في ظل تعاظم ظاهرة العنف المجتمعي والجريمة في مجتمعنا العربي في السنوات الأخيرة، اجرت جمعية الجليل مسحًا ودراسة شاملين للأهمية الاستراتيجية في انتاج المعلومات واستخدامها في العمل التنموي والتخطيطي لصالح مجتمعنا الفلسطيني في البلاد. و من أجل تطوير خطط عملية من شأنها أن تساهم في التقليص وحتى التخلص من هذه الظاهرة .
وبناءً على هذا البحث تعقد جمعية الجليل مؤتمرها اليوم الأربعاء "في مهب العنف" في فندق الجولدن كراون في الناصرة. وتحدثت اذاعة الشمس حول هذا الموضوع مع السيد احمد الشيخ محمد مدير جمعية الجليل.
وقال الشيخ محمد للشمس: "نحاول في الجمعية تشخيص واقع المجتمع على كافة المسارات، وقضية العنف اصبحت تنهش بمجتمعنا، واصبجت قضية حارقة جدا، والاحصائيات تدل على معطيات خطيرة جدا، وهي تحتاج الى تدخل جاد من اصحاب القرار، والبحث يتطرق الى العنف باشكاله المختلفة".
وأضاف: "بسبب حالة العنف المتفشية اصبح الناس بحالة خوف وقلق، و40% من الناس اصبح لديها خوف من التجول ليلا، والشرطة احتلت المكان الاول في تحمل المسؤولية لظاهرة العنف، والدولة في المكان الثاني".
يُذكر أن الاحصائيات اشارت الى حصول أكثر من 170 الف اعتداء لأفراد بجيل 18 سنة وما فوق خلال العام الاخير، اضافة الى أكثر من 100 الف عائلة تعرضت لاعتداء او تعنيف في السنة الاخيرة.
وسيعرض المؤتمر نتائج مسح العنف المجتمعي الواسع الذي تم انتاجه في مركز الابحاث الاجتماعية التطبيقية "ركاز" في جمعية الجليل. بالإضافة لمناقشة عدة جوانب متعلقة بالعنف المجتمعي مثل أشكاله، مدى انتشاره وطرق تعامل الجمهور معه. كذلك مناقشة مواقف وآراء الجمهور حول العنف المجتمعي. اضافة الى ورشات عمل وحلقات نقاش تجمع ممثلين عن الأطر السياسية، منظمات المجتمع المدني، الحكم المحلي، الشرطة ولجان الصلح كذلك الجمهور الواسع.
واضاف احمد الشيخ: "هذه الدراسة، مسح العنف المجتمعي، والتي سنستعرضها في مؤتمر "في مهب العنف"، تشخص واقع مجتمعنا من حيث ازدياد ظاهرة العنف. فليس بالخفي على أحد ما آل إليه مجتمعنا من تفاقم لهذه الظاهرة في قرانا ومدننا، في شوارعنا وأحيائنا، مدارسنا ومؤسساتنا وحتى في بيوتنا، فقد يكاد لا يمر يوم دون أن نسمع وأحيانًا نشاهد أحداث عنيفة مثيرة للقلق، لذلك رأينا من الأهمية القيام بدراسة شاملة وواسعة من شأنها أن تساهم في تطوير آليات وخطط عمل عملية لنستطيع النهوض بمجتمعنا نحو بر الأمان".