يرى الباحثون في "مايو كلينيك" الأميركيَّة أنَّ غالبيَّة الأفراد تُركِّز أثناء صيامها على وقت تناول الطعام، وليس على ما يجب تناوله من طعام صحِّي في وجبتي الفطور والسحور، الأمر الذي يقودها إلى الإفراط في تناول بعض الصنوف الضارَّة أو قليلة القيمة الغذائية. ولذا، من المناسب أن يكون رمضان، وحتَّى بعد انتصافه مناسبة لإجراء بعض التغييرات الصحيَّة المستدامة والاستمرار عليها بعد انتهاء الشهر الكريم، وذلك لتعزيز نمط الحياة الصحي على المدى الطويل. ومن بين هذه التغييرات:
1. توافر المُغذِّيات الصحيَّة في وجبتيّ الافطار والسحور: مع انتصاف رمضان، من الضروري التركيز على اختيار الأطعمة المغذِّية لوجبتي الإفطار والسحور، نظرًا إلى فعاليَّة هذه المغذِّيات، من فيتامينات ومعادن و... في تحسين الأيض الحراري في الجسم وتخليصه من السموم الضارة العالقة في الخلايا والأنسجة. وفي هذا الإطار، يوصى الاختصاصي في التغذية العلاجيَّة الطبيب أكرم رشيد قارئات "سيدتي. نت" بالإكثار من تناول صنوف الطعام الحاوية الفيتامين "ج"، كالفواكه الحمضيَّة (البرتقال والليمون والجريب فروت والجوافة والفراولة والكيوي)، كما الأطعمة الحاوية الفيتامين "إي"، كالمكسَّرات واللحوم الحمراء من دون دهون والأسماك والمأكولات البحرية، وبعض أنواع الخضراوات (البروكولي والأفوكادو والفليفلة الحمراء والسبانخ).
2. التخلُّص من إدمان السكَّر: الصيام، فرصة رائعة للتخلُّص من إدمان السكَّر الضار المتوافر في الحلويات بأنواعها والصودا والشوكولاتة والمعجَّنات. وفي هذا الإطار، يتحدَّث خبراء التغذية عن صدمة الجسم نتيجة انسحاب السكَّر من الدم، الحالة التي قد يصاحبها بعض العوارض السلبيَّة، مثل: سوء المزاج والصداع وضعف الطاقة والاكتئاب المؤقَّت والأرق وضيق التنفُّس. وللتقليل من العوارض المذكورة، يُفيد الإكثار من تناول الفواكه السكَّرية (المانجو والعنب والموز)، خلال الفترة التالية للإقلاع عن تناول السكر. وبعدها، يمكن تناول صنوف أخرى من من الفواكه والخضراوات للحفاظ على مستوى السكر ثابتًا ومعتدلًا على المدى الطويل.
3. الإقلاع عن التدخين: يُمثِّل الصيام تجربة صعبة للمدخِّنين، بسبب إدمانهم مادة النيكوتين. وفي هذا الإطار، يؤكِّد الطبيب رشيد على أهميَّة محاولة المدخِّنين/ات انتهاز فرصة شهر رمضان المبارك للإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي، وذلك من خلال الإقلال من عدد السجائر المستهلك بين الإفطار والسحور، بهدف التخلُّص من هذه العادة نهائيَّا مع نهاية الشهر الكريم.
4. التخلُّص من عادة تناول المأكولات السريعة في العمل: تتناول نسبة 70% من العاملين الطعام السريع خلال الاستراحة أثناء الدوام، حسب دراسة صادرة عن "المركز الأميركي للوقاية والتحكُّم في الأمراض" بالولايات المتحدة. وفي هذا الخصوص، يبدو شهر رمضان فرصة جيِّدة للتخلُّص من هذه العادة الغذائية السيِّئة، وذلك عبر تناول الطعام الصحِّي مع العائلة في وجبتي الإفطار والسحور، مع الاستمرار في ذلك بعد انتهاء فترة الصوم. عمومًا، ينصح الطبيب رشيد بإعداد وجبة غذاء صحيَّة في المنزل مسبقًا وتناولها أثناء التواجد في العمل، ما يُقلِّل من السعرات الحرارية "الفارغة" ويُساعد في إنقاص الوزن، بجانب مدِّ الجسم بالمغذِّيات اللازمة له للمتعة بصحَّة أفضل.
5. المداومة على الرياضة في المساء: يعاني كثيرون من ضيق الوقت، ما يحول دون الحركة البدنيَّة المنتظمة، على الرغم من أنَّ ممارسة الرياضة في رمضان بعد تناول وجبة الفطور بساعتين ترسِّخ فكرة أداء الرياضة في المساء، على أن يسبق ذلك موعد النوم بثلاث ساعات على الأقلِّ. وفي هذا الإطار، يُنصح بالمشي لنصف ساعة ولخمسة أيَّام في الأسبوع، شريطة أن يزيد الوقت المخصَّص لذلك تدريجيًّا إلى 45 دقيقة، فساعة كاملة.
6. المواظبة على الصيام بعد رمضان: يرى الباحثون أن الصيام بعد رمضان ليوم في الأسبوع على الأقلِّ قد يساعد الجسم في التخلُّص من السموم الضارَّة فيه. كما أن هذا التدبير يقوِّي المناعة ويعمل على التحكُّم في الوزن. صيام وجبة الإفطار السحور شهر رمضان فيتامينات المعادن فواكه مكسرات لحوم أسماك مأكولات بحرية حلويات شوكولاتة معجنات الخضروات الإقلاع عن التدخين الطعام السريع طعام صحي انقاص الوزن ممارسة الرياضة