إذا كنت تريد أن تجنب طفلك أمراض الحساسية، فما عليك إلا اقتناء وتربية حيوان أليف واحد واثنين وربما أكثر! هذا ما أظهرته دراسة حديثة أجراها الدكتور "بيل هيسلمار" من جامعة "غوتنبرغ"
(The University of Gothenburg) السويدية والتي تؤكد على أن الأهل يمكن أن يخففوا من خطر إصابة أطفالهم بأمراض الحساسية عن طريق تربية الحيوانات الأليفة في البيت وتشير هذه الدراسة إلى إن كل كلب أو قطة إضافية تتربى في المنزل يمكن أن تقلل من احتمالية إصابة الأطفال بأمراض الحساسية بنسبة 20% وأن هذه الأمراض يمكن أن تقل بشكل كبير جداً إذا ما كبر الطفل مع خمسة أو أكثر من هذه الحيوانات التي تُربى في البيت.
وقد كانت العينة في هذه الدراسة حوالي 1200 طفل تتراوح أعمارهم ما بين السابعة والتاسعة، وتم تسجيل عدد الحيوانات الأليفة التي عاشوا معها في السنة الأولى من حياتهم ثم نظر الباحثون إلى السجلات الطبية للأطفال وأجروا لقاءات مع أولياء أمورهم للتعرف على حالتهم الصحية وما إذا كانوا قد عانوا في أي وقت مضى من أمراض الحساسية مثل حمى القش أو الربو أو الأكزيما، وأظهرت النتائج أن الأطفال الذين لا يمتلكون في بيوتهم حيوانات أليفة يواجهون خطر الإصابة بأمراض الحساسية بنسبة 49 في المائة أكثر من أقرانهم الذين يتعايشون مع الحيوانات الأليفة التي يمكن أن تحميهم وتمنحهم مقاومة أكبر لهذه الأمراض، وشبهّت الدراسة أجواء البيت الذي يضم حيوانات أليفة بالمزرعة الصغيرة التي عادة ما يعيش فيها أطفال العوائل القروية مع الماشية والكلاب وتقل عندهم أمراض الحساسية بشكل كبير.
ويرى الدكتور "بيل هيسلمار" الذي قاد هذه الدراسة أن الميكروبات والجراثيم التي تحملها هذه الحيوانات يمكن أن تُقوي جهاز المناعة لدى الصغار وتمنع حدوث ردود فعل قوية ومبالغ فيها تجاه محفزات الحساسية مثل حبوب اللقاح وذرات الغبار، ما يعزز الفرضية التي تدعو إلى عدم حرمان الطفل من التعرض لبعض عوامل قلة النظافة من أجل تدريب جهازه المناعي على تجاهل العوامل غير الضارة مثل حبوب اللقاح والفول السوداني وغيرها.
وتركز هذه الدراسة التي نُشرت في المجلة العلمية (PLOS One) التي تصدر في إنكلترا وأمريكا، على نمط الحياة وأسلوب العيش ونوع البيئة المحيطة بالطفل وترى إنها أكثر أهمية من البحث عن العوامل المسببة للحساسية.