عانى أهالي الشاغور وبلدات عربية اخرى على مدار أشهر عديدة من ظاهرة المياه الملونة، بفعل تزويد مياه محلاة إلى السكان بدلا من مياه الآبار الجوفية، ما أثار تذمر وغضب المواطنين، واحتج الأهالي ونفذوا خطوات احتجاجية مطالبين بإعادة ضخ مياه من الآبار الجوفية، وإعفائهم من دفع فواتير المياه آنذاك.
وأصدرت سلطة المياه القُطرية تعميمًا جديدًا على شركات المياه في منطقة الجليل ينص على تغييرات جديدة في تركيبة المياه للمواطنين في منطقة الشاغور.
وقد جاء في الرسالة التي أبرقتها سلطة المياه أنه "منذ 5 أعوام تشهد المنطقة هطولًا شحيحًا للأمطار مما أثر سلبًا على مصادر المياه وأدى بانتقاصها على نحوٍ مستمر حتى بلغت المياه الجوفية أدنى مستوياتها مما يشكل خطرًا على مصادر المياه والتنمية المستدامة في المنطقة. على أثر ذلك، ومن أجل الحفاظ على مصادر المياه وعدم المساس بها كان لزامًا على سلطة المياه القطرية تقليص ضخ مياه الآبار التي اعتاد السكان الحصول عليها والتزود بها على مدار السنوات السابقة. وكما هو معلومٌ للجميع فإن سلطة المياه بادرت إلى إجراء تغييرات في تركيبة المياه عبر ضخ مياه محلاة من المنظومة القطرية".
وأشار البيان إلى إن "التغيير الذي طرأ على تركيبة المياه أدى في بعض البلدات إلى بروز ظاهرة 'المياه الملونة' بسبب تفاعلها مع الصدأ في الأنابيب والشبكات القديمة على الرغم من أن المياه استوفت معايير جودة مياه الشرب المنصوص عليها. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الحديث يدور عن تغييرات على المستوى المذكور (التفعيلي) وليس على مستوى جودة المياه التي ما زالت تستوفي معايير جودة المياه. كما أن هناك رقابة دائمة وفحوصات مستمرة للمياه من أجل التيقن من جودتها والحفاظ عليها. تكمن المشكلة فقط في الجانب الجمالي- المرئي بسبب اللون الذي اكتسبته هذه المياه مما أثار غضب المواطنين. ومن أجل تجاوز المشكلة وحلها أوصت وزارة الصحة المواطنين بشطف الأنابيب وشبكة المياه البيتية كما تقوم شركات المياه بشطف الشبكات العمومية حتى عودة المياه النقية إلى مجاريها".
وذكر البيان أن "اللجنة التنفيذية في سلطة المياه اجتمعت وأوصت إجراء تغييرات تفعيلية في موضوع ضخ المياه للبلدات في منطقتي الشاغور وكرميئيل. تنص التغييرات على أنه في منذ تاريخ 12.04.2018 سيتم البدء بتغيير في تركيبة المياه وضخ مياه الآبار مجددًا إضافة إلى الاستمرار بضخ مياه محلاة. ومن الممكن بأن التغيير في التركيبة في النصف الثاني من شهر نيسان سيصاحبه تغيير في قضية المياه الملونة. وعلى شركات المياه إعلام المواطنين بالتغييرات المرتقبة ودعوة كافة المواطنين الذين سيتعرضون لأي تغيير في شكل ولون المياه إلى الاتصال بشركة المياه التابعة لهم من أجل مسح وتعيين المواقع الإشكالية بهدف معاينتها ومعالجتها بشكلٍ جذري. إضافة إلى ذلك، يجب على كافة المواطنين الذي سيتعرضون لتغيير في لون المياه في شبكتهم البيتية شطف الأنابيب والشبكة البيتية حتى زوال الظاهرة وعودة المياه إلى سابق عهدها. وفيما لو ظهرت مياه ملونة في الشبكة العامة يجب على شركة المياه شطف هذه الشبكات والأنابيب والعمل بموجب تعليمات وزارة الصحة".
وختمت شركة مياه الجليل بيانها بالقول إنه "في مطلع شهر أيار القادم ستعود المياه لمجاريها وسيتم ضخ المياه لهذه البلدات وستكون فقط من مياه الآبار لا غير دون وجود مياه محلاة أبدًا. ومن المتوقع أن تزول ظاهرة المياه الملونة على الإطلاق منذ البدء بضخ مياه الآبار مجددًا. وستعود سلطة المياه ضخ مياه محلاة إلى جانب مياه الآبار فقط في شهر أيلول القادم من أجل الحفاظ على مصادر المياه وضمان ديمومتها. وعلى شركات المياه اللواتي يعالجن توجهات عودة ظاهرة المياه الملونة بعد شهر أيلول القيام بمجموعة من الخطوات العملية من أجل معالجتها وضمان عدم عودتها إلى الشبكات البيتية والعمومية. وقد أكدت سلطة المياه القطرية في رسالتها بأن المياه تستوفي كافة الشروط والمعايير المنصوص عليها في أنظمة جودة مياه الشرب".