"حمّام راديو" أو "راديو الحمّام"، هو مشروع تشاركي نسويّ، ينطلق من برلين. تم تأسيسه بناءً على إيماننا وقناعاتنا الأولى بأن أصوات النساء تهم الآن أكثر من أي وقت مضى، في زمن تواصل فيه الرأسمالية والأبوية قمع أصواتنا وأجسادنا.
من جهة، هو امتداد لـ "حمّام توكس"، مبادرة أسستها وقامت عليها كل من رشا حلوة، عبير غطّاس وطاقم مقهى "بيكش" في برلين، ومن جهة أخرى هو امتداد أيضاً لمبادرة "راديو الحي" الذي أطلقه مجد الشهابي وأصدقاء وصديقات في بيروت، تزامناً مع الحجر الصحي جراء فيروس كورونا المستجد.
سيشبه "راديو حمّام" الفكرة التي تأسس عليها "حمّام توكس"، حيث تلتقي نساء، وكل من تعرّف نفسها على أنها امرأة، من خلال الفضاء الصوتي الافتراضي، ليتحدثنَ، يشاركنَ، يفكرنَ، يصرخنَ، يبكينَ، يضحكن، يغضبن، يعشقن، يمارسنَ ما يشأنَ، يشتمنَ، يرقصنَ (هنا يعمل الخيال المجيد)، يغنينَ، يشغلنَ الموسيقى والأغاني على مزاجهنَ، يقرأنَ، يسردنَ قصصاً، وما إلى ذلك من أفعال يخترنَ القيام بها داخل الحجر الصحي وعلى الملأ صوتياً.
الحمّام في "حمّام راديو"، جاءت من وحي ما تشكّل الحمامات الشعبية في الثقافات العربية، الفارسية والتركية، وغيرها، في حيوات الناس، نساءً ورجالاً، حيث تتحوّل الفضاءات العامّة إلى خاصّة، تستعيد "ملكيتها" النساء من خلال الاستحمام، القصص، النميمة، الترابط المجتمعي، وما إلى ذلك من تفاصيل نعرفها. هذا الراديو هو محاولة لإستعادة فضاءاتنا العامّة، في كلّ مكان، من خلال فعل التعري، الذي ستختاره كل من المشاركات، كيفما تشاء.
في "راديو حمّام" اليوم، نحاول أن نستعيد فضاءاتنا العامّة، في كلّ مكان، من خلال فعل التعري، الذي ستختاره كل من المشاركات، كيفما تشاء. على أن لا ننسى، أن كل هذا هو محاولة لتوزيع حبّ وأحضان وقبلات، في زمن الحجر الصحي، لعلّ كل من تسمعنا ويسمعنا، يشعر بذلك.