هناك بعض الحقائق تتعلق بمسألة التعلم وربما غابت عن ذهن كثير من القائمين على عملية تعلم الصغار سواء من الآباء أو المعلمين أو حتى القائمين بالرعاية. ولعل أكثر الغائب عن الوعي دور العنصر الوجداني في عملية التعلم.. فمن أعظم المشكلات التي تتعلق بتعلم الأطفال غياب وعى هذا العنصر الوجداني عن الكثيرين من القائمين على تعلم الطفل.
الأمر الثاني أو المشكل الثاني هو اعتماد التعلم النظامي طريقا أوحد للتعلم يبدأ من دخول المدرسة والحقيقة على خلاف ذلك تماما حيث تبدأ عملية التعلم منذ الأيام الأولى من حياة الطفل، وتستمر من خلال الفرص التي توفرها البيئة المحيطة بالطفل في البيت، الحضانة، الملاعب..... فيكون التعلم عملية مستمرة، مدى الحياة ويكون التعلم النظامي أحد وسائله وليس كل وسائله.. كما يصبح التميز الدراسي أحد أوجه التميز وليس كل أوجهه.. وربما يعين الوالدين هذه النقاط والتي تعتبر أساسيات عن التعلم:
1- كل الأطفال يولدون برغبة فطرية في التعلم، وقدرة فطرية على التعلم.
2- تعلم الأطفال يكون أفضل حين يبادر الطفل ذاتيا مبديا الرغبة الفضول تجاه شيء ما ليتعلمه، ويكون منطلقا من رغباته ومجال اهتمامه بدلا من أن يفرض عليه.
3- الأطفال يتعلمون أفضل عن طريق الاستكشاف الشخصي، وعن طريق التعلم بالعمل HANDS- ON EXPERIENCE بدلا من التلقين. بالمعرفة تنشأ طبيعيا لديه أثناء الخبرة. (أي أثناء ممارسة نشاط فعلى).
4- اللعب هو الأسلوب الأول للتعلم خلال السنوات العشر الأولى. وكما يقال فإن اللعب هي وظيفة الطفل الأول. و للهب ثلاث وظائف أساسية:
- اللعب يساعد على اكتساب المهارات الجسمية الحركية، والمهارات الاجتماعية، و المهارات العقلية.
- اللعب يساعد الأطفال على فهم واستيعاب المعلومات.
- اللعب يساعد الأطفال على التعامل مع خبراتهم الصادمة والسلبية ومحاولة التخلص منها.
5- الإثارة المناسبة للطفل مطلب ضروري. ولذا فإن البيئة الثرية بالخامات المتعددة تيسر للطفل التعلم، كتعرضهم للكتب، القصص، الكتب، الأفكار، الناس الألعاب، الموسيقي، الأنشطة المختلفة، وأنشطة الحياة الحقيقية.
6- أفضل الألعاب للطفل هي تلك التي تلهم الطفل وتدفعه للتخيل، والبناء، الابتكار والتفكير.
7- أفضل وقت للبدء في التعلم هو الوقت الذي يطلب فيه الطفل ذلك.. وليس صحيحتا ضرورة البدء مبكرا جدا في كل شيء، فربما كان التبكير محبطا إذا لم يقابله قدرات و استعداد من الطفل.. فالطفل بحاجة إلى نشاط يتحدى قليلا ما هو عليه وليس أكثر ولا أقل بكثير من قدراته.. بل التحدي المناسب حتى يحفز بلا إحباط.
8- الأطفال لديهم العديد من أنماط التعلم، ولذا لابد لنا من معرفة النمط الخاص بالطفل حتى نستطيع المعرفة من بابها الأفضل والأكثر فعالية له، ومن أكبر أخطائنا في التعلم والتعيم على السواء اعتماد طريقة واحدة لتعليم كل البشر، وسبحان الله الذي جعل كلا منا كبصمة إصبع. وللمخ عدة بوابات كما هو معروف:
- النمط السمعي وهو الذي يعتمد اعتمادا أكثر على حاسة السمع في التعامل مع المعرفة و فى استيعاب المعلومات وتذكرها.
- النمط البصري وهو الذي يعتمد على حاسة البصر.
- النمط الحسي حركي وهو النمط الذي يعتمد على اللمس خاصة.
9- كثرة مشاهدة التلفاز والفيديو وما يشابههم من ألعاب من الممكن أن يساعد في تعطيل عملية التعلم بخنق التخيل لدى الطفل، وإيجاد مخاوف لديه، وتعزيز السلبية في التلقي، والأهم هو استهلاك الوقت المخصص للعب المفيد.
10- الاطفال يتعلمون بفاعلية أكثر إذا ما كانت بيئاتهم خالية من الضغوط. فالخبرات المؤلمة يمكن أن تتداخل وتعيق عملية التعلم، لأن المشاعر المؤلمة يمكن أن تؤدى إلى ارتباك، قلق، توتر، ضعف ثقة بالنفس، وعدم قدرة على التركيز.
11- قدرات التعلم تتأثر بعلاقة الطفل بأبويه. فمما يعزز الكفاءة العقلية:
- شعور الأطفال بأنهم محبوبون، مقبولون، وحين يحصلون على درجة مناسبة من الانتباه.
- إعطاء التشجيع للأطفال أكثر بدلا من النقد، التصحيح، والحكم عليهم.
- وجود توقعات مناسبة من قبل الأهل(ليست عالية جدا، لا منخفضة جدا).
- حين يستخدم نوعا من التأديب لا يعتمد على العقاب طريقة أساسية بل التعليم للصواب والثناء و اغتنام السلوك الإيجابي لدى الطفل لينسحب على بقية السلوكيات الأخرى التقى يرغب الوالدان في تهذيبها.
- حين يشجع الأطفال على طرح الأسئلة؛ وإن يكونوا مستقلي التفكير.
- أن يسمح الوالدان بالاستقلالية والاعتماد على الذات؛ و يساعدون فقط وقت الحاجة.