل محللا لدى قناة فوكس نيوز، عقب تعيينه الاسبوع الماضي مستشارا للأمن القومي للبيت الأبيض، وهو المنصب الذي يتمتع بتأثير كبير على القرار السياسي الأميركي خارجياً وداخلياً.
يدعم استخدام القوة ضد ايران وكوريا
يعتبر بولتون من المدافعين الشرسين عن استخدام القوة في الساحة الدولية، وهو لا يتفق مع الرئيس الأمريكي في كل الملفات. وعلى رأس هذه الملفات حرب العراق التي ساهم بولتون في إطلاقها، بينما عبر ترامب أكثر من مرة عن معارضته لها. وبالإضافة إلى موقفه الداعم لاستخدام القوة ضد كوريا الشمالية وإيران، لبولتون أيضا آراء مثيرة للجدل فيما يتعلق بملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويتوقع بعض المراقبين أن يدعم سياسة خارجية صدامية خاصة مع روسيا.
ترامب يريد إلى جانبه أشخاصا قريبين منه أيديولوجيا وعقائديا
ويؤكد إدموند غريب الأكاديمي والخبير في الشؤون الأمريكية هذا في حديث لـDW عربية أن بولتون: "فعلا شخصية مثيرة للجدل وهذا ما جعل سياسيين جمهوريين مثل كوندليزا رايس وزيرة الخارجية سابقا وروبرت غيتس وزير الدفاع الأسبق ينصحان ترامب خلال حملته الانتخابية بعدم إعطائه أي منصب بمسؤولية مهمة، ومع ذلك اختاره ترامب لأنه يريد إلى جانبه أشخاصا قريبين منه أيديولوجيا وعقائديا وفي نفس الوقت يعتبر بولتون شخصية ذكية تعرف كيف تدافع عن أفكارها"، كما يقول المحلل السياسي.
وقال ارون ديفيد ميلر الدبلوماسي الذي عمل في إدارات جمهورية وديموقراطية، فقد رأى أنه "مع تعيين جون بولتون، سيكون فريق ترامب للسياسة الخارجية الأكثر تشددا وأيديولوجية والأقل براغماتية في الذاكرة الحديثة، في وقت تتطلب فيه التحديات على الساحة الدولية الحزم ولكن أيضا مرونة وبراغماتية"، حسب موقع بلومبرغ.
مؤيد لنقل السفارة إلى القدس
فيما يتعلق بملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سبق أن صرح بولتون بأن حل الدولتين قد مات، وفي انسجام كبير مع توجهات ترامب قال بولتون مرارا إنه لا يرى مانعا في نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس، وذلك حتى قبل القرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلان نية نقل السفارة الأمريكية إليها. وهذا ما سيعني المضي في سياسة ترامب المتعلقة بهذا الصراع كما يقول إدموند غريب ويضيف أن ذلك يدخل أيضا في دوافع ترامب لاختيار شخصية كهذه في فريقه.
فيما يتعلق بالأزمة السورية يقف مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد ضد الرئيس السوري بشار الأسد ويسعى لتغيير في سوريا، في انسجام مع موقفه الصارم من إيران.
وفي هذا السياق الإيراني يؤيد بولتون بشدة اتجاه ترامب الرامي إلى الانسحاب من الملف النووي مع إيران أو "إصلاحه"، بل الأكثر من ذلك، يدعو إلى استخدام القوة ضد إيران وقلب النظام فيها.
وقال المحلل والخبير في الشؤون الامريكية "حيمي شليف" من صحيفة هآرتس، خلال حديث معه لاذاعة الشمس، ان مستشار ترامب الجديد للأمن القومي "جون بولتون"، يعد من اقصى اليمين في آرائه ومواقفه في ادارة ترمب، وقد اصبح الآن من المقربين جدا للرئيس الأمريكي ترمب.
واضاف انه يدعم استخدام القوة العسكرية وضرب ايران وكوريا، كما انه لا يؤمن بفكرة اقامة الدولة الفلسطينية، بل يؤيد منح الضفة الغربية للاردن، وقطاع غزة لمصر.
ولفت ايضا الى ان وزير الخارجية الامريكي الجديد، الذي عينه ترمب خلال هذا الشهر مايك بومبيو، يحمل ايضًا مواقف يمينية، بمعنى ان جل ادارة ترمب هي يمينية متطرفة تجاه قضايا عديدة خاصة بما يخص قضايا الشرق الاوسط.