شاهد العالم هذا الأسبوع خروج عشرات الآلاف من المواطنين في مقاطعة هونج كونغ الى الشوارع، بشكل سلمي، ليعبروا عن رفضهم، وليحتجوا على قرار يمس بأمور حياتهم اليومية وبقضايا اقتصادية اجتماعية، وليقولوا لا للحكومة المركزية في الصين، وليؤكدوا على موقف ثابت.
ولا احد يمكن ان ينكر ان هونج كونغ بلد متطور، ولديه امكانيات تكنولوجية واقتصادية وتقنية، ونحن على ثقة ان كل مواطن لديه حساب، عبر شبكات التواصل او شبكات الانترنت، ويمكنهم هناك ان يعبروا عن موقف من خلال اصدار البيانات وعقد المؤتمرات، ولديهم هناك الكثير من المفكرين والمنظرين، لكنهم هناك قرروا الخروج الى الشوارع.
اما نحن فقد اصبحنا نعيش في هذا الواقع داخل غرف مغلقة، وهناك من يعتقد انه اذا كتب منشورة عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وحظي بعدد من الاعجابات فانه قد قام بواجبه تجاه مجتمعه حتى لو اتضحت الصورة بعد ذلك اننا نعيش بعالم افتراضي.
لذا على القيادات التي تتحدث وتلتئم وتصدر البيانات وتنظم المؤتمرات، أن تعلم الناس كيف تخرج الى الشوارع بشكل سلمي وحضاري، لتقول كلمة واحدة، وتستغني عن كل الادوات المتطورة، والا فتنن بحاجة ليس فقط الى استيراد اجهزة تكنولوجية متطورة من هونج كونج، انما ايضا الى استيراد متظاهرين من هناك لنعبر عن صوت حقيقي، فهناك علمونا كيف علينا ان نخرج من العالم الافتراضي والغرف المغلقة، اذا اردنا ان نعبر عن كلمة واضحة تؤلمنا.