اثارت قضية الوالدة المشتبهة بطعن طفلها الرضيع من بلدة عيلوط يوم امس، استياءً واسعًا، وتحدثت اذاعة الشمس مع د.نبيل جرايسي؛ طبيب وباحث نفسي، حول العوامل النفسية التي تؤدي لارتكاب هذا العمل، وما الذي يدعو والدة من المفترض ان تمتلك غريزة الأمومة والحنان وحماية اطفالها ومنحهم الأمان، أن تتصرف بشكل عكسي وتؤذي طفلها.
واشار د.نبيل جرايسي، الى ان حيثيات قضية الطفل من عيلوط ما زالت مجهولة، لكنها تندرج ضمن دائرة العنف العائلي، وكان يمكن للطفل أن يُتوفى، وهناك العديد من العوامل النفسية التي تؤدي الى سلوك عنيف، لكن الحالة التي حصلت مع الطفل الذي يبلغ اكثر من عام هي حالة نادرة مع ام تتصرف هكذا.
ولفت الى ان بعض الأمهات، تُصاب بحالة اكتئاب ما بعد الولادة، والاحصائيات تشير الى ان واحدة من بين اربع امهات تصاب بمثل هذه الحالة، لكنها تستمر فترة قصيرة جدًا، وحالة اكتئاب ما بعد الولادة، ليس هي السبب الوحيد الذي يؤدي الى سلوكيات عنيفة، وانما ايضًا النمط الشخصي، والمشاكل العائلية وغيرها، وهي تؤدي الى حالات عنف.
ونوه الى ان اكتئاب ما بعد الولادة، هو جزء من التغيير الهرموني ما بعد الانجاب، الا ان قلة من النساء من تستمر معهم هذه الحالة، لكن الحالة تبقى مع هؤلاء لعدة اشهر فقط، وهذه الحالة سببها قلة النوم والبكاء لدى المولود الجديد، وتشعر المرأة بعدم الرغبة بالتعامل مع المولود، اضافة الى ضعف التذكر، واذا لم تُعالج هذه الحالة يمكن ان تتفاقم، لكن هناك حالات نادرة يمكن ان تؤدي الى ايذاء الطفل من قبل الأم.
واضاف: "اكتئاب ما بعد الولادة لا يحدث بعد عام ونصف، والحالة التي مرت بها الأم من عيلوط كما يبدو ليس اكتئاب ما بعد الولادة، انما هو اضطرابات نفسية حول الولادة تبدأ قبل الولادة وتستمر ما بعد الولادة، تشمل هذه الحالة اكتئاب واضطرابات سلوكية اخرى".