"لا أحب الخضروات".."لا أريد تناول هذا الطعام".. عبارات يرددها أغلب الأطفال معلنين رفضهم لأنواع معينة من الطعام الصحي. ربما لم تجد الأم المدخل الصحيح لإغراء طفلها بتلك الأطعمة، ولكن دراسة دنماركية حديثة ربما تقدم الحل.
تعاني معظم الأمهات في فترات معينة من عمر أطفالهن من رفضهم المستمر للأطعمة الصحية مثل الخضروات والفاكهة أو أنواع معينة من البروتينات. وبالرغم من محاولات الأم لصنع أشهى وأطيب المأكولات وتقديمها بطرق مختلفة، خاصة في أوقات المدرسة، إلا أن الطفل لا يستجيب، ويعود من مدرسته بالطعام.
ما كشف عنه بحث جديد ربما يساعد الأم في تلك المهمة الشاقة وربما يؤكد صحة مقولة "العين تأكل قبل الفم". فبحسب البحث الذي أجري في قسم علوم الأغذية بجامعة كوبنهاغن الدنماركية، فإنه يفضل ترتيب الطعام بطرق مختلفة طبقاً لجنس الأطفال وأعمارهم.
وفي حوار له بموقع ساينس ديلي الأمريكي، قال البروفيسور أنيماري أولسن من قسم علوم الأغذية :" سمعت روايات متفرقة من الآباء يقولون بأن أطفالهم يفضلون تناول الطعام المقدم بطريقة وترتيب محدد." وأضاف:" أعتقد أن الدراسة الجديدة لن تساعد الآباء فقط وإنما ستساهم أيضاً في تحسين برامج الوجبات المقدمة في المدارس."
وطبقاً لما ورد في الموقع المختص في الأخبار العلمية والأبحاث، فمن الممكن أن نجعل الأطفال يأكلون المزيد من الفواكه والخضراوات فقط من خلال تقديمها في أجزاء صغيرة وجعلها سهلة التناول. ومع ذلك، فإن العرض المرئي الجيد للأغذية يحدث فرقاً كبيراً في شهية الأطفال وقابليتهم لتناول الطعام، ويفيد الأطفال بشكل كبير، في حين أنه لا يمثل عبئاً على الأم.
وفي الدراسة طلب الباحثون من 100 تلميذ، تتراوح أعمارهم بين 7 إلى 8 سنوات و 12 إلى 14 عاماً، إعداد قائمة بالأولوية لصور ستة أطباق يتم تقديمها بثلاث طرق مختلفة. الطريقة الأولى اختيار عناصر الطعام المعروضة بشكل منفصل بحيث لا تلمس بعضها البعض، أو اختيار مزيج من المكونات المختلطة والمكونات المنفصلة التي تم خلطها معاً، أو اختيار خلط كل الطعام معاً، طبقاً لما ذكره موقع جامعة كوبنهاغن، والذي نشر الدراسة أيضاً.
وتوصل الباحثون إلى اختلاف الأذواق حسب عمر وجنس الأطفال، فقد فضلت الفتيات الأصغر سناً (من سن 7-8 سنوات) تقديم الطعام بشكل منفصل. أما بالنسبة للأولاد من نفس العمر فلم يكن لديهم أولوية ولا طريقة مفضلة لشكل الطعام. وبالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 14 سنة، فقد اختاروا خلط الطعام معا أو عمل مزيج من كل نوع على حدة، بحسب الموقع الدنماركي للجامعة.
ولم توضح الدراسة السبب في رغبة الفتيات بالتحديد في فصل الطعام المقدم لهن، لكن خلص الباحثون إلى أن أفضل طريقة لتقديم الطعام لطفلك هى وضع كل نوع على حدة في الطبق وليس مزجها سوياً. ويرجع الباحثون ذلك إلى رغبة الطفل، خاصة الفئة العمرية الأقل سنا، في رؤية المكونات منفصلة وتذوق كل منها على حدة. وربما يلجأ بعض الأطفال إلى مزجها لاحقاً، لكن ما يهم هو أن تقدم لهم في بداية الأمر بشكل منفصل.
س.م/ ع.خ