تابع راديو الشمس

الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي

شارك المقال

محتويات المقال

ربما نعرف أيضاً أشخاصا يمتازون بقدرتهم العالية على الاستماع للأخرين، وأشخاص لديهم القدرة في السيطرة على مشاعرهم، فلا تغضبهم المواقف العصيبة، ولديهم القدرة على التعامل مع المشاكل بكل هدوء وإيجاد الحلول لها، فهم صناع قرار متميزون، يعرفون متى يثقون بحدسهم ويتبعونه.

وبغض النظر عن نقاط قوتهم، فإنهم عادة ما ينظرون لأنفسهم بكل صدق وصراحة، يتقبلون الانتقاد بصدر رحب، ويعرفون متى يستخدمونه لتطوير وتحسين أدائهم.

يمتلك هؤلاء الأشخاص درجة عالية من الذكاء العاطفي، فهم يعرفون أنفسهم جيداً، وقادرون على فهم مشاعر الآخرين بشكل جيد واستشعار احتياجاتهم العاطفية.


هل تريد أن تكون مثلهم أو أن تكون من هذا القبيل؟

الكثير من الاشخاص يتقبلون أن الذكاء العاطفي يحتل نفس اهمية القدرات التقنية بالنسبة للنجاح المهني، مما يدفع المؤسسات بشكل كبير لاستخدام الذكاء العاطفي في تعيين موظفين جدد أو في التسويق.

فعلى سبيل المثال، قامت مؤخرا احدى شركات مستحضرات التجميل بتعديل نظام تعيين مندوبي المبيعات، عن طريق اختيار المترشحين على أساس ذكائهم العاطفي. والنتيجة؟ الأشخاص الذين تم تعيينهم باستخدام النظام الجديد، باعوا بمعدل بلغ 91 ألف دولار زيادة عن مندوبي المبيعات الذين تم تعيينهم بالنظام القديم.

إذا ما هو الذكاء العاطفي؟ وما الذي يمكنك فعله لتطوير ذكائك العاطفي؟


• ما هو الذكاء العاطفي؟

جميعنا لدينا شخصيات مختلفة، رغبات واحتياجات مختلفة، وأساليب وطرق مختلفة لإظهار مشاعرنا، والتنقل بين كل ذلك يحتاج إلى براعة وذكاء، خاصة إذا أردنا تحقيق النجاح في حياتنا هنا تبرز أهمية الذكاء العاطفي.

الذكاء العاطفي هو القدرة على أن تتعرف على مشاعرك وأن تفهم ما تقوله لك، وتدرك كيفية تأثير عواطفك على الناس من حولك، ويشمل أيضا نظرتك للآخرين، فعندما تفهم كيف يشعرون، سيسمح لك ذلك بإدارة علاقاتك بشكل أكثر فعالية.

الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عال، هم بالعادة ناجحون في معظم الأمور التي يقومون بها. لماذا؟ لأنهم الأشخاص الذين يود الآخرون أن ينضموا لفرق عملهم. عندما يقوم الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي بإرسال رسالة إلكترونية، يتم الرد عليها، عندما يحتاجون للمساعدة، يحصلون عليها وذلك لأنهم يجعلون الآخرين يشعرون بشعور جيد، وهم يسيرون في مشوار الحياة بسهولة أكثر بكثير من الأشخاص الذين يغضبون ويستاؤون بسهولة.


• مميزات الذكاء العاطفي

دانيال جولمان، عالم نفس أمريكي قام بتطوير إطار من خمسة عناصر تُعرف الذكاء العاطفي.

- الوعي الذاتي: الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي عال يتمتعون بوعي ذاتي أكبر. هم يفهمون مشاعرهم وعواطفهم واحاسيسهم، وبسبب ذلك الفهم لا يتركون مشاعرهم تقودهم أو تتحكم بهم. هم واثقون وذلك لأنهم يثقون في حدسهم ولا يتركون مشاعرهم تخرج عن السيطرة. وهم أيضا ينظرون إلى أنفسهم نظرة واقعية. يعرفون نقاط قوتهم ونقاط ضعفهم، ويعملون على تحسين نقاط ضعفهم لتحسين أدائهم. ان العديد من الأشخاص يؤمنون بأن هذا الفهم الذاتي هو الجزء الأهم من الذكاء العاطفي.


- التنظيم الذاتي: هو القدرة على التحكم في المشاعر والدوافع الأشخاص المنظمين ذاتيا دائما لا يسمحون لأنفسهم أن يغضبوا او يصابوا بالغيرة المفرطة، ولا يتخذون قرارات متسرعة او متهورة، يفكرون جيدا قبل أن يتصرفوا خصائص التنظيم الذاتي هي التفكير الجيد، التأقلم بسهولة مع التغيير، النزاهة والقدرة على قول لا.


