نظم حزب الوفاء والإصلاح يوم السبت مهرجان "عائدون" الوطني إحياءً لذكرى 70 عاما من النكبة في قاعة "ميس الريم" في عرعرة، وسط حضور من مختلف البلدات في الداخل.
وتخلل المهرجان الذي قام على عرافته الأستاذ أحمد بهنسي كلمة للسيد مازن غنايم القائم بأعمال رئيس لجنة المتابعة العليا، فقرة ستاند أب قدمها الشاب فادي بدارنة، شهادة حية للحاج أحمد سعيد أبو النعاج (أبو كرم) الذي سرد مشاهداته أثناء النكبة في قريته صفورية، فقرة شعرية للطفلة ديما محمد أبو ليل وكلمة ختامية لرئيس حزب الوفاء والإصلاح الشيخ حسام أبو ليل.
القدس ليست سلعة
وحيى السيد مازن غنايم الحضور مؤكدا على أننا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني في كل أماكن تواجده، وأن رهان المؤسسة على أن الكبار سيموتون والصغار سينسون قد خسر. وعن قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس قال إن مدينة القدس ليست سلعة للبيع أو ملكاً خاصاً بترمب وأعوانه ولا يمكن أن تكون مزاداً علنياً. أما عن حق العودة فاعتبره لبّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولن يكون من دونه سلام عادل وشامل، بينما مازال هناك من يحتفظ بمفتاح بيته وبأمل العودة إليه.
وقال إنه رغم الوضع المؤلم الذي نعيشه إلا أننا لم نعتد على رفع الراية البيضاء، فما زال هناك أناس مؤمنون بقضيتهم ومتمسكون بأرضهم وكرامتهم وهويتهم.
ألم وأمل
أما المسن المهجر من قرية صفورية الحاج أحمد سعيد أبو النعاج فتحدث عن قريته في عام النكبة وما عايشه من أحداث خلالها. وقال: "رسالتي لأبنائنا وأحفادنا هي أن نعيش على ألم وأمل، وأن يتفوق الأمل على ألألم. يجب أن لا ننسى ولا نضيّع ولا نفرّط ولا نبيع، وألا نتنازل عن حقنا وأن نطالب به".
ثم قام بتسليم "مفتاح العودة" للطفلة ديما محمد أبو ليل، التي ألقت فقرة شعرية بعنوان "لنا عودة".
العودة إلى القدس
وكانت الكلمة الختامية للشيخ حسام أبو ليل الذي وجه تحيته أولا إلى شعبنا الفلسطيني الصامد في مدينة القدس وإلى اللاجئين والأسرى، وقال إنه في ظل تواطؤ ووهن عربي تحتفل المؤسسة الإسرائيلية في هذا العام بإنشاء دولة على حساب شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وتحتفل كذلك بنقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس بالتزامن مع
ذكرى نكبة شعبنا، إلا أن القدس ستبقى مدينة واحدة إسلامية عربية فلسطينية، مستنكرا في الوقت ذاته مشاركة مندوبين عن دول عربية (البحرين والإمارات) في سباق الدراجات "جيرو دي إيطاليا" والذي وعلى غير العادة انطلق هذا العام من مدينة القدس المحتلة.
وأكد أن شعبنا يزداد في كل عام إصرارا وعزما وثقة بتحقيق حق وأمل العودة، مشيرا إلى مسيرات العودة السلمية في غزة والتي قال إنها سوف تزداد قوة لأنها تطالب بحق العودة حتى تصل إلى مدينة القدس. "فمسيرات العودة ليست فقط إلى صفورية وعسلوج وصفد وعسقلان، إنما الأمل أن تصل كل جموع الفلسطينيين إلى مدينة القدس ولو انتقلت إليها كل السفارات وتواطأت معها كل الأنظمة العربية، وستبقى القدس إسلامية عربية فلسطينية حتى تعود جموع الأمة إليها".
وأعرب الشيخ حسام أبو ليل عن ألمه من اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني دون أن تشارك فيه بعض الأطراف الفلسطينية، متمنيا أن يجتمع البيت الفلسطيني حتى ينتصر لثوابته دون تنازل أو تفريط.
كما أشار إلى الضربة الإسرائيلية الأخيرة على سوريا قائلا: "لا ننسى أن شعوبنا العربية تعيش ظروفا صعبة من جبروت حكامها، ونتمنى لشعوبنا الحرية وسلامة أراضيها. وإننا نعلن في حزب الوفاء والإصلاح أننا نرفض ونشجب ونستنكر كل عدوان من أي جهة كانت على أي أرض عربية وإسلامية، أمريكية كانت أم روسية أو إسرائيلية أو غيرها".
وأمام المشهد الفلسطيني الحالي تساءل الشيخ حسام أبو ليل عن دورنا وموقفنا كفلسطينيين في الداخل، مضيفا أننا "جزء أصيل من الشعب الفلسطيني والأمة العربية الإسلامية ولسنا أقلية، بل نحن من حافظ على جوده في أرض الآباء والأجداد ولسنا طارئين هنا أو محتلين، نحن ملح الأرض وأصحاب التراب والمقدسات والحضارة، بقينا في أرضنا وانتصرنا لها ولمقدساتنا وعلى رأسها القدس والأقصى، وما زلنا، وسيكون لنا دور كبير في استقبال وعودة اللاجئين إلى ديارهم".
ولذلك، أضاف أبو ليل، ترانا المؤسسة أعداء وطابورا خامسا وخطرا يتهددها وتعاملنا بقسوة وصلف وظلم من اعتقالات وهدم بيوت وحرق مزروعات وإهانة وتدنيس المقدسات، وسن قوانين عنصرية أخرها قانون القومية العنصري الذي يستهدف وجودنا.
وأمام هذا التحديات أكد على ضرورة رص الصفوف وجمع الكلمة وتوحيد المواقف ووضع كل الإمكانيات المتاحة والمقدرات للنهوض بمجتمعنا الفلسطيني في الداخل، وقال: "تعالوا جميعا لنغلِّب لغة الحوار وأن يأخذ كل منا دوره في التربية وتحصين المجتمع والتربية على الإحترام وقبول التعددية. فنحن أصحاب قضية وشعبنا والقدس والأقصى بحاجة إلينا".
وفي ختام كلمته أكد مجددا على عدم الإعتراف بأي سفارة في القدس، ودعا للمشاركة في المظاهرة القطرية في القدس التي دعت لها لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية احتجاجاً ورفضاً لهذا القرار.