ذكر الله تعالى جبل الطور في القرآن الكريم وقال تعالى: (وطور سينين، وهذا البلد الأمين) [التين: 3،4] ، ولذلك يحظى هذا الجبل بأهمية وقيمة عظيمة في ديننا الحنيف، ويطلق عليه العديد من الاسماء منها جبل طور سيناء وجبل موسى، وهذا الجبل قد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بنبي الله موسى عليه السلام، فالموقع الدقيق لجبل طور سيناء التوراتية، حيث تلقى النبي موسى الوصايا العشر، لا يزال موضوعًا مثيرًا للجدل. ولكن بعض العلماء الأمريكيين قدموا أدلة تثبت أن "جبل موسى" موجود في المملكة العربية السعودية وليس في محافظة سيناء المصرية.
تسمية جبل الطور
اطلق علي جبل الطور العديد من المسميات المختلفة، منها جبل تابور وهذه تسمية يونانية معناها المرتفع، كما سمي بجبل الطابور، وقد شرح الباحثون أن هذه التسمية أتت من لغة تدعي بالأوغاريت التي عُرفت في منطقة رأس شمرا بسوريا ومعناها هو البهاء والنور؛ حيث كانت تتمّ عبادة إله النور الذي يدعى طابور، اما في الديانة المسيحية فيطلق عليه اسم جبل التجلي، وذلك نسبة الي تجلي المسيح عليه السلام فيه عندما ضعد مع بعض تلاميذه الي رأس الجبل، ومن تلاميذه الذين شهدوا ذلك يوحنا ويعقوب وبطرس.
للعلماء والمؤرخين آراء و نظريات حول جبل الطور:
- اختلف تأويل أهل المعرفة لذلك؛ مستندين في آرائهم وأحكامهم على دراسة التاريخ، وإقتفاء رحلة سيدنا موسى عليه السلام.
- أو على تفسير القرآن الكريم وتحليل مصطلحاته وترتيب الأحداث الواردة فيه.
و الآن سنعرض نظريتان من أهم النظريات التي حاولت – بالعلم والإستنباط – معرفة مكان هذا الجبل:
النظرية الأولى:
• يوجد الجبل في فلسطين؛ ويدرج مؤيدوا هذه النظرية عدداً من الحقائق المتعلقة بها.
• يقع جبل الطور في المثلث الفلسطيني إلى الشمال ( مرج ابن عامر)، ويمكن لسكان الجليل رؤيته من جبال مدينتهم.
• يبلغ ارتفاع الجبل عن سطح البحر ما يقارب 588 متراً.
• يؤمن المسيحيون أنه تمت مشاهدة السيد المسيح للمرة الأولى في هذا الجبل، ولهذا يسميه المسيحيون بجبل التجلي.
• أقيمت قرى ثلاث على سفح هذا الجبل الفلسطيني وهي؛ قرية الشبلي شرقاً، وقرية أم الغنم شرقاُ، وقرية أم الغنم ( بجزئها الثاني)غرباً.
النظرية الثانية:
• جبل الطور في مصر ويدرج مؤيدوا هذه النظرية عدداً من الحقائق المتعلقة بها.
• يسمى بهذا الإسم لاعتقاد المصريين بأنه الجبل الذي كلم الله منه كليمه ( موسى عليه السلام ).
• يقع الجبل إلى جنوب شبه جزيرة سيناء وعلى ارتفاع 2285 متر على سطح الأرض.
• انطلقت الديانات السماوية الثلاث ( الإسلامية والمسيحية واليهودية) من هذا الجبل.
• يستقبل جبل الطور المصري المئات من السياح سنوياً مستندين في ذلك إلى المعتقد الديني بالإضافة إلى التمتع بالطبيعة الخلابة.
• تم بناء كنيسة يونانية صغيرة في جبل الطور لأصحاب الديانة المسيحية، بالإضافة إلى جامع صغير للمسلمين.
ولا زال الإختلاف قائماً حتى اللحظة حول الإجماع على المكان الحقيقي الذي يوجد فيه جبل الطور، ولكن كلا البلدين ( مصر وفلسطين) تدعم رأيها بالحجج والبراهين التاريخية، وسواء أكان جبل الطور في فلسطين أو في مصر فإنه يبقى رمزاً يجتمع أصحاب الديانات الثلاثة على قداسته.
الفرق بين جبل الطور وجبل فلسطين
من الجدير بالذكر أن العديد من الاشخاص يختلط عليهم الامر بين جبل الطور وجبل فلسطين الموجود علي ارض فلسطين الحبيبة، حيث يظن الناس أن هذا الجبل هو نفسه الجبل المذكور في القرآن الكريم، ولكن الحقيقة أن الجبل الذي ذكره الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز هو جبل سيناء وليس جبل فلسطين، اما جبل فلسطين فهو يقع في الشمال من منطقة مرج بن عامر، وهو جبل يمكن تمييزه من مسافات بعيدة بسبب برزوه عن الاراضي المنبسطة المحيطة بها، . ولهذا الجبل ارتباط برسول الله تعالى المسيح – عليه السلام -، وبالديانة المسيحية.