هل كثرة الواجبات المنزلية مجديةً للطلاب؟
مثل كثير من الأشياء، للوظائف البيتية إيجابيات وسلبيات. على سبيل المثال؛ من إيجابيات الوظيفة البيتية أنها تساعد على تعلُّم كيفية البحث بصورةٍ صحيحة أو تعلُّم كيفية صياغة مضمون فكرة ما بأسلوبٍ مقاليّ، بالإضافة إلى ذلك، تُعدُّ الوظائف البيتية هي طريقة تواصل بين المعلم وأولياء الأمر، يعرفون من خلالها ما يتعلمه أطفالهم في المدرسة. هذا وتساعد الوظيفة البيتية على تعليم الأولاد العمل باستقلالية والاعتماد على أنفسهم في البحث عن المعلومات، وتُعمِّق المعرفة لدى الطلاب من خلال مناقشة المادة وبحثها في البيت، وتراجع لهم الموضوعات التي درسوها في المدرسة وتساعدهم على تذكُّرها وتذويتها من خلال تكرارها وبحثها.
أما الجانب السلبي للوظائف البيتية، فالواجبات المنزلية -بالنسبة إلى كثير من الطلاب وأولياء الأمور- تسبب الإجهاد والنزاع؛ إذ إن الأطفال يذهبون إلى المدرسة ويتعلمون ويشعرون بالاكتفاء من عملية التعلُّم، فيرفضون فكرة خوض عملية تعلُّم إضافية في البيت، وبسبب رفضهم يحصل النزاع بينهم وبين الوالدين اللذين يقلقان على مستقبل أولادهم! علاوةً على ذلك، تكون الواجبات المدرسية في بعض الأحيان رتيبةً ومملة وخالية من المتعة والترفيه والتحريض على الإبداع، وفي أحيان أخرى تكون طويلةً وكثيرة، بحيث تشغل كل وقت الترفيه والتسلية الخاص بالطلاب بعد يوم تعليمي طويل، والأطفال بحاجةٍ إلى الحركة في الهواء الطلق على الأقلِّ فترة ما بعد الظهر، وليس الحبس في البيت من أجل مهامَّ تعليمية إضافية، وهذا ما يجعل الطالب يتبرَّم ويرفض الدراسة، مما يُجهِد والديه ويحبطهما، فتكون بذلك الوظيفة البيتية سببًا لخلق جوٍّ متوتر ومشحون بين الأولاد ووالديهم، وفي أحيانٍ كثيرة قد يكون هذا سببًا في خلق مشكلات إضافية بين الوالدين قد تؤثر سلبًا في العلاقة بينهما.
هذا وناقشت اذاعة الشمس مع مستمعيها هذه القضية.