يبدو عالم الطب في تطور دائم وسريع في ظل الأبحاث الكثيرة والدراسات التي تجرى في سبيل خدمة الإنسان وتقديم الأفضل له بما يضمن له نوعية حياة فضلى ومعالجة ناجعة لأمراض قد تكون علاجاتها غير متوافرة في السابق أو بمستوى أقل. مما لا شك فيه أن كل جديد يقدّمه الطب يأتي لمصلحة الإنسان عامة والمريض بشكل خاص في كل تطور حاصل. عام 2018 شهد إنجازات طبية كثيرة، سواء على الصعيد المحلي او على الصعيد العالمي لا بد من تسليط الضوء عليها بانتظار اكتشافات أخرى تسمح بالتصدي لامراض وحالات نواجهها اليوم ولا تزال معالجتها صعبة او غير متوافرة.
إنجاز الجراحة الروبوتية:
في تقنية متطورة اعتمدت في لبنان وللمرة الأولى في الشرق الأوسط تم اللجوء إلى الجراحة الروبوتية التي يمكن اعتمادها في مجالات عدة كالجراحة في المسالك البولية والجراحة النسائية والتوليد وغيرها بشكل يخفف من الألم ويقصر فترة الجراحة ومدة المكوث في المستشفى ويسرع من الشفاء بعد الجراحة مقارنةً بالتقنيات التقليدية المعتمدة.
البشرة الالكترونية:
استطاع فريق من الباحثين في طوكيو أن يتوصل إلى تكنولوجيا متطورة تسمح بقراءة وظائف الجسم في الأعضاء الحيوية على مادة بلاستيكية توضع على الجلد ويمكن استخدامها لقراءة معدل نبضات القلب مثلاً. هذا وفي الوقت نفسه، يمكن قراءة المعلومات في الهاتف الذكي أو قد ترسل مباشرة إلى الطبيب.
جراحة زرع الرحم للمرة الأولى في الشرق الأوسط:
للمرة الأولى في الشرق الأوسط أجريت جراحة زرع رحم لسيدة أردنية في العشرينيات من العمر تبرعت لها والدتها بالرحم لتتمكن من تحقيق حلم الأمومة والإنجاب. علماً أن ريهام (26 عاماً) كانت تعاني مشكلة خلقية تمنعها من الإنجاب إلا أنها استعادت الأمل بتحقيق حلم الأمومة عندما سمعت بوجود هذه الجراحة المتاحة التي تطلبت أن تتبرع لها والدتها بالرحم الذي تم زرعه لها في إحدى المستشفيات في لبنان. علماً أن 100000 سيدة في المنطقة تعاني اختلالاً معيناً في الرحم يمنعها من الإنجاب وأتت هذه الجراحة لتعيد إليهن الأمل ليصبحن أمهات.
خفض معدلات الكوليسترول الضار:
تطورت التجارب الخاصة بعلاجات الكوليستول بشكل ملحوظ مما يسمح بخفض معدلات الكوليسترول الضار إلى حد كبير. وتتيح هذه العلاجات الجديدة التي تم تطويرها، ومن خلال خفض معدلات الكوليسترول الضار إلى حد كبير، المجال لخفض خطر الوفاة جراء الإصابة بأمراض القلب وخطر الإصابة بالجلطات.
البنكرياس الاصطناعي:
الابتكار الجديد الذي أتى يقدم فرصة جديدة لمرضى السكري هو البنكرياس الاصطناعي الذي يضم مضخة أنسولين لضبط معدلات الغلوكوز وجهازاً لمراقبة معدلات الغلوكوز مما يسمح للمريض بتحديد معدلات الأنسولين التي يجب حقنها.
تحسين فرص التعافي بعد الخضوع لجراحة:
مع التطور الحاصل باتت تُعتمد اليوم استراتيجيات حديثة خاصة بالجراحات تسمح بتعافي المريض بشكل أسرع فتتيح للمريض الأكل قبل الجراحة وتخفف من اعتماد أدوية معينة بعد الجراحة وتشدد على التشجيع على المشي المنتظم بعد الخضوع للجراحة واتباع نظام غذائي خاص مما يسمح بتعافيه بشكل أسرع .
تطوير أنواع جديدة من اللقاحات:
تم تطوير أنواع جديدة من اللقاحات بأشكال حديثة متطورة وتركيبات مختلفة تسمح بالتصدي لأوبئة كثيرة منتشرة بفاعلية كبرى.
علاجات موجّهة لالتهاب المفاصل الرثياني:
في عام 2018 أصبحت العلاجات الخاصة بالتهاب المفاصل الرثياني موجّهة لتستهدف كل حالة بعكس ما كان يحصل سابقاً. علماً أن التهاب المفاصل الرثياني، وهو من الأمراض الشائعة المرتبطة بالمناعة الذاتية التي قد تؤدي إلى الإعاقة وفي حالات متقدمة، قد يصيب الأعضاء الداخلية لا المفاصل فحسب. وتتوجّه العلاجات الجديدة إلى الجينات المسبّبة للطفرات التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض، مما يضعف المرض ويحد من الأضرار التي تصيب المفاصل وذلك بمعالجة كل حالة على حدة. فبحسب ما تبين، ما من حالتين في التهاب المفاصل الرثياني متماثلتين.
جراحة لمعالجة سرطان العين:
أجريت جراحة هي الأولى من نوعها في لبنان والمنطقة في معالجة سرطان العين وهي تسمح بإنقاذ عين المريض المصاب بالسرطان بعد أن كان هذا غير ممكن. ففي عملية تعتبر معقدة جداً ومتطورة وتتطلب فريقاً من المتخصصين في الأورام السرطانية وطبيباً اختصاصياً في أمراض العين وغيرهم من الأطباء المتخصصين تعاونوا معاً فتم وضع صفيحة على سطح العين وثبتت بواسطة خيوط لمدة أيام فتبعث أشعة إلى الورم السرطاني مما يؤدي إلى تقلص حجمه. وبعد فترة يتم نزع الصفيحة ثم يعاد الجلد إلى مكانه ويتقلص حجم الورم أكثر فأكثر بعد العملية وحتى بعد نزع الصفيحة. تعتبر هذه الجراحة الواعدة مهمة جداً لمرضى سرطان العين فقد سمحت بالحفاظ على العين بعد أن كان هذا مستحيلاً في السابق.
العلاجات لسرطان الثدي:
تطورت العلاجات الخاصة بالسرطان عامة وبشكل خاص تلك الخاصة بسرطان الثدي إلى حد كبير بحيث استطاعت الدراسات الحديثة مؤخراً والتجارب الوصول إلى حد تطوير العلاجات المهدفة لسرطان الثدي مما يسمح بفاعلية كبرى للعلاج وفي الوقت نفسه الحد من الآثار الجانبية للعلاجات المعتمدة. حتى أن تطور التجارب اليوم أتاح فرصة تجنب العلاج الكيميائي وما يترافق معه من مضاعفات لعدد كبير من المصابات بسرطان الثدي بفضل وسائل حديثة متطورة في التشخيص.
التطور في اعتماد الجهاز الخاص لحماية فروة الرأس عند الخضوع إلى علاج كيميائي:
على الرغم من وجوده من سنوات عدة إلا أنه تطور بشكل ملحوظ وبات معتمداً أكثر وصار أكثر انتشاراً مما يتيح للمرضى الذي يخضعون إلى العلاج الكيميائي حماية فروة الرأس من خلال جهاز تبريد يستعمل، مما يسمح بتجنب تساقط الشعر، في حالات معينة من السرطان في مراحل مبكرة منه.
لقاح للسرطان:
بدأت المراحل الأولى من الدراسات التجريبية على الإنسان حول لقاح قادر على إزالة آثار السرطان في الجسم ومنع انتشاره الممكن مستقبلاً. وتتوجّه هذه الدراسة إلى مرضى اللمفوما الذين يمكن معالجتهم بفضل هذه الحقن. ويعتبر هذا تطوراً مهماً في علاجات السرطان ويشكل نقلة نوعية فيها.
الزرع في الدماغ:
الجديد اللافت الذي تم التوصل إليه في عالم الطب، جهاز صغير يمكن زرعه في الدماغ لتنشيط ذاكرة الأشخاص المصابين بداء ألزهايمر وباركنسون وداء الصرع. ويعمل هذا الجهاز الصغير على التحفيز الداخلي للدماغ من خلال ذبذبات كهربائية. وعلى الرغم من عدم اعتباره الابتكار الأول من هذا النوع، إلا أنه الأكثر تطوراً وله ميزات عدة يتفوق فيها على كل ما سبقه من تجارب في هذا الإطار.
حبوب منع حمل للرجل:
تعمل دراسات حديثة على تطوير حبوب منع حمل للرجل، وقد أظهرت نتائج لافتة في قدرتها على الحد من إنتاج التيستوستيرون وإضعاف البذرة لدى الرجل. وبعكس كل ما سبق من تجارب، يمكن أن يتناول الرجل الحبّة مرة في اليوم لخفض معدلات التيستوستيرون. لكن ثمة حاجة إلى المزيد من الأبحاث والتجارب قبل أن تصبح هذه الحبوب قابلة للاستخدام والتداول في الأسواق.
قتل فيروسات الأنفلونزا بالأشعة ما فوق البنفسجية:
أثبتت إحدى الدراسات قدرة الأشعة ما فوق البنفسجية على قتل فيروسات الأنفلونزا حيث تبينت قدرة المستشفيات والمدارس والمطارات على استخدامها بطريقة معينة لهذا الهدف، مما قد يسمح بالحد من اللجوء إلى اللقاحات الخاصة بالأنفلونزا مستقبلاً.
كارين اليان ضاهر - مجلة لها