تحدثنا خلال الأسبوع الماضي عن "صفقة القرن"، وعن ردود الفعل والفعاليات الاحتجاجية، لكن ابرزها كانت إطلاق التهكم والدعابة، في المقابل ابدى البعض قلقه وطالب التعامل بجدية مع خطة صفقة القرن وتداعياتهاها على القضية الفلسطينية وعلينا كمواطنين عرب في هذه البلاد، خاصة وأنهت تطرقت لضم منطقة المثلث.
لكن..!
اذا كانت هناك حالة من التهكم على المستوى الشعبي، في محاولة للتنفيس عن غضب او حالة احباط، بسبب أجواء سياسية معينة، فنحن نتوقع دائما من القيادات السياسية والمسؤولين عن قضايا الجمهور، ان يجلسوا ويخططوا لأمدٍ بعيد: ماذ سنفعل غدًا وماذا نسفعل بعد غد، ما هي الخطوة التالية، وهل معالم المرحلة واضحة بالنسبة لنا، وكل هذه التفاصيل تتطلب جلوس عدد من المهنيين كل في موقعه، يدرس ويخطط ويكتب ثم يسلم القيادات السياسية المستند، وهذا ما حصل في صفقة القرن، هناك اشخاص جلسوا وخططوا لإنجازها.
لذا نأمل من القيادات السياسية على مستوى المجتمع والشعب الفلسطيني والعربي عامة، ان لا تتعامل مع هذا الملف كما تعاملوا في حينه مع قضايا، والتي تذكر بقصة لطيفة لجندي سوري كان يقف على خط الحدود في الجولان، في العام 67، وشاهد من خلال المنظار الدبابات الإسرائيلية تقترب على بعد 10 اميال، فاتصل بالقيادة وأخبرهم، وردت القيادة عليه انهم يتابعون الموقف بحذر وهم على اهبة الاستعداد، وعلى الجندي ان يتشبث في موقعه وان لا يقلق، وبعد ان اقتربت الدبابات مسافة 5 اميال اتصل الجندي بالقيادة فكان ذات الرد، ثم اتصل الجندي بعد برهة واخبرت ان الدبابات على بعد 200 مترًا، فاخبروه ان كل شيء على ما يرام وانهم على اهبة الاستعداد، واخيرًا اتصل بهم وقال لهم: العدو يريد ان يتحدث معكم.