من منّا لا زال يلتهف لسماع الحكاوي و القصص كنا صغارا أو كبارا؟
سنروي أجمل القصص القصيرة، التي سترجعنا لصبانا، و تعيد بنا الذكريات الجميلة، و نغذيها بصغارنا، ففيها تسلية و عبرة و حكمة.
المحتويات قصة النسر قصة جحا و السائل سر السعادة قصة الطموح مصيدة |
قصة النسر
يُحكى أن نسراً كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على 4 بيضات.
فجأة حدث أن تزلزلت الأرض بعنف شديد، فسقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت، إلى أن استقرت في قن للدجاج، وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني بيضة النسر هذه، فتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس.
وفي أحد الأيام فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة.
وفي ذات مرة، كان يلعب في ساحة قن الدجاج ، فشاهد مجموعة من النسور تحلق فب أعالي السماء، تمنى هذا النسر لو يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور!
لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له: ما أنت سوى دجاجة ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور.
فتوقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي وآلمه اليأس، و فقد الأمل، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
إن ظلت نظرتك إلى واقعك سلبية، لا شك ستصبح أسيراً لليأس مفرط، فإن كنت تؤمن بنفسك نسرا وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء الازدهار، فتابع أحلامك و أمالك، لا تستمع لكلمات الدجاج الخذلة.
حيث أن قدرتك أو طاقتك على تحقيق ما تريد ليس معجزة، و هو أمر قد يتحقق بإرادتك و عزيمتك، واعلم بأن ليس كل سقوط فشل، و إنما كل فشل هو بداية نجاح لك!
لذا فاسع أن تصقل نفسك وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك فهي السبيل لرقيك، ورافق من يدفع بنفسك المجد و التفاؤل.
قصة غاندي و الحذاء
تخيل لو أن سقطت منك فردة حذاء واحدة، أو مثلا ضاعت منك؟؟ ماذا ستفعل بالفردة الأخرى؟؟
يُحكى أن غاندي كان يجري بسرعة للحاق بقطار، وقد بدأ القطار بالتحرك، وعند صعوده القطار سقطت من قدمه إحدى فردتي حذائه.
فما كان منه إلا أنه خلع الفردة الثانية ورماها فورا بجوارالفردة الأولى على سكة القطار، فتعجب أصدقاؤه؟ وسألوه ما أمرك؟ ماذا فعلت؟ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟
فقال غاندي الحكيم: أحببت للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد فردتين، فيستطيع الإنتفاع بهما، فلو وجد فردة واحدة فلن تفيده، ولن أستفيد أنا منها أيضا.
يجب علينا أن ندرك أنه إذا فاتنا شيء فقد يذهب إلى غيرنا، ويحمل له السعادة فلنفرح لفرحه ولا نحزن على مافاتنا، فهل يعيد الحزن ما فات؟
كم هو جميل أن نحول المحن التي تعترض حياتنا إلى منح وعطاء، فانظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس وليس الفارغ منه.
قصة جحا و السائل
كان جحا في الطابق العلويّ من منزله، فطرق بابه أحد الأشخاص، فأطلّ من الشباك فرأى رجلا، فقال: ماذا تريد؟
قال: انزل إلى أسفل لأكلمك، فنزل جحا، فقال الرّجل: أنا فقير الحال، وأريد حسنةً يا سيدي فاغتاظ جحا منه.
ولكنّه كتم غيظه، وقال له: اتبعني.
صعد جحا إلى أعلى البيت والرّجل يتبعه، فلمّا وصلا إلى الطابق العلويّ، التفت جحا إلى السّائل، وقال له: الله يعطيك
أجابه الفقير: ولماذا لم تقل لي ذلك ونحن في الأسفل؟ فقال جحا: وأنت لماذا أنزلتني، ولم تقل لي وأنا فوق ما طلبك؟
سر السعادة
يًحكى أنّ أحد التّجار أرسل ابنه لكي يتعلم سرّ السّعادة لدى أحكم رجل في العالم، فمشى الفتى أربعين يوماً حتّى وصل إلى قصر جميل على قمّة جبل، وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه، وعندما وصل وجد في قصر الحكيم حشدا كبيراً من النّاس، فانتظر الشّاب ساعتين ليحين دوره.
أنصت الحكيم بانتباه إلى الشّاب، ثمّ قال له: الوقت لا يتّسع الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر، ويعود لمقابلته بعد ساعتين، أضاف الحكيم وهو يقدّم للفتى ملعقةً صغيرةً فيها نقطتان من الزّيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزّيت!
أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبّتاً عينيه على الملعقة، ثمّ رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السّجاد الفارسيّ في غرفة الطعام؟ والحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنّه لم يرَ شيئاً، فقد كان همّه الأول ألا يسكب نقطتي الزّيت من الملعقة، فقال الحكيم: ارجع وتعرّف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه.
عاد الفتى ليتجوّل في القصر منتبهاً إلى الرّوائع الفنيّة المعلقة على الجدران، وشاهد الحديقة والزّهور الجميلة، وعندما رجع إلى الحكيم قصّ عليه بالتّفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزّيت اللتان عهدت بهما إليك؟ نظر الفتى إلى الملعقة، فلاحظ أنّهما قد انسكبتا، فقال له الحكيم: تلك هي النّصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك!
سرّ السّعادة يكمن في روائع القناعة و الرضا، و الاستمتاع بجمال الدنيا. فالسّعادة هي حاصل ضرب التّوازن بين الأشياء.
قصة الطموح مصيدة
في يوم من الايام، ذهب صديقان ليصطادا الأسماك، أحدهما اصطاد سمكةً كبيرةً، فوضعها في حقيبته، ونهض ليعيد أدراجه، فسأله الآخر: إلي أين تذهب؟! فأجابه الصّديق: إلى البيت، فقد اصطدت سمكةً كبيرةً جدّاً تكفيني، فردّ الرّجل: انتظر لتصطاد المزيد من مثلي، فسأله صديقه: ولما أفعل ذلك؟ فردّ الرّجل: عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها، فسأله صديقه: ولما أفعل هذا؟ قال له: كي تحصل على المزيد من المال، فسأله صديقه: ولما أفعل ذلك؟ فردّ الرّجل: يمكنك أن تدّخره وتزيد من رصيدك في البنك، فسأله: ولما أفعل ذلك؟ فردّ الرّجل: لكي تصبح ثريّاً، فسأله الصّديق: وماذا سأفعل بالثّراء؟ فردّ الرّجل: تستطيع في يوم من الأيّام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك، فقال له : هذا هوبالضبط ما أفعله الآن، ولا أريد أن أفعله بعد فوات الأوان، وحينها قد أكن أضعت وقتي.
العائلة هم شئ مقدس، لا يمكن الاستغناء عنه، فلولاهم لنا كنا نشعر بأهميتنا، فحماهم الله لنا. و الأموال حقا ستأتي يوما ما، فلا يجب أن نترك الطمع يأخذنا لمحطة لا نريدها، و نذهب شبابنا سدى.
هذه قصص إن لم تكن حقيقية، إلا أنها واقعية بمفادها، فبالقصة القصيرة عبرة، مهما كان قصرها، لكن مغزاها ثري.