ضمن مبادرة أطلق عليها اسم "مبادرة وطن"، شارك العشرات من مختلف أنحاء البلاد في زيارة إلى قرية لوبية المهجرة الواقعة غرب طبرية، يوم السبت الماضي. وتخلل الجولة في لوبية، التعرف على معالم البلدة التي جرى تهجير سكانها في عام النكبة 1948، فقرات فنية وأهازيج وأناشيد وطنية، وورشة رسم وصُنع مجسمات منازل وطوابين بمشاركة الأطفال، بإشراف الفنانة أحلام بهنسي، تحاكي الواقع التراثي من الطين في تلك الحقبة من الزمن.
ولاقت المبادرة الهادفة لتعزيز الانتماء بالأرض والوطن، من خلال زيارة القرى المهجرة في الداخل الفلسطيني، تفاعلا وتجاوبا على صعيد مختلف الفئات العمرية من الرجال والنساء والأطفال، وعدد من مهجري لوبية الذين انتقلوا للسكن في دير حنا.
وقالت الحاجة صبحية عجاينة من مهجري لوبية، إن "لوبية اشتهرت بالخير والفلاحة، وأنا سعيدة بزيارتها مجددا وأتمنى العودة إليها يوما ما، علمًا أنني خرجت منها في جيل 9 سنوات".
وأعربت عن أملها بـ"عودة كافة اللاجئين في الشتات وداخل البلاد إلى وطنهم وبلداتهم الأصلية".
وروى نايف حجو وهو من مواليد ومهجري لوبية، تفاصيل التهجير، وقال إن "سكان لوبية كانوا على هيئة قلب واحد في العمل والحياة اليومية، وهو ما صعّب على الحركة الصهيونية احتلال البلدة، إلى أن تم تجميع كافة القوات الصهيونية في الجليل ومهاجمتها واحتلالها بتاريخ 17.7.1948، وتهجير غالبية أهلها إلى الدول العربية المجاورة".
وأضاف أن "لوبية كانت أكبر بلدة في قضاء طبرية، كانت تملك أراض بمساحة 48 ألف دونم وبلغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة". وأنهى حجو بالقول: "إننا إذ نطالب بالعودة إلى بلداتنا المهجرة، فإننا نؤكد أننا لن نتنازل عن حقنا في العودة حتى الرمق الأخير، وبدورنا نقوم بنقل هذه الرسالة لأبنائنا وأحفادنا باعتبار أننا أصحاب الحق في العيش على هذه الأرض".
وقال أحد القائمين على "مبادرة وطن"، قاسم بكري، إن "الهدف من زيارة القرى المهجرة تعزيز الانتماء للوطن والأرض، ونقل الرواية الشفوية الفلسطينية لأبنائنا وأحفادنا باعتبار أن الرواية الصهيونية هي زائفة ولا يمكن إلا أن نتبنى روايتنا كوننا أصحاب الأرض والوطن".
وأضاف: "نحن أصحاب هذه الأرض ولن نتخلى عنها ما حيينا، ومن هنا أناشد كل من يستطيع المساهمة في مثل هذه المبادرات بزيارة معالم ما تبقى من قرانا المهجرة للاطلاع عليها والتمسك بها حتى ننقل الرسالة لكافة أبناء شعبنا بأننا هنا باقون". وختم بكري بالقول إن "هذه المبادرة لاقت تفاعلا ومشاركة من قبل العشرات من مختلف البلدات العربية. وتلقينا اقتراحات لزيارة عدة قرى مهجرة، وبدورنا سنستمر في مثل هذه الزيارات، لنؤكد تمسكنا وتشبثنا بكل الثوابت والمبادئ الوطنية الفلسطينية".