ان تطوير الحياة والتجارب التكوينية المبكرة داخل الأسرة وفي المدرسة يساعد في تشكيلنا كبالغين، لكن ذلك لا يعني ان تتوقف التنمية الشخصية في وقت لاحق من الحياة.
فعملية التطوير الشخصي تستمر مدى الحياة وطوال الوقت، فهي الطريقة التي يستخدمها الناس لتقييم مهاراتهم وصفاتهم ودراسة أهدافهم في الحياة وتحديد الأهداف من أجل تحقيق إمكاناتهم وتعظيمها.
تساهم عملية التطوير الشخصي في تحديد المهارات التي يحتاجها الأشخاص لتحديد أهداف الحياة التي يمكن أن تعزز من فرصه، وتزيد من الثقة بالنفس، وتؤدي إلى حياة ذات جودة أعلى.
سنقوم في هذه المقالة باستعراض بعض النصائح التي تساعدك على التفكير في طريقة تطورك الشخصي وأساليب العمل التي يمكنك من خلالها تحقيق أهدافك وإمكانياتك.
• أبرز 10 سلوكيات يومية لتحسين التطور الشخصي
- اقرأ حول ما تريد تحسينه
إذا أردت تحسين احدى المهارات لديك، عليك البدء بالقراءة حول تلك المهارة، فالقراءة تشرح ما تريد معرفته بالتفصيل، وكذلك إذا رغبت أن تكون أكثر إنتاجيةً وثقةً بالنفس، فعليك مطالعة الكتب وقراءة المصادر المتعددة التي من شأنها تعزيز مهاراتك والمساعدة على صقلها، فكل ما تقرؤه سوف يبقى مخزناً في ذاكرتك، وهو بمثابة خبرة تضاف اليك.
- ابحث عن مستشار
الإرشاد هو أسرع طرق التعلم، فالمرشد أو المستشار يمكن أن يكون أي شخص يعرف شيئاً قد لا تعرفه وتريد أن تتعلمه، ويمكن أن يكون من أحد الأقران أو الأصدقاء، أو قد يكون شخصاً أكثر خبرة بشكل كبير يرغب في أن يعطيك من خبرته العملية مقابل عمل ما تؤديه له.
- التغذية العكسية في نهاية كل يوم
ان الطريقة الأكثر فاعلية لمعرفة كيفية تحسين الذات وتطويرها هي العمل على عكس الذات الداخلية وسؤال النفس بشكل دائم عن أهدافنا وغاياتنا في تحقيق شيء ما، وطرق تحقيقنا له، وذلك ما يستثير لدينا دوافعاً داخليةً من التحفيز المستمر والإصرار لمتابعة تطوير العمل وتحسينه.
- إنشاء نظام ممارسة قوي
لا يمكنك أن تحيا حياة واحدة بنمط ثابت وتتوقع أن يكون هناك تغيير في يوم جديد، عليك إذاً أن تضع قائمةً بالعادات اليومية التي تسمح للأشياء في حياتك بالتغيير لتقوم بممارستها بشكل إيجابي صحيح.
- البحث عن أشخاص إيجابيين لدعمك ومساندتك
تتم عملية التطوير الذاتي بشكل أفضل بوجود الأشخاص الإيجابيين الآخرين الذين يعملون في بعض المهارات والمجالات، فهي ليست عملية ومهارة فردية، فقضاء بعض الوقت مع أشخاص يعملون على أشياء مشابهة لمجال عملك يعد حافزاً جيداً لتطوير ذاتك، وسوف تجد نفسك تنمو معهم بمعدل أسرع مما لو كنت قد حاولت أن تفعل كل شيء بمفردك.
- اتباع نظام المكافأة والعقاب
يحتاج الأشخاص الذين يريدون كسر العادات السيئة الى هذا النظام بشكل أساسي، ففي بعض الأحيان تكون المكافأة أو العقاب هي الحالة التي تحدث الفرق بين التغيير الفوري السريع والوعود المستمرة التي تؤدي دائماً الى التأجيل.
- كن صريحاً مع نفسك
هذا الأصعب بالنسبة لكثير من الناس، فكونك صادقاً م نفسك لا تقوم بخداع نفسك، ولا تقوم بتصوير نتائج تعجب النفس بغض النظر عن مصداقيتها، فإنك بذلك تسعى بخطى حقيقة لتحسين تطويرك الذاتي، فكثير من الناس من يخدع نفسه ويقوم بتجميل أي صورة أو نتيجة قد تبدي خلل أو قصور في تطوره، متجاهلين أن عدم الاعتراف وعدم الصراحة مع النفس هي أول سبل الهلاك.
- البحث عن قدوة
لا أحد ينكر بأن عملية التطوير الذاتي ليس سهلة، لذلك من المفيد أن تكون قادراً على النظر إلى الآخرين للاستلهام أو التحفيز أو حتى تذكير يومي لكيفية مواصلة التقدم في رحلتك.
- قياس درجة تقدمك وتطورك
هناك مقولة مشهورة تحث الانسان ألا يقوم بفعل شيء ان لم يكن بالإمكان قياسه، فهذه المقولة تحتوي على الكثير من المعاني، والتي قد تستغرق وقتاً طويلاً لفهمها عند البعض، فبغض النظر عن الكيفية التي تريد أن تعمل بها يجب أن تجد طريقة لقياس تقدمك خلال مرحلة العمل، إنها الطريقة الوحيدة التي ستعرفك حقاً إن كنت تسير في الاتجاه الصحيح، ومتى، وأين يجب أن تتمركز بينما تمضي قدماً.
- الانسجام هو المفتاح
تطوير الذات لا يحدث سريعا ولا يحدث بين عشية وضحاها، إنما تحدث ببطء، فالانسجام والتوافق هو ما يخلق تغييراً حقيقياً مفيداً، وهو السبب في كون هذه العملية صعبة للغاية بالنسبة للكثيرين، فهذه العملية تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد والمثابرة لإتمامها، فعملية التطوير الذاتي لا نقوم بها مرةً واحدةً ونحصل منها على نتائج ثابتة، وإنما هي عملية مستمرة تراكمية متجددة، ولإجمال ما سبق، فان عملية تطوير الذات هي ممارسة يومية وأسلوب حياة.