روى د. أشرف صفية، والد الفتى نبيل صفية (15 عامًا) الذي قُتل قبل أيام في كفر ياسيف، تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل الحادث.
وأكد في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن ابنه كان يقضي يومه في الدراسة داخل غرفته، ثم طلب في حوالي السابعة والنصف مساءً ان يخرج للمشي قليلًا "ليحرّك رجليه ويغيّر جو" قبل أن يعود لإتمام دراسته. وقال إن ابنه كان "في الزمان الغلط والمكان الغلط"، مضيفًا: "للأسف هذه الجملة أصبحت نكررها دائمًا… لأن كل وسطنا العربي صار مكان غلط ووقت غلط".
وأوضح صفية أنه ربّى ابنه تربية صالحة، واحتضنه مع والدته، مؤكدًا انه لا يمكنه منع شاب في الخامسة عشرة من الخروج دقائق إلى الحارة بعد يوم طويل من الدراسة، مضيفًا: "نعم، من حقه ان يعيش… إحنا مش بحبس منزلي".
وأكد انه لم يتخيّل يومًا أن تصل الجريمة إلى ابنه، رغم شعوره الدائم بأن الوسط العربي لم يعد وسطًا آمنًا كما كان.
وقال صفية إن التربية مهمة وأساسية، ولكن ما حدث تجاوز كل المعايير التربوية، مضيفًا أن ابنه كان معروفًا بنزاهته وأخلاقه في المدرسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وإن "البلد كلها تشهد له". وأضاف: "إذا في ولد مربى في البيت وابن ناس ومعروف بأخلاقه… شو ضلّ بعد التربية؟".
وعن لحظة تلقي الخبر، قال إنه عرف بما حدث من خلال اتصال وصل إلى شقيق الفتى، ثم هرع إلى مكان الحادث وإلى المستشفى حيث انتظر دقائق مؤلمة قبل أن يُستدعى من قِبل الطاقم ليُبلّغ رسميًا ـن نبيل قد فارق الحياة.
وأشار إلى ـن التواصل مع الشرطة كان محدودًا جدًا، إذ حضر شرطي واحد فقط لتوقيعه على نقل الجثمان إلى معهد الطب الشرعي أبو كبير. وأكد ـنه حتى اللحظة لم يصله أي تواصل إضافي من الجهات الرسمية.
وانتقد صفية تكرار بيانات الشرطة التي يصفها بأنها "نفس الجُمل منذ قتل الضحية رقم 240"، مؤكدًا ان الوعود بالتحقيق الجدي وتكثيف الدوريات لم تُثمر شيئًا حتى الآن، بينما "نحن ندفن شبابنا وبناتنا من غير ثمن"، على حد قوله.
وأكد والد الضحية ان روايات الشرطة حول وجود "خلاف معروف" في المنطقة لا تعنيه، قائلاً: "أنا بعرف ابني… وما بعرف خلافاتهم ولا كلامهم". أما بشأن الجنازة فأوضح أن الجثمان ما زال في أبو كبير بدون أي معلومات حول موعد الدفن.
وفي الختام قال د. أشرف صفية إن ما حدث يمثّل جرحًا لا يمكن مداواته، مؤكدًا أن لا كلمات يمكن أن تعزّي والدًا بفقدان ابنه. وأضاف: "أتمنى أن يكون ابني آخر ضحية… كفانا عنفًا وكفانا قتلًا… إحنا ماشيين للهاوية مع الأسف".