مع نهاية فصل الصيف وحلول فصل الخريف، تنتشر وتزداد معاناة الحساسية الموسمية «الصفري»، وتشهد المراكز الصحية والعيادات الطبية ازدحاما شديدا، فهذا يشكوا من حكة شديدة في الأنف وانسداده مع رشح، وذاك يشكوا من حرقة في العين ودموع غزيرة، وآخر يشكوا من ضيق التنفس وسعال دائم وكثير من الناس يعانون من حكة واحمرار الجلد، وحتى الجهاز العصبي يصاب أيضا بالحساسية، ما يدهش الكثيرين إذا علموا بهذا النوع من الحساسية.
والأطفال أوائل المتضررين من الحساسية الموسمية، حيث تلعب الوراثة دورا مهما في الإصابة بها. ويسهل تشخيص الحساسية في أيام تغير الطقس «الصفري»، حيث أن الأعراض واضحة وتصيب كثيرا من الناس في مثل هذا الوقت من كل عام بإزعاجاتها.ونقول لهؤلاء الذين يعانون من إزعاجات الحساسية صبرا جميلا، فبعد أيام قليلة سيستقر الطقس وتختفي أعراض الحساسية المزعجة، خصوصا إذا هطل المطر في شهر أكتوبر. ونؤكد على التحلي بالصبر لأنه حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ وحاسم لأمراض الحساسية، فالعلاج الذي يوصف لتخفيف المعاناة والحد من الازعاجات؛ منذ أكثر من قرن توصل العلماء إلى أن هناك علاقة بين بعض الأعراض التي تظهر على الإنسان وبين الجهاز المناعي والحساسية، وقد ثبت صحة نظريتهم في ما بعد.
حساسية البلعوم
تظهر أعراض الاصابة بحساسية البلعوم على هيئة الشعور بألم في الحلق والشعور بحكة داخل الزور، مع احتقان شديد في الأغشية المخاطية المبطنة للبلعوم والحلق. ولا يستجيب هذا الألم للعلاج بالمضادات الحيوية، وتظل معاناة الألم فترة يغير فيها المريض العلاج مرات عدة ولا تحسن.
حساسية الأنف
تعتبر حبوب اللقاح، خصوصا حبوب لقاح الحشائش والنخيل التي تظل معلقة في الجو حتى نهاية شهر سبتمبر وأوائل أكتوبر بسبب الشمس الساطعة ووهجها الشديد في فصل الصيف، وهو ما يعرف بالحساسية الموسمية التي تهاجمنا في موسم الربيع. ويعاني المريض بحساسية الأنف من العطس وانسداد الأنف الذي قد يسبب ضيقا في التنفس عند بذل مجهود جسماني، كما تكون هناك رغبة شديدة لحك الأنف ويمتد الحك إلى سقف الحلق والعينين والأذنين.وتتضمن الأعراض أيضا حدوث رشح شديد بالأنف «سيلان الأنف»، وتظهر هالات داكنة أسفل العين ويتورم الجفنان السفليان، وفي الحالات الشديدة قد يفقد المريض حاسة الشم تماما، وفي بعض حالات الحساسية التي تصيب الأنف خصوصا عند الأطفال، قد تغير إفرازات الأنف طريقها أثناء النوم إلى الحلق ثم إلى الشعب الهوائية، حيث تصيب المريض بسعال مستمر أو ربو شعبي.
حساسية الأذن
عندما تصيب الحساسية الأذن نجد المريض يعاني ألما داخل الأذن مع الشعور بحكة، وقد تحدث مضاعفات مثل التهاب الأذن الوسطى أو التهاب الجيوب الأنفية بكل أعراضها المزعجة من صداع وألم وإفرازات صديدية من الأنف.