تابع راديو الشمس

عمر المختار

عمر المختار

شارك المقال

محتويات المقال

ولادته ونشأته

لقب عمر المختار بالعديد من الألقاب، أبرزها شيخ الشهداء، أسد الصحراء وشيخ المجاهدين، وكان قائداً لعدد من المعارك التي وقعت في ليبيا ضد الاحتلال الايطالي، وهو واحداً من أشهر وأبرز الشخصيات القتالية الإسلامية والعربية.

تعود أصول عمر المختار إلى عائلة فرحات الني تتبع قبيلة بريدان، وهي جزء أساسي من قبيلة المنيف أو المنفعة، التي تعد واحدة من أعرق القبائل الهلالية التي وجدت في مدينة برقة الليبية.

ترعرع عمر المختار في منطقة البطان، وحرصت عائلته على تربيته تربية إسلامية صحيحة، وذلك وفقاً لتعاليم الطريقة السنوسية التي تستمد أحكامها ومبادئها من السنة النبوية الشريفة والقرآن الكريم.

لم يعش عمر المختار مع والده طويلاً، والذي توفي في مكة المكرمة أثناء سفره لأداء فريضة الحج، وقام عمه الشيخ حسين الغرياني بكفالته بعد وفاة والده، وذلك وفقاً لوصية والده، فقام عمه بإدخاله مدرسة خاصة بتعليم القرآن الكريم.


تعليم عمر المختار

التحق المختار بالمعهد الجغبوبي لاستكمال تعليمه مع طلبة العلم من الاخوان والقبائل الليبية الأخرى، وحظي المختار باهتمام شديد من قبل شيوخه في المعهد، خاصة أنهم يهتمون بتعليم المتفوقين جيداً، لكي يصبحوا مؤهلين لتعلم رسالة الدين الإسلامي؛ والانطلاق بها إلى القبائل الليبية وأفريقيا، من أجل تعليم وتربية المسلمين على نهج وتعليم الدين الإسلامي.

وشهد له شيوخه الذي تتلمذ على أيديهم بأنه نبيهاً ويتمتع بالخلق الحسن، وحب الدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى رجاحة عقله، وهو ما ميزه عن باقي زملائه بالمعهد، وقد عمل خلال فترة دراسته وكان مخلصاً في عمله للغاية ويؤديه بإتقان شديد.

وتميز الشيخ بعديد من الصفات الحسنة التي ميزته عن غيره، فكان يتمتع بأخلاقه العالية، وقد عرف عنه الصبر والحزم والاستقامة، ما دفع أساتذته إلى الاهتمام به.

وأصبح عمر المختار بمرور الوقت من حاملي العلوم الدنيوية والدينية، وأصبح خبيراً بالأحداث التاريخية وتاريخ وقوعها، إضافة إلى معرفته وإلمامه بالأنساب وعادات وتقاليد القبائل، وأصبح ذو دور بارز في إصلاح ذات البين.

أبرز أعماله وإنجازاته

يعد عمر المختار واحداً من أبرز المقاتلين العرب عامةً، والليبيين خاصة، والذين قاموا بالتصدي للاحتلال الإيطالي منذ احتلاله ليبيا عام 1911، وقام بمواجهة ومحاربة هذه القوات وهو في سن الثلاثة والخمسين من عمره، ولمدة تخطت العشرين عاماً من الجهاد.

خاض المختار عدداً من المعارك ضد الايطاليين، والتي أدت في النهاية إلى سقوطه رهن اعتقال القوات الإيطالية عام 1931.


محاكمة عمر المختار

تم تقديم عمر المختار إلى محاكمة صورية، وذلك بعد تحضير المشنقة عام 1931، ووجهت إليه العديد من الاتهامات بشأن محاربته للحكومة الإيطالية، ولم يتردد في تبني كافة العمليات الجهادية التي نفذها ضد القوات الإيطالية، مؤكداً أن ما قام به كان دفاعاً عن وطنه ودينه، وحصل على حكم بالإعدام شنقاً.

ودخل إلى قاعة المحاكمة مقيداً بالحديد ومحاطًا بالجنود، بحضور مترجم يقوم بأعمال الترجمة بينه وبين القضاة، كما حضر محامي إيطالي برتبة ضابط للدفاع عنه، والذي تعاطف معه بشدة على الرغم من عدائه لبلاده، لدرجة أنه طالب بحصوله على حكم بالسجن المؤبد بدلًا من الإعدام، خاصة لكبر سنه.


إعدام عمر المختار

كان عمر المختار يشعر بالإرهاق والتعب والحمى، وعلى الرغم من ذلك تم تنفيذ الحكم بإعدامه في اليوم التالي للمحاكمة مباشرة، وهو في الـ 73 من عمره، وكان ذلك في 16 سبتمبر عام 1931، وقد تم إعدامه وهو يتلو آيات من القرآن الكريم.

قام الاحتلال الإيطالي بتجهيز ساحة اجتمع فيها حوالي 20 ألف من الشعب الليبي، ومجموعة كبيرة من المعتقلين لأسباب سياسية، وذلك من أجل حضور تنفيذ حكم الإعدام في المختار، وقاموا بإحضاره إلى الساحة مقيداً في التاسعة صباحاً.

كلفت القوات الايطالية طائراتها بالتحليق فوق ساحة الاعدام من أجل إحداث ضجيج وجلبة لمنع الأهالي من التحدث مع عمر المختار أو سماع أي كلام قد يوجهه لهم، وتوجه الى منصة الإعدام ولم يتحدث إطلاقًا سوى نطقه بالشهادتين، فتم تنفيذ حكم الإعدام فيه حتى فارق الحياة، فأطلق عليه بعد ذلك لقب شيخ الشهداء.

قامت القوات الإيطالية بإخفاء مكان دفن عمر المختار عن الناس، سعياً منهم لمنع اجتماع الناس حول مقامه والسعي للانتقام له والاقتداء به، وسعياً منهم لإنهاء ارتباط الناس بسيرة عمر المختار عبر إخفاء مكان دفنه.


الهدف من إعدام عمر المختار

كان الهدف الأساسي من إعدام أسد الصحراء، هو الإضعاف من الروح القتالية لدى المقاومين الليبيين، وإخماد الثورة والعمل على القضاء عليها وتوقفها بشكل كامل، ولكن جاءت نتائج إعدام المختار بعكس ما توقعته القوات الإيطالية، حيث أدى هذا الحكم إلى زيادة الثورات والمعارك القتالية، وانتهت هذه المعارك في النهاية بالقضاء على العدو واستقلال ليبيا.


تعاطف الناس مع عمر المختار

أصبح المختار من أبرز الشخصيات ونال إعجاب وتعاطف أعداد كبيرة للغاية من الأشخاص سواء في حياته أو بعد إعدامه من قبل القوات الإيطالية، ووصلت أخباره إلى المسلمين والعرب في جميع أنحاء العالم، باعتباره رجل كبير وهب حياته للحفاظ على كرامة بلاده ودينه الإسلامي.

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول