ذكر تقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية أنه لعدة قرون قام اليهود بأعمال تجارية واختلطوا اجتماعيًا -وإن كان بحذر- مع جيران عرب من بغداد إلى بيروت، لكن معظمهم طردوا أو هاجروا عندما تأسست إسرائيل عام 1948.
واليوم مع نمو اقتصاد المنطقة فقد أسست الطائفة اليهودية في دبي أول كنيس يهودي في المدينة.
وأضاف التقرير أنه بعد لقاءات في منازل بعضهم لسنوات، استأجر يهود دبي –وهم المغتربون في مجالات مثل التمويل والقانون والطاقة والماس- منذ ثلاثة أعوام فيلا في حي سكني هادئ للخدمات، ويحتوي هذا المبنى غير المميز على مكان للصلاة ومطبخ وعدد قليل من غرف النوم للزوار أو أعضاء الطائفة الذين لا يعملون يوم السبت.
ويقول إيلي إبشتاين، أحد سكان نيويورك، والذي ساعد في تأسيس الكنيس: “لقد قطعنا شوطًا طويلًا منذ أن بدأت لأول مرة بالذهاب إلى دبي قبل 30 عامًا، في ذلك الوقت أخبرني الناس أنني يجب أن أتجنب استخدام اسمي الأخير “اسم العائلة” لأنه يبدو يهوديًا للغاية”.
وسعت دولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، إلى عرض صورة من الانفتاح وتخفيف القيود على الأديان الأخرى غير الإسلام، وعينت البلاد وزيرًا للتسامح، والذي قام في شهر نوفمبر برعاية “مؤتمر عالمي للتسامح” ضم 1200 مسلم ومسيحي وهندوسي ويهودي وآخرين من جميع أنحاء العالم.
وقال وزير التسامح الشيخ نهيان بن مبارك للوفود، وهم يتناولون سلطة الجمبري والضأن في ساحة خارجية وسط ناطحات السحاب في دبي: “إنني أدعوكم للعمل معًا للقضاء على سوء التفاهم حول الأديان والثقافات المختلفة، يجب أن تصبح التعددية قوة إيجابية وإبداعية من أجل التنمية والاستقرار. “
ولطالما طالب أعضاء الكنيس الزائرين بعدم الكشف عن موقعه أو الكتابة عن أنشطته.
غير أن آخرين يرفضون ذلك.
ويقول روس كريل، المحامي المولود في جوهانسبرج وزعيم الطائفة: “أفضل ألا أعيش مثل مارانو”، مشيرًا في ذلك إلى أن الناس في إسبانيا في القرن الخامس عشر مارسوا اليهودية سرًا، بعد التحويلات القسرية إلى الديانة المسيحية، وأضاف: “إن موقف الحكومة تجاه مجتمعنا هو أنهم يريدون منا أن نشعر بالراحة لوجودنا هنا، والصلاة هنا، والقيام بالأعمال هنا”.
وفي أيام السبت والأعياد اليهودية يتجمع المصلون -عادةً بضع عشرات من الأعضاء البالغ عددهم 150 عضوًا، بالإضافة إلى الزوار من العاملين بالشركات وطلاب الجامعات- في الفيلا التي تسمح نوافذها برؤية مئذنة مسجد يقربها، وعلى الرغم من أن الطائفة اليهودية ليس لديها حاخام، فإن العديد منهم يزورونها من وقت لآخر. وعند الترنيم بالجزء الأسبوعي من التوراة، ينشد زعيم الصلاة البركة اليهودية التقليدية، المصممة خصيصًا للظروف المحلية قائلًا: “يبارك الرب ويحمي ويساعد رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد ونائبه حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد وجميع حكام الإمارات الأخرى وأولياء العهود”.
وقد حظي الكنيس بتشجيع من مجموعات يهودية مثل مركز سيمون فيزنتال، بالإضافة إلى حكومة دبي ومحمد العبار، رئيس مجلس إدارة شركة إعمار العقارية، الذي بنى برج خليفة المكون من 163 طابقًا. وعندما تبرع إبشتاين بكتب التوراة منذ ثلاث سنوات، أهدى واحدًا بغطاء مخملي مع نقش عربي مطرّز بالذهب للعبار، الذي يعرفه منذ أن أدارا مشروعًا للألمونيوم في التسعينيات.
ويقول غانم نسيبة، المؤسس المشارك لمكتب “كورنستون جلوبال أسوشيتس” لاستشارات المخاطر السياسية، الذي يزور الكنيس في بعض الأحيان: “طوال عقود تم تجنب أي شيء يهودي في العالم العربي، وكانت العلامات الصريحة على اليهودية محفوفة بالمخاطر”. وأضاف: ” أصبح هناك جيل جديد من العرب واليهود أكثر قبولًا ثقافيًا لبعضهم بعضًا”.