- التحفيز: الأشخاص الذين لديهم ذكاء عاطفي عال هم دائما متحفزون وهم على استعداد لتأجيل نتائج فورية للنجاح على المدى الطويل وهم منتجون للغاية، ويحبون التحدي، وفعالون جدا في كل ما يقومون به.


- التقمص العاطفي: قد يكون هذا ثاني أهم عنصر في الذكاء العاطفي التقمص العاطفي هو القدرة على تحديد وفهم احتياجات ووجهات نظر الأشخاص من حولهم، فالأشخاص الذين يمتلكون مهارة التقمص العاطفي لديهم القدرة على فهم مشاعر الآخرين، حتى لو كانت تلك المشاعر غير واضحة هؤلاء الأشخاص هم دائما متميزون في ادارة علاقاتهم مع الآخرين وهم يتجنبون النمطية والحكم بسرعة كبيرة ويعيشون حياتهم بأسلوب متفتح وصادق.


- المهارات الاجتماعية: ان الأشخاص الذين يمتلكون مهارات اجتماعية جيدة، من السهل دائما التحدث إليهم، وهي دليل على ارتفاع مستوى الذكاء العاطفي. الأشخاص الذين يملكون مهارات اجتماعية كبيرة هم دائما يفضلون العمل كفريق، فبدلا من التركيز على نجاحهم أولا، هم يساعدون الآخرين على التطور التقدم، ويستطيعون إدارة النزاعات، وهم متميزون في التواصل، وفي بناء العلاقات والحفاظ عليها.

• كيف تطور ذكاءك العاطفي؟

من الجيد معرفة أن الذكاء العاطفي يمكن تعلمه وتطويره، على غرار العمل على المهارات الخمس المذكورة أعلاه من أجل ذلك استخدم هذه الاستراتيجيات:

- لاحظ كيف تتعامل مع الاخرين، هل تتسرع في الحكم قبل معرفة جميع الحقائق؟ هل أنت نمطي السلوك (تكرر سلوكك)؟ تامل بصدق إلى كيفية تفكيرك وتفاعلك مع الناس، حاول وضع نفسك مكان الآخرين، وحاول أن تتفهم وجهات نظر الأخرين ورغباتهم.


- تامل في محيط عملك، هل تحاول من خلال إنجازاتك للحصول على الاهتمام؟ التواضع هو صفة رائعة، وهذا لا يعني أنك خجول أو أنك تفتقر الى الثقة في نفسك عندما تتواضع، تقول إنك تعرف ما قمت به، ويمكن أن تكون على ثقة تامة حيال ذلك. امنح الفرصة للآخرين للإبداع، وركز عليهم، ولا تعطي أهمية كبيرة للحصول على الثناء لنفسك.


- لاحظ كيف تتعامل مع المواقف الصعبة، هل تشعر بالاستياء في كل مرة يحصل فيها تأخير أو لم يحدث شيء بالطريقة التي ترغبها؟ هل تلقي باللوم على الآخرين أو تغضب عليهم، حتى ان لم يكن خطأهم؟ القدرة على المحافظة الهدوء والسيطرة في المواقف العصيبة، هي صفة ذات اهمية عالية جداً، سواء في داخل العمل أو خارجه. حافظ على مشاعرك تحت السيطرة في حال ساءت الأمور.


- تحمل مسؤولية ما تفعله، إذا جرحت مشاعر شخص، اعتذر بسرعة، لا تتناسى ما قمت به أو تتجاهل الشخص. الناس دائما يكونون على استعداد أكبر للمسامحة والنسيان إذا حاولت محاولة حقيقية لجعل الأمور تعود إلى مسارها الطبيعي.


- لاحظ كيف ستؤثر هذه التصرفات على الآخرين. إذا كان قرارك سيؤثر على الآخرين، ضع نفسك مكانهم. ما هو شعورهم إذا فعلت هذا؟ هل تود تجربة الأمر؟ إذا كان لابد أن تتخذ إجراء، فكر كيف ستساعد الآخرين في التعامل مع تأثيراته؟


اختصار الحديث

بالرغم من أن الذكاء مهم جدا للنجاح في الحياة، إلا أن الذكاء العاطفي هو مفتاح العلاقات الطيبة مع الآخرين ومفتاح تحقيق الاهداف.

الكثير من الأشخاص يعدونه بنفس قدر أهمية الذكاء العادي، الكثير من الشركات والمؤسسات تعتمد عليه في تعيين موظفين جدد.

الذكاء العاطفي هو الادراك لأفعالك ومشاعرك، وكيفية تأثير ذلك على الأشخاص من حولك. وهذا يعني أيضا أنك تحترم وتقدر الآخرين، وتنصت لاحتياجاتهم، وأنك قادر على فهمهم والتعاطف معهم على العديد من المستويات المتنوعة.


phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول