اصدر الناطق الاعلامي باسم الشرطة الفلسطينية العقيد لؤي رزيقات بيانا عممه على وسائل الاعلام شرح خلاله ظروف وفاة فتاة في الـ 16 من عمرها، جائ فيه:
ايمان طفلة لم تتجاوز الستة عشر ربيعا لا تعرف معنى السحر والجن والشعوذة وحتى لم تعرف معنى أن تكون مريضة وما يلزمها من علاج، وأهلها كانوا يبحثون عن اي وسيلة لعلاجها وقد لا تكون مريضة، لكن لم تجد من يفهما...صديق العائلة والذي ارشدهم لشخص "شيخ" كما درجت العادة في المجتمع على تسمية "المشعوذ" بهذا المصطلح والذي احضره للمنزل وبدأ بضربها وتوجيه اللكمات لها وهي لا تعرف ما معنى هذه اللكمات، وما هو سبب ضربها بهذه الطريقة ،كما انها لم تعرف سبب لمسك فمها ورقبتها وخنقها ومسكها بحجة أنه يقوم بإخراج اربعة من الجن سكنوا جسدها حسب ما اكتشف "الشيخ المشعوذ" وانه اخرج ثلاثة منهم والرابع يرفض الخروج ويصتعصم ويتمنع عن ذلك ..والسبيل لخروجه كما يظن "الشيخ المشعوذ" مزيدا من الضرب والصراخ والخنق ..
أُخرج .. أُخرج ... يتبعها طلاسم غير مفهومة وكانه يتحدث الى الجني المسمى "مارد" كما يقول المشعوذ ويسمعها اشقاء ايمان في شغفٍ وترقب ومراقبة لفهمه بانتظار سماع كلمة "خرج" هذا الجني مارد ليعلنوا شفاء شقيقتهم.. ولكنهم ولامتداد العلاج والضرب لها يقفون حائرين وفي حالة عذاب مع الضمير هل اصابوا ام اخطأوا باحضاره و هل سينجح باعادة ايمان صاحبة الضحكة الجميلة والروح المرحة لطبيعتها التي اعتادوا عليها تفرح وتمرح وتمازح وهل سيسمعون منها وعودها بان تكون مبدعة في مدرستها وتُحضر لهم يوما شهادتها الجامعية بتفوق لترفع رؤوسهم عالية ...
ايمان تنظر إلى هذا المشعوذ الذي لم يراع طفولتها وجسمها الرقيق الذي لايحتمل نسمة هواء لا ان تحتمل ايادي اذا ضربت على الخشب كسرته بنظرات الاستغراب وحالها يقول.. كفاك دجلا. كفاك كذبا كفاك نصبا واحتيالا ..كفاك ضربا بطفلة صغيرة . دون اي اكتراث منه ودون اي مراعاة لخصوصيتها كطفلة وهدفه فقط ان يقول لهم انني اخرجت الجن والسحر فهاتو المعلوم ليس لي وانما للاسياد الذين ساعدوني كحال كل الدجالين والنصابين المشعوذين الذي يسيطرون على عقول بعض الناس بكلمات حفظوها من بعض كتب السحر.
ساعات طويله وايمان تتعرض للاعتداء بالضرب وتقول لمن هم حولها: انا اموت هل من منقذ هل من متعظ هل من مسعف ابعدوه عني ارحموني لا تجعلوه يقتلني وانتم صامتون ...اخوتي ..ابي انه يكذب انه يؤذيني ويؤلمني انه يقتلني انه يخنقني لا يعالجني. انني لم اعد قادرة على اخذ نفسي ..ترفع يدها دون جدوى. تحاول تحريك جسدها ولكنه تمكن من تثبيته بقوة ...وبعد كل هذه المحاولات ونظراتها المعاتبه تتسل روحها من بين اضلعها لتعانق السماء وتسلم لبارئها وخالقها بكل هدوء فهو الرحمن الرحيم. ويرقد جسدها على سرير خصص لعلاجها من السحر كما يظنون ولم يعلموا بانه اصبح نعشها التي ستموت عليه، واصبحت ايمان جثة هامدة لتموت كل احلامها وتقتل برائتها على يد هذا المشعوذ ...
ورغم شعوره بما حصل وايقن ان روحها فارقت جسدها ظل يكابر ويقول بكل ثقة ليُبريء نفسه من جريمة ارتكبها بحق طفلة بانني لم اقتلها وقتلها الجن الرابع واسمه "مارد" و الذي لم يستطع الخروج منها ....كفانا تصديقا للمشعوذين.