أكدت مصادر في مكتب المدعي العام التركي أن مقربا من ولي العهد السعودي نسق عملية قتل الصحفي جمال خاشقجي قبل أسبوعين في قنصلية السعودية بإسطنبول، وتدعم هذه التسريبات معلومات سابقة بتورط محمد بن سلمان شخصيا بالعملية.
وقالت المصادر التركية -المطلعة على التحقيقات الجارية في قضية اختفاء خاشقجي في الثاني من الشهر الجاري داخل القنصلية- إن منسق العملية هو العقيد بالاستخبارات السعودية ماهر عبد العزيز مطرب، وقد ظهر في عدة صور برفقة ولي العهد خلال أنشطته الرسمية.
وأضافت أن مطرب -المقرب من محمد بن سلمان- هو منسق عملية قتل الصحفي. وتابعت المصادر أن ذلك العقيد أجرى 19 اتصالا هاتفيا يوم قتل خاشقجي منها أربعة بمكتب سكرتير محمد بن سلمان.
كما قالت إن الطائرتين الخاصتين اللتين حملتا منفذي عملية قتل الصحفي السعودي تم استئجارهما باسم العقيد مطرب.
وبالتزامن، نقل موقع ميدل إيست آي عن مصدر في مكتب المدعي العام التركي أن سبعة من بين الأعضاء الـ15 في الفريق الأمني السعودي الذي يعتقد أنه أُرسل خصيصا لتصفية خاشقجي هم من الحماية الخاصة لمحمد بن سلمان، كما أن معظمهم من كبار الضباط الذين رافقوه أثناء زيارته بريطانيا وفرنسا خلال العام الحالي.
وأضاف الموقع البريطاني أن هؤلاء ذهبوا بعد قتل الضحية وتقطيع جثته إلى منزل القنصل العام السعودي محمد العتيبي وتناولوا طعام الغداء هناك.
وقبل أيام، أكدت صحيفة واشنطن بوست أن الاستخبارات الأميركية اعترضت مراسلات تظهر أن ولي العهد السعودي أمر باستدراج خاشقجي، ولم يتضح إذا كان الأمر اقتصر على اعتقاله أم تعداه إلى قتله.
ومؤخرا، نشرت وسائل إعلام تركية صور وأسماء أعضاء الفريق الأمني السعودي الذي يعتقد أنه أُرسل خصيصا لتصفية الصحفي، ووصل على دفعتين يوم دخول خاشقجي القنصلية، وبعض أعضاء الفريق من الدائرة المقربة من ولي العهد.
وقبيل التسريبات الجديدة من التحقيقات التركية، أكدت صحيفة نيويورك تايمز أن عددا من أعضاء الفريق الأمني السعودي لهم صلات بولي العهد مما يضعف الرواية التي حاولت السلطات السعودية والرئيس الأميركي دونالد ترامب ترويجها بشأن هذه القضية، والتي مفادها أن عملية قتل الصحفي نفذها “قتلة مارقون” وبدون علم السلطات السعودية.
وكشفت الصحيفة أن العقيد مطرب كان دبلوماسيا بالسفارة السعودية في لندن، ورافق محمد بن سلمان في زياراته للولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا. ووفق نفس المصدر، فإن ثلاثة آخرين من “فريق الاغتيال” السعودي -وهم عبد العزيز محمد الحساوي وثائر غالب الحربي ومحمد سعد الزهراني- مرتبطون بالأجهزة الأمنية التابعة لولي العهد.
ووفق نيويورك تايمز، فإن وجود مسؤول التشريح الطبي صلاح الطبيقي -الذي شغل مناصب عليا بالداخلية السعودية- يوضح أن “شخصية بهذا الحجم لا يمكن أن تديرها إلا سلطة سعودية عليا”.
تفاصيل القتل
في الأثناء، ظهرت تفاصيل جديدة تتعلق بتصفية خاشقجي داخل قنصلية المملكة في إسطنبول، حسب ما توصلت إليه التحقيقات التركية.
فقد أوردت صحيفة “يني شفق” التركية اليوم أنها حصلت على تسجيل صوتي يؤكد أن الصحفي تعرض للتعذيب قبل أن يتم قطع رأسه داخل القنصلية، وقالت إنه تم تعذيبه خلال استجوابه عبر قطع أصابعه ليتم بعد ذلك قطع رأسه.
من جهة أخرى، نقل موقع ميدل إيست آي الإلكتروني -عن مصدر تركي- أنه لم تكن هناك محاولة لاستجواب خاشقجي، وأن الفريق السعودي جاء إلى إسطنبول لقتله.
وقال ذلك المصدر إن عملية القتل استغرقت سبع دقائق وإن (خبير الطب الشرعي السعودي) الطبيقي بدأ بتقطيع أعضاء الصحفي بينما كان خاشقجي لا يزال على قيد الحياة.
وكانت مصادر تركية كشفت أمس للجزيرة تفاصيل عن عملية القتل المروعة، مؤكدة أنها جرت في مكتب القنصل السعودي محمد العتيبي وبحضوره.
وأكدت تلك المصادر أن قتل خاشقجي استغرق سبع دقائق، وأن الفريق الأمني السعودي لم يجر معه أي تحقيق، بل بادر مباشرة بضربه ثم حقنه بإبر.
وأشارت إلى أن السلطات التركية تملك تسجيلات تؤكد أن الطبيقي هو من قطّع جثة خاشقجي، وأنه طلب من زملائه الاستماع للموسيقى أثناء عملية التقطيع.
ووفق نفس المصادر، فإن خاشقجي تعرض للشتم والضرب مباشرة، وأنه قتل في مكتب القنصل الذي طُلب منه المغادرة ليكمل الطبيقي تقطيع الجثة، وفق التسجيلات.