بقلم البروفيسور إبراهيم أبو جابر
يستعد الجميع مع مطلع العام الميلادي القادم"2019" لإعلان الولايات المتحدة وشركائها في الإقليم عن تفاصيل صفقة القرن لحل القضية الفلسطينية بل تصفيتها كما يزعم البعض.
لقد احتاج حبكها فترة غير بسيطة من الإدارة الامريكية، مع العلم أنه بدأاعدادها مع بداية ولاية الرئيس الأمريكي الحالي "ترامب" بواسطة صهره اليهودي كوشنير، الذي نجح في تجنيد عدد من قادة العالم العربي لصالحها، إضافة الى الحكومة الإسرائيلية صاحبة الفكرة أصلا.
ان الاجتماع القريب الذي سيجمع الرئيس "ترامب ونتنياهو ومحمد بن سلمان" على ذمة صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قد يأتي لوضع اللمسات الأخيرة على مشروع صفقة القرن هذه.وفي ظل كل هذا فان الواجب على الشعوب العربية بعدما غدا الحكام العرب أنفسهم بوقا واداة طيّعة في يد أمريكا ودعاة للتطبيع مع المؤسسةالإسرائيلي، الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني والتعبير عن رفضهم لهذا المشروع المشؤوم.
ان الشعوب العربية التي هزّت عروش أنظمة واسقطت أخرى تملك وسائل كثيرة ومختلفة للتعبير عن رفضها للخطة ودعمها للحقوق الفلسطينية، ولا تنقصها الخبرة ولا التجارب الناجحة ولا أيضا العقول المفكّرة والمدبّرة.
ان بقاء الشعوب العربية منشغلة بقضاياها الخاصة من ناحية واهتمام كل شعب ومجتمع بقضاياه المحلية فقط، ما هو الا وسيلة دعم وتعزيز إضافية لدعاة مشروع صفقة القرن والداعين لها عالميا وإقليميا. صحيح ما يقال بأن الشعوب العربية منهكة مما تعانيه من أزمات داخلية وإقليمية على المستوى الأمني والاجتماعي والمعيشي، لكن ذلك لا يعفيها من مسؤولية الدفاع عن قلب الامة العربية والإسلامية النابض فلسطين،فالمسؤولية جماعية.
لقد ولّى هاجس خوف الشعوب العربية من الحكام الظلمة، ودخلت الامة العربية رغم ما تعانيه من نكسات حاليا مرحلة جديدة يستدعي نجاحها مواصلة المشوار والاستمرار في العطاء الشعبي ودعم قضايا الأمة والدفاع عن ثوابتها بالطرق المشروعة وفي طليعتها الحق الفلسطيني، وتفويت كل فرصة لتصفية القضية الفلسطينية.