هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء بوقف المساعدة المالية الأميركية التي تزيد على 300 مليون دولار سنويًا للفلسطينيين.
وقال ترمب في تغريدة على تويتر "ندفع إلى الفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويًا، ولا نحصل منهم على اي تقدير او احترام. هم لا يريدون حتى التفاوض على معاهدة سلام مع اسرائيل".
وأضاف في تغريدة ثانية "طالما ان الفلسطينيين ما عادوا يريدون التفاوض على السلام، لماذا ينبغي علينا ان نسدّد لهم ايًا من هذه الدفعات الضخمة في المستقبل؟".
اجراءات انتقامية
وكانت الولايات المتحدة قد هددت الدول التي صوّتت في الجمعية العامة للامم المتحدة في ديسمبر لمصلحة قرار يرفض اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل بانها ستتخذ اجراءات انتقامية بحقها. واثر صدور القرار الذي ايدته 128 دولة ورفضته تسع دول وامتنعت عن التصويت عليه 35 دولة، قالت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي ان "الولايات المتحدة ستتذكر هذا اليوم".
وعشية ذلك التصويت قال ترمب: "يأخذون مئات ملايين الدولارات، وحتى مليارات الدولارات، ثم يصوّتون ضدنا"، مضيفا في تهديد واضح "دعوهم يصوّتون ضدنا، سنقتصد الكثير (من المال) والامر سيان بالنسبة الينا".
ومنذ وصوله الى البيت الابيض يؤكد ترامب انه قادر على التوصل الى اتفاق سلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، الملف الذي اخفق كل الرؤساء السابقين.
لكن المحللون يشيرون ان هذا الاجراء الجديد بمعاقبة الفلسطينيين بعد اسابيع من اعتراف الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لاسرائيل، يجعل احتمال استئناف عملية السلام ابعد.
ورد د.مصطفى البرغوثي امين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية، على تصريحات ترمب، عبر حديث له مع اذاعة الشمس، بان المساعدات الامريكية للاونروا وغيرها تصب في الأساس لمصلحة اسرائيل، وستكون لهذه الامور تداعيات كبيرة، لكن الفلسطيني يستطيع استيعاب هكذا تهديد خاصة وان كل هذه المساعدات الامريكية لا تشكل اكثر من 16 % من ميزانية السلطة الفلسطينية، وهناك امكانية لمواجهة هذا القرار.
وتحدث عن عدم وجود استراتيجة فلسطينية واضحة حتى الآن لمواجهة هذا السيناريو، وان كل هذا التهديد بقطع المساعدات المالية، يهدف الى تصفية قضية اللاجئين، خاصة وان الاونروا عمليا هي التي تبقي قضية اللاجئين، مطروحة وموجودة، في الميدان وعلى الارض، ومن خلال المؤسسات التابعة لها، وان تبقي هذه القضية بمفهومها الانساني والشعبي، وعليه يعتقدون في اسرائيل والولايات المتحدة، ان الغاء الاونروا او ضربها، سيؤدي الى تصفية هذه القضية.