مدينة القدس
يرجع تاريخ مدينة القدس إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، وهي بذلك تعد واحدة من أقدم مدن العالم. وتدل الأسماء الكثيرة التي أطلقت عليها على عمق هذا التاريخ. وقد أطلقت عليها الشعوب والأمم التي استوطنتها أسماء مختلفة، فالكنعانيون الذين هاجروا إليها في الألف الثالثة قبل الميلاد أسموها "أورساليم" وتعني مدينة السلام أو مدينة الإله ساليم. واشتقت من هذه التسمية كلمة "أورشليم" التي تنطق بالعبرية "يروشاليم" ومعناها البيت المقدس، وقد ورد ذكرها في التوارة 680 مرة. ثم عرفت في العصر اليوناني باسم إيلياء ومعناه بيت الله. ومن أهم الأعمال التي قام بها الكنعانيون في القدس شق نفق لتأمين وصول المياه إلى داخل المدينة من نبع جيحون الذي يقع في وادي قدرون والذي يعرف اليوم بعين سلوان.
قصائد عن القدس
إلى القدس
هاشم هارون رشيد
أجلْ إنّي من القدس
وفيها قد نما غرسي
جذوري في عروق الصخر
في الصّلد، وفي الملس
ومن كنعان بي نبضٌ
ومن عدنان،من قيس
من الماضي،من الحاضر
من يومي،ومن أمسي
عريق المجدِ والأنساب
مشدودٌ إلى الشمس
بها أختالُ في الدنيا
وأمشي رافع الرأس
أنا أعطيتها عمري فدىً،
أسكنتها حسّي
أنا غنّيتها شعرا
رفيع الوقع والجرس
أنا منها وإن غرقت
ببحر الهمّ والبؤس
أنا منها وإن حطّت
عليها راية البؤس
دمي هذا الذي يجري
لها متدفّقَ البجس
أنا منها وأفديها
أنا بالمال والنفس
ولا أرضى لها ذلاً
لمحتلّ ومندسّ
هي القدس وكم ردّت
من الرومان والفرس
وكم في خاطر التاريخ
من قولٍ ومن حدس
عن القدس، وهل أسمى
وهل أزهى من القدسِ
نزار قباني
يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
حزينةٌ حجارةُ الشوارع
حزينةٌ مآذنُ الجوامع
يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
صبيحةَ الآحاد..
لطفي زغلول
لكِ في القلوبِ منازلٌ ورحابُ .. يا قدسُ أنتِ الحبُّ والأحبابُ
لي فيِـكِ أقدارٌ ولي دارٌ ولـي .. أرضٌ ولي أهــلٌ ولــي أنسـابُ
لي المسجدُ الأقصى ولي ساحاتُهُ .. والمنبرُ المغدورُ والمحرابُ
لي سِفرُ تاريخٍ أضاءَ سطورَهُ .. مجداً صلاحُ الدّينِ والخطّابُ
لي ذكرياتٌ لي أمانٍ لي رؤىً .. لي فيكِ غاليتي صِباً وشبابُ
لي فيـكِ أحلامٌ وبعدَكِ تنتهي .. الأحــلامُ بعدَكِ تُقفرُ الألبـــابُ
تاريخُ شعبي في حماكِ مســطّرٌ .. شــهدتْ عليهِ مـآذنٌ وقبــــابُ
تميم البرغوثي
في القدس تنتظمُ القبورُ، كأنهنَّ سطورُ تاريخِ المدينةِ والكتابُ ترابُها
الكل مرُّوا من هُنا
فالقدسُ تقبلُ من أتاها كافراً أو مؤمنا
أُمرر بها واقرأ شواهدَها بكلِّ لغاتِ أهلِ الأرضِ
فيها الزنجُ والإفرنجُ والقِفْجَاقُ والصِّقْلابُ والبُشْنَاقُ
والتاتارُ والأتراكُ، أهلُ الله والهلاك، والفقراءُ والملاك، والفجارُ والنساكُ،
فيها كلُّ من وطئَ الثَّرى
كانوا الهوامشَ في الكتابِ فأصبحوا نَصَّ المدينةِ قبلنا
يا كاتب التاريخِ ماذا جَدَّ فاستثنيتنا
يا شيخُ فلتُعِدِ الكتابةَ والقراءةَ مرةً أخرى، أراك لَحَنْتْ