الصدق
ديننا دين الأخلاق، فلقد حث الإسلام المسلمين على التمتع بالأخلاق الحميدة، وشددت عديد من النصوص الشرعية والدينية أن الدين المعاملة، والمعاملة لا تكون إلا بطيب الخلق وحسن الطباع، ولا شك أن أهم هذه الأخلاق التي حثنا ديننا الى التحلي بها ونهانا عن تركها هي الصدق.
والصدق هو نطق الإنسان بالكلام الحق المطابق للواقع، وفيه معان أخرى منها صراحة الإنسان مع نفسه، ومواجهته مع ذاته دون كذب أو خداع بغاية التخلص من العيوب، وتزكية النفس، والارتقاء بها إلى أعلى المراتب.
للصدق أنواع وأشكال كثيرة ومظاهر متعددة في حياتنا؛ فهو طريق المنجاة لصاحبه في الدنيا والآخرة، وعكس الصدق هو الكذب وتوعد الله سبحانه وتعالى الكاذبين بالعقاب الشديد.
• أنواع الصدق
الصدق هو قول الحقيقة المتفقة مع اللسان والقلب، وبما يتفق مع الواقع، وهو عكس الكذب، وله أنواع عديدة منها:
- الصدق مع الله تعالى: وهو الالتزام بتأدية العبادات والطاعات بكل حب وإخلاص ونية صادقة لله تعالى بعيداً عن الرياء والمظاهر.
- الصدق مع الناس: كما ذكرنا أن الدين المعاملة، فيجب على المسلم أن يصدق في تعامله مع الناس، لما له من فوائد وأثر إيجابي ونجاة في الاخرة.
- الصدق مع النفس: وتشمل أن يؤمن الشخص بنفسه في جميع أفعاله، ولا يحاول أن يكذب عليها، أو تهيئة أمور لم تحصل أو إيجاد الذرائع والمبررات.
• أهمية الصدق
- الحصول على الأجر والثواب في جميع العبادات؛ فهي بذلك تكون خالصة لوجه الله تعالى خالية من الرياء والكذب.
- الثواب والأجر وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة، فالصدق منجاة من كل مأزق، ومهما كان الكذب مفيداً في بعض المواقف، إلا أنه بعد فترة سينكشف ويقع الشخص في مشاكل أكبر.
- اكتساب ثقة الناس ونظرتها الحسنة.
- تيسير الأمور وتفريج الكرب والوقاية من الابتلاءات، وإجابة الدعاء.
- اختصار الكثير من المشاكل التي قد تنتج بسبب الكذب وقول الزور وتغيير الحقائق.
- اكتساب حب الناس، وبناء العلاقات الجيدة والطيبة معهم، ونشر روح التعاون والتآلف، وحب الخير فيما بين الناس.
- الشعور بالطمأنينة والراحة النفسية، فالكذب يجعل الشخص في خوف وتردد بسبب كذبه.
• فوائد الصدق
- يساعد على نجاح الإنسان في أعماله وحياته، فالصدق ينشر السمعة الحسنة عن الإنسان، فيزداد إقبال الناس على منتجاته، أو خدماته التي يقدمها للآخرين.
- يعيش الإنسان بسعادة، واطمئنان، وراحة بال بفضل الصدق، فلا يضطر الإنسان الصادق إلى التمثيل على الآخرين لاعباً دوراً لا يناسبه، فبعض الأشخاص تكونت لديهم عدة شخصيات بسبب كذبهم على أنفسهم أولاً، وعلى من يتعاملون معهم ثانياً، مما أدى إلى حدوث اضطراب داخلي لديهم، وصراع نفسي لا ينتهي بين هذه الشخصيات الوهمية المصطنعة.
- يعتبر الصدق بوابة الإنسان الأولى للأخلاق الحميدة الأخرى، وعلى رأسها التواضع، فكلما كان الإنسان صادقاً مع نفسه أدرك عيوبه أكثر، وإدراك العيوب يغني الإنسان عن الانشغال بعيوب الآخر، ويجعله غير مغتر بنفسه، وبالتالي يظهر التواضع عليه، ويصير سمة من سماته.
- يساعد الصدق على توضيح الحقائق، وعلى عدم بناء الإنسان لحياته أو أجزاء منها على الخداع، واستغفال الآخر؛ فعلى سبيل المثال لا يجوز الكذب أبداً على شريك الحياة قبل الزواج، وإخفاء بعض الحقائق التي قد تؤثر على الحياة الزوجية، فعاجلاً أم آجلاً ستتكشف الأمور، وسيؤثر ذلك على حياة الإنسان كاملة.
- يساعد على تطوير شخصية الإنسان؛ ذلك أن كل الصادقين الصريحين مع أنفسهم يعرفون تماماً ما يعانون منه من صفات سلبية ويتجاوزونها، ويتصفون بالصفات الخيرة الحسنة التي تنهض بهم، وبمن حولهم، وبمجتمعهم، وبأمتهم.
- يعتبر خلق الصدق من أهم الأخلاق التي تميز بين الأمم الراقية والأمم المنحطة، ومن هنا فإن تحلي أبناء الأمة الواحدة بهذا الخلق الحميد يرتقي بالأمة، ويجعلها في مصاف الأمم المتقدمة أخلاقياً، وحضارياً. يعطي الصدق انطباعاً حسناً عن المعتقد الذي يعتقد به الإنسان، إذ يشكل المعتقد عاملاً هاماً من عوامل تشكيل هوية الإنسان الشخصية.