للمسرح دور فعّال مؤثر على المجتمع في ميادين الحياة ومرافقها المختلفة، على مر العصور، باعتباره أساسًا ومنبرًا، كونه جزءًا من عملية تطور وتنمية ورقي المجتمع ورفع مستواه الحضاري.
الحركة الثقافيّة في بلدتي العريقة،شفاعمرو، للأسف، غير فعّالة وتكاد تكون شبه معدومة، والمواطن الشفا عمري صاحب الذوق الرفيع متعطش لنشاطات ومراكز ثقافية فنيّة.
لكل بداية نهاية، ومهما تعثرت الطريق، بالمثابرة والإصرار والإرادة والإيمان لا بدّأن نصل إلى تحقيق الهدف المرجو، وبعد رحلة بحث وجهد، وعمل دؤوب وقناعة، أنجزت مؤسسة الأفق مركزًا مسرحيًّا ثقافيًّا فنيًّا في مدينة شفا عمرو، وتمّ ذلك في احتفال رسمي يستحق التقدير والثناء،وخطّ حروف هذا الإنجاز على أرصفة هذا المحور الذي سنقطف ثماره ويحقق الكثير من المكاسب، يعود الفضل لهذا الإنجاز لابن شفا عمرو الكاتب والفنان عفيف شليوط، مدير المؤسسة ومركز قسم الفنون، والمحاضر في معاهد عليا في موضوع الكتابة الإبداعية الذي له باع طويلة وبصمات واضحة وأكيدة في دعم ورقي الحركة الثقافية والفنية في الوسط العربي وله إنجازات لا تحصى، من إخراج وكتابة الكثير من المسرحيات والمشاركة في مهرجانات مسرحية محلية ودولية، وحصوله على جوائز تقديرية، بالإضافة إلى عدة إصدارات تمّ ترجمة عدد منها إلى اللغة الإنجليزية، أذكر منها؛ يوم في عيادة، كفى، الصمت القاتل، اعترافات عاهر سياسيّ، بيضاء الثلج والأقزام السبعة.
من يتعمق في هذه الفقرات من كلمته الافتتاحية،احتفاءً بافتتاح مركزها الجديد، لابدّأن يوافقني على ما سطر قلمي بإيجاز عن هذا الفنان القدير، مؤكدا أنه لم تكن هناك أي مجاملة أو إطراء، فالكلمات لا تفيه حقه مهما كانت.
"هذا المشروع ليس وليد صدفة، إنما هو نتيجة تخطيط وحلم لطالما راودنا، فصالة عرض لأي مسرح هو أمر حتمي، من خلالها يقوم بعرض إنتاجاته المسرحية، واستضافة عروض مسرحية لفرق مسرحية أخرى، وتقديم برامج ثقافية وفنية، كما في هذا المكان يتمّإجراء التدريبات لأيإنتاج مسرحي جديد. فالمركز بمثابة البيت الدافئ للممثلين وعشّاق وهواة فنّ التمثيل المسرحي".
"أنا أقول لكم ما الذي تغيّر. نحن تغيرنا، فاليوم لكل حزب جمهوره، ولكل فئة جمهورها، ولكل كتلة جمهورها، ولكل طائفة جمهورها، وربما سيصبح لكل عائلة جمهورها. جمهور حزب معين لا يقبل على عروض يدعمها حزب آخر. فهذا لا يشاهد عروضا في مكان معين، وذاك يقاطع نشاطات مؤسّسات معينة، هذا هو الوضع الآن في شفاعمرو".
"إنّنا في مؤسسة الأفق نؤمنأنّ الفن هو فوق كل الاعتبارات، ويجب تحييد الفن والفنانين عن هذه الصراعات، فمركز الأفق من الجميع وللجميع، هو منبر لكل شخص من شفاعمرو وخارجها وسيبقى المنارة الثقافية التي تضيء سماء شفاعمرو بأفق المحبة والإبداع والفن والثقافة"
زاوية رماح الهادفة إلى النقد البناء تبارك هذه الخطوة، وتبعث بألف تحيّة تقدير وثناء لرئيس وأعضاء مؤسّسة الأفق، وتوجّه نداء إلى المؤسّساتالشفاعمريّة كافّةً، وعلى رأسها المؤسسة الكبرى والجمعيات وأصحاب الوظائف والإمكانيات، كل من موقعه،لدعم هذا المركز وكل مركز فني ثقافي تربوي قولا وفعلا لإنقاذ الحركة الفنية والثقافية من وضعها المتردي ليبقى الفنان هو الطائر الجميل بألوانه الزاهية، وتغريده الجميل، وليواصل التغريد في أجواء المدينة وسائر البلاد